العرب: "الإصلاح" يعتقد أن هيمنته على حضرموت سيبقيه ضمن المعادلة اليمنية

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> قالت أوساط سياسية يمنية لصحيفة "العرب" اللندنية، إن التغييرات التي أجراها حزب التجمع الوطني للإصلاح في اليمن على مستوى القيادات التنفيذية لكل من محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى، تندرج في سياق الاستعداد لمرحلة مفصلية يسعى من خلالها الحزب إلى فصل المحافظات الثلاث، تحت شعار إقامة إقليم، ضمن الدولة الاتحادية.

ويحاول حزب الإصلاح الذي مني بانتكاسات كبيرة خلال العامين الماضيين، منذ تراجع مراكز نفوذه داخل السلطة الشرعية، بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل الماضي، التعويض عن خسائره من خلال فرض إقليم في المحافظات الثلاث يخضع لسيطرته.

وترى الأوساط أن الحزب الذي يمثل الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين صوّب منذ تفجر الصراع اليمني قبل تسع سنوات أنظاره على المحافظات الثلاث، على الرغم من كونها بعيدة نسبيا عن مسرح القتال الذي تركز في الشمال اليمني.

وتشير الأوساط نفسها إلى أن خطوات الحزب في المحافظات الثلاث من شأنها أن تأخذ اليمن إلى منعطف خطير ومتشعب، وقد ينذر ذلك بحرب في صفوف الشرعية، حيث إن المجلس الانتقالي الجنوبي بالتأكيد لن يصمت على أي تحركات تهدد مشروعه باستعادة دولة الجنوب، والتي تشكل حضرموت أحد أعمدتها.

ويرى متابعون أن تركيز حزب الإصلاح على حضرموت، يأتي من منطلق موقعها الجيوستراتيجي، حيث تعد أكبر محافظات اليمن، إذ تمثل أكثر من ثلث مساحة البلاد وتمتلك شريطا ساحليا طوله 450 كم، فضلا عما تتمتع به المحافظة من ثروة نفطية ومعدنية ضخمة.

ويشير المتابعون إلى أن الحزب الإخواني يعتقد أن تكريس هيمنته على حضرموت كما هو الحال بالنسبة للمهرة وسقطرى، من شأنه أن يبقيه ضمن المعادلة اليمنية، بعد أن نجح المجلس الانتقالي الجنوبي في سحب البساط منه داخل السلطة الشرعية وبات هو المتسيد للمشهد في جنوب اليمن بلا منازع.

ويشكك الكثير من اليمنيين في نجاح خطط حزب الإصلاح لإعلان محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى إقليما خاضعا لسيطرته لعدة أسباب، أولها أن الحزب الإخواني لا يملك حاضنة شعبية كبيرة يمكن الرهان عليها، فضلا عن كون السعودية بالتأكيد لن تتجاوب مع الحزب في مثل هذه المشاريع الهدامة، التي من شأنها أن تفضي إلى تقويض السلطة الشرعية، وبالتالي زيادة تمكين الحوثيين.

ويشير هؤلاء إلى أن تحركات الحزب وخططه كلها تتعارض مع ما يدعيه من رغبة في الحفاظ على وحدة اليمن، لافتين إلى أن ما يجري على الأرض من شأنه أن يحول اليمن إلى كنتونات سياسية وجغرافية تتصارع دون نهاية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى