اتقوا الله بأهالي عدن.. فالكفن بلا جيوب

> من العجائب أن مدينة عدن قبل ثلاثة وسبعين عامًا كانت أكثر ازدهارًا عن وقتنا الحاضر، وهذا فيما يبدو أنها حالة نادرة، فالمعروف أن الأوطان تزدهر كلما تقدم بها الزمن إلا هذه المدينة "عدن" فقد سبقت عصرها ومن ثم رجعت إلى الوراء إلى أن أصبحت "قرية" إن جاز التعبير.

يصبنا وجع عميق، ولا نملك إلا أن نقول:" اتقوا الله بأهالي عدن فإن الكفن بلا جيوب" ، فرئيس المجلس الرئاسي ونوابه، ورئيس الحكومة غير قادرين على الإمساك بزمام الأمور بما يخص الحياة المعيشية والخدمات في العاصمة عدن خاصة ومحافظات الجنوب عامة.

وبات من المؤكد أن الحكومة لم تقم بواجبها الحقيقي وبما يمليه عليهم ضمائرهم أولًا أمام الله عز وجل ومن ثم أمام السواد الأعظم من الشعب المطحون؛ الذين يعانون ليل نهار بسبب "كورونا الفساد" المستشري في المسؤولين.

جفت أقلامنا ونحن نكتب عن الحياة المعيشية والخدمات الأساسية، ولكن لا حياة لمن تنادي لم يعِ هؤلاء المسؤولين الفاسدين حقيقة أن "الكفن بلا جيوب" أو تجاهلوها.

العاصمة عدن وكل محافظات الجنوب تطالب بفتح تحقيق فوري مع كل من يثبت فساده في الحكومة، حيث أصبحوا يشكلون خطرًا حقيقيًا على جميع مواطني عدن والمحافظات الجنوبية المحررة ويهددون حياتهم المعيشية.

نعم نطالبكم بفتح تحقيق فوري لما يقومون به من تبديد للمال العام وعقد صفقات مشبوهة.

لم يعد السواد الأعظم يقدر على تحمل كل ما يقوم به هؤلاء الفاسدين من تصرفات مشينة في إدارتهم لحياة شؤون المواطنين.. غلاء فاحش.. خدمات معدومة.. تدهور للعملة. فماذا تبقى من إحساس بالمسؤولية؟.

قال الله عز وجل في كتابه الكريم: ‏(مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا). ولكن نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل. من تآمر ومارس فساده ضد المواطنين؛ فإنه سيلقى نفس مصير الذين سبقوه بالفساد والنهب والعبث بحياة الناس، فالجوع قد طال غالبية بيوت الجنوبيين، وما بعد الجوع إلا الهلاك.

وفي الأخير نقول للمسؤولين الفاسدين (وَمَا الحَيَاةُ الدُّنِيَا إِلَّا مَتَاعُ الغُرُوْرِ).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى