حملة إلكترونية ترد على الاتهامات الموجهة للمغتربين اليمنيين بالسعودية بأنهم مرتزقة

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> ​دشن ناشطون يمنيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان #المغترب_اليمني_في_خير، ردا على اتهامات الحوثيين للمغتربين بأنهم “مرتزقة”، إضافة إلى تسخير وسائل الإعلام لتشويه صورة المغتربين اليمنيين في السعودية.

وهاجم القيادي محمد علي الحوثي في تغريدة على حسابه في تويتر أبناء بلده المقيمين في السعودية، قائلا إن “خمسة وسبعين في المئة منهم مرتزقة يقاتلون مع أسرهم وأقاربهم”، وطالب السعودية بالكشف عن أسمائهم، ليأتيه الرد من اليمنيين أنفسهم الذين رفضوا الاتهامات جملة وتفصيلا، وفضحوا ممارسات الحوثيين الذين يستغلون هؤلاء المغتربين بكل الطرق لنهب أموالهم المرسلة إلى أهاليهم في اليمن.

وأوضح العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبالأرقام كيف صححت السعودية أوضاع المغتربين.

وذكرت هيئة الإحصاء السعودية الأسبوع الماضي أن آخر تعداد للسكان أجري في المملكة عام 2022 كشف أن أكثر من 1.8 مليون يمني يعيشون في المملكة.

وفي وقت سابق كشف سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر أن “قرابة مليوني يمني يعملون في المملكة يحولون أكثر من أربعة مليارات دولار إلى اليمن سنوياً، ليستفيد منها أهلهم وأقاربهم في اليمن الذين يصل عددهم إلى قرابة 15 مليون شخص”.

لكن الحوثيين يفرضون شروطاً مشددة على المغتربين من مناطق سيطرتهم برسوم باهظة، فضلاً عن تقديم كافة بيانات أملاك المغتربين وعناوين أقاربهم.

وفي فبراير 2021 طالب الحوثيون مكاتب السفر برفع كافة البيانات الشخصية والعائلية الخاصة بالمسافرين إلى السعودية، وتقديم ضمانات تمكن الجهاز من اعتقال أو ضبط أقرباء المغادرين خارج اليمن.

وقام “جهاز الأمن والمخابرات” التابع للحوثيين بتوزيع استمارة بيانات على مكاتب السفر تلزم المسافرين المغادرين بتعبئتها كضمانات حضورية وتسجيل كافة التفاصيل منها السكن والأهل والأقرباء والمنطقة وتوثيق سجلات خمسة من الأقارب في اليمن والأقارب المتواجدين خارج البلاد.

كما أصدروا قرارا يقضي بدفع جميع المغتربين اليمنيين في الولايات المتحدة جبايات غير مشروعة، مقابل السماح لهم بالدخول إلى مناطق سيطرتهم.

وقالت وسائل إعلام محلية إن اليمنيين الحاملين للجوازات الأميركية لا يستطيعون دخول مناطق سيطرة الحوثيين إلا بعد دفع مبلغ مالي في إحدى النقاط تحت مسمى رسوم دخول الوطن.

وأكد ناشطون أن تحويلات المغتربين اليمنيين إلى الداخل تشكل رافدا اقتصاديا مهما، ومصدرا رئيسيا للنقد الأجنبي في البلاد، الأمر الذي حافظ بشكل نسبي على استقرار سعر الصرف، وأحدث نوعا من التوازن بين العرض والطلب في سعر الصرف، نتيجة تدفق تحويلات المغتربين لأسرهم وأهاليهم في الداخل اليمني، إلا أن الحوثيين يصرون على نهب هذه الأموال من خلال التحايل عليها وبخس سعرها الحقيقي.

وأكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية، أن جميع المغتربين اليمنيين يعيشون في بلدهم الثاني السعودية ويتمتعون بكل الحقوق والامتيازات والتسهيلات تحت رعاية دولة النظام والقانون، وأن كل محاولات الاستهداف الحوثية للعلاقات الاستثنائية والمتميزة بين البلدين والشعبين الجارين والشقيقين ستبوء بالفشل الذريع.

وأشار الإرياني إلى أن ميليشيا الحوثي الإرهابية لم تكتف بنهب رواتب موظفي الدولة منذ انقلابها، وتدمير القطاع الخاص وتسريح عشرات الآلاف من العاملين فيه، بل عمدت إلى الاستهداف الممنهج لمليوني مغترب يمني في أراضي المملكة يعيلون أكثر من عشرة ملايين من مختلف المحافظات عبر محاولة الإضرار بعلاقة بلدنا بأشقائه، وإجراءاتها ضد المغتربين أنفسهم، بما فيها الإساءة والتعرض لهم ونهب أموالهم وممتلكاتهم بمبرر أنهم “مرتزقة”.

وفي عام 2021 فرض الحوثيون رسميا أموالا على السكان والطلاب الذين يسافرون إلى الخارج في عدة مناطق بينها مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وتختلف أسعار الرسوم على عدة معايير تصل إلى أكثر من 100 دولار أميركي بسعر الصرف في صنعاء.

وتشكل تحويلات المغتربين اليمنيين من الدول الأوروبية وأميركا الشمالية حوالي 35 المئة من إجمالي التحويلات إلى اليمن، بينما تأتي النسبة الأكبر من بلدان الخليج العربي.

ويشير متابعون إلى أن الحوثيين يتدخلون بتحديد سعر مسبق لقيمة الدولار والريال السعودي أمام الطبعة القديمة من الريال اليمني، وهو لا يعبر عن السعر الحقيقي في السوق، ولا يتناسب مع حجم التضخم وغلاء أسعار السلع والمواد الغذائية.

واعتبر الكثيرون أن ما يحدث نهب لمدخرات المواطنين من العملة الصعبة، كونها لا تفي بالغرض من توفير المتطلبات الأساسية للعيش، وإنما يقتصر الأمر على كيفية كسب الحوثيين المزيد من العملة الصعبة من تحويلات المغتربين ومدخرات المواطنين، دون إدراك لطبيعة الاختلال الحاصل واتساع الفجوة في سعر الصرف.

ولفت الإرياني إلى أن السعودية فتحت أبوابها لمئات الآلاف من اليمنيين، ووفرت لهم فرص العمل والعيش والحياة الكريمة، وقدمت لهم مختلف التسهيلات، كما احتضنت عشرات الآلاف من قيادات الدولة والشخصيات السياسية والاجتماعية والصحافيين والمجتمع المدني وأسرهم الذين فروا من بطش وإجرام الميليشيا الحوثية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى