الإخوان والحوثي والقاعدة.. التخادم أصبح على المكشوف

> محمد سبتي:

> استغل الحوثيون انضمام قيادات عسكرية من تنظيم الإخوان المسلمين "حزب الإصلاح" خلال الأيام القليلة الماضية، للادعاء بتسجيل انتصارات سياسية جديدة.

وقابلت الجماعة الحوثية انضمام القيادات الإخوانية بالكثير من الاحتفاء، وذلك في تصريحات صادرة عن نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء غير المعترف بها حسين العزي، بزعمه أنّ "العديد في معسكرات الخصوم باتوا يدينون بالولاء للحوثيين"، وفق ما نقل موقع "المشهد العربي".

وأشار المسؤول الحوثي إلى أنّ هناك مفاجآت مذهلة سيتم الإعلان عنها في الفترة المقبلة، ممّا يعني أنّ هناك احتمالات لانضمام المزيد من العناصر وربما القيادات الإخوانية لصفوف الحوثيين.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي ومعها القنوات الإخبارية قد ضجت بحالة التصعيد التي ينفذها إخوان اليمن، من خلال موجات الانشقاقات العسكرية وإعلان الانضمام لجماعة الحوثي، والتي كان أبرزها إعلان عبد الحميد النهاري، وهو مدير مكتب جنرال الإخوان علي محسن الأحمر في الحديدة، الولاء للحوثيين، إلى جانب قيادات عسكرية تابعة له في الخوخة والبقع ودهم، أبرزهم حاكم الأحمر، وهو أحد ضباط اللواء (141) التابع لعلي هاشم الأحمر.

إنّ أمر التحالف العلني بين الإخوان والحوثيين لم يقتصر على التخادم والانشقاقات المتتالية، بل إنّ قيادة الحوثيين كشفت جليّا وجود معسكرات في الجنوب تدين لها بالولاء منذ زمن، وتنتظر اللحظة المناسبة للإفصاح، في إشارة إلى قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للإخوان في وادي حضرموت، التي لم تُخفِ ولاءها وتخادمها مع الحوثيين خلال (8) أعوام.

وعلّق الناشط السياسي الجنوبي عبد القادر القاضي على الموضوع قائلا: إنّ الإخوان أكثر تطرفا من الحوثيين أنفسهم.

وقال القاضي في تغريدة له على (تويتر): من يدير ظهره ويكشف مؤخرته للحوثي في مأرب شمالا، ويتوجه بسلاحه وعتاده نحو وادي حضرموت جنوبا، لا شك أنّه هو العدو بعينه.

وأضاف: إنّ تنظيم الإخوان أكثر حوثية من الحوثي نفسه، وما المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت وما يصلها من إمداد عسكري من قبل ميليشيات الإصلاح القادمة من مأرب سوى مثال على ذلك.

وبالتزامن مع أنباء تتعلق بالتخادم المشترك بين الإخوان وميليشيات الحوثي، أظهر تنظيم الإخوان، وجها جديدا من العداء ضد التحالف العربي، متنكرا للعديد من الجهود التي بذلها التحالف سواء المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة.

تزامن الأحداث لا يمكن فصله عن الترتيبات التي تجري في إطار تحالف الحوثي والإخوان، وعملهم في سبيل تحقيق أهداف ومكتسبات على حساب الوطن والمواطن، حتى لو فيها خراب البلاد.

وتشير كلّ هذه التطورات إلى حقيقة دامغة، مفادها أنّ التحالف الحوثي الإخواني يريد تجهيز الأرض وتمهيد المناخ لجولة جديدة من التصعيد، في جولة من المؤكد أنّها، إن حدثت، فإنّها ستكون محاولة لبعثرة الأوراق وتقويض جهود الحل السياسي تخوفا من مزيد من المكتسبات التي يحققها الجنوب.

ولم تتوقف التحالفات عند الإخوان والحوثي، حيث تعكس خطابات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تماهياً مع أجندة الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن المعادية لمجلس القيادة الرئاسي، ولا سيّما للمجلس الانتقالي الجنوبي.

ويرى مراقبون، نقلت عنهم صحيفة (العرب) اللندنية، أنّ القاعدة التي تلقت ضربات مؤلمة في الجنوب، تبحث عن أرضية مشتركة مع الثنائي في محاولة منها للحفاظ على وجودها، وتحقيق مكتسبات اقتصادية وسياسية على أرض الواقع.

ولا يستبعد مراقبون أن تتحول القاعدة بشكل متزايد إلى مخلب قط حوثي إخواني مشترك، بهدف تحقيق مكاسب سياسية وابتزاز الخصوم المحليين والإقليميين والدوليين، في مؤشر على اتساع حجم الاختراق للتنظيم الإرهابي الذي يخوض معركة ضد القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي منذ العام 2017.

يُذكر أنّ جماعة الإخوان المسلمين "حزب التجمع اليمني للاصلاح" تحاول استغلال كافة أبواقها الإعلامية، ومواقع التواصل الاجتماعي، لإظهار العداء للحوثيين، لكن على أرض الواقع تعقد منذ (8) أعوام التحالفات مع الجماعة، وتسير وفق خطوط متوازية مع الحوثيين، لتحقيق أهداف مشتركة بعيدا عن المصلحة العامة والشرعية.

"حفريات"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى