​غيوم الحرب تتجمع مجددا على تخوم صنعاء

> توفيق الشنواح:

>
بعد تراجع قنوات التفاهم الدبلوماسي لإنهاء الأزمة اليمنية بدأت تظهر بوادر استئناف الحرب حول خطوط التماس، إذ يتأهب الطرفان لمعركة جديدة.

وفي مسير عسكري تعهد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز بـ "القضاء على الميليشيات الحوثية" متوعدًا بـ "وصول طلائع القوات المسلحة إلى العاصمة صنعاء" بعد أسابيع من إجراء حوثي مماثل في كل من محافظتي إب في الوسط وتعز في الجنوب الغربي.

واختتم الجيش اليمني الأربعاء مسيرا عسكريا نظمته قيادة المنطقة العسكرية السابعة، شاركت فيه قوات الاحتياط التابعة للمنطقة "الدورة الثالثة صاعقة لمسافة 40 كيلومترا".
  • صنعاء والمعركة الحاسمة
وخلال تدشين تحرك القوات التي انتشرت في مواقع لم يكشف عنها، قال ابن عزيز "سنقضي على ذراع إيران في اليمن (مسلحو الحوثي ) وسنعيد لبلادنا الأمن والاستقرار والسلام، وسيندم كل من تقاعس عن المشاركة معكم في الدفاع عن النظام الجمهوري والعدالة والمساواة وصناعة النصر".

ووعد بأن "طلائع القوات المسلحة ستصل صنعاء ومعها كل أبناء الشعب اليمني وخلفها كل الشعوب العربية والإسلامية والإنسانية"، وحث اليمنيين "على المضي قدمًا في التأهيل والتدريب والإعداد للمعركة الوطنية الحاسمة"، مثمنًا "جهود الأشقاء في تحالف دعم الشرعية في مختلف المجالات".

من جهته، أوضح قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء محمد المنتصر أن هذا المسير العسكري يأتي تأكيدًا على "الجاهزية العالية لتنفيذ أية مهمات توكلها القيادة السياسية والعسكرية".
  • الجميع يستعد
مصدر في أركان الجيش قال إنه، تم تنفيذ طابور سير تدريبي على مسافة 40 كيلومترا بدءا من مدينة مأرب شرقا باتجاه المنطقة العسكرية السابعة، وفي ما يتعلق بمكان وصول هذه القوات ودلالة تحركها أوضح أنها اتجهت إلى "مناطق قريبة لجبهات القتال"، ورفض ذكرها بالتحديد، معتبرًا أن المسير "اختبار فعلي لمستوى التدريب العالي وقدرة التحمل للأفراد"، مشيرًا إلى أن "الجيش اليمني والحوثي يستعدان منذ انتهاء الهدنة لاستئناف المعارك، منوهًا بأن طائرات الميليشيات الحوثية لا تزال تقصف مواقع للجيش وتستطلعها بشكل مستمر".

والمسير المشار إليه أشبه بالتدريب أو المناورة، ويضم ألوية ووحدات من الصاعقة التابعة للجيش تتحرك سيرًا على الأقدام نحو مواقع ميدانية وعسكرية معينة يتوقع أن تشهد مواجهات محتملة.
  • لغة المدفعية
ومع تزايد المخاوف التي تعتري الشارع اليمني خشية وصول محادثات السلام والجهود الإقليمية والدولية إلى طريق مسدود مع الجماعة المدعومة من إيران، تأتي التحذيرات الخارجية من تضاؤل فرص السلام في البلد المعذب بالصراعات عقب بروز مؤشرات جديدة تنذر بعود اشتعال آلة الحرب على امتداد 50 جبهة قتال.

وفي العاشر من يوليو الجاري، أعرب المبعوث الأممي لليمن هانس جروندبيرج عن قلقه من التحركات العسكرية قرب محافظة مأرب، واستعراض جماعة الحوثي للمقاتلين في محافظة إب، مطالبًا أطراف النزاع بالحفاظ على فائدة الهدنة المستمرة منذ انتهائها بشكل رسمي، والعمل على وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار.

ودعا الأطراف إلى وقف الاستفزازات العسكرية والانخراط في اتفاق شامل لوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، ومفاوضات سلام تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن.

وجاء التحذير عقب أيام من تصعيد الجماعة الحوثية تحركاتها العسكرية على أكثر من جبهة، بخاصة في محافظات تعز ومأرب والضالع جنوباً، مما أثار قلق الحكومة الشرعية ومعها التحالف العربي الداعم لها، إذ استبقت الجماعة بإقامة عرض عسكري بمدينة إب، في وقت تتزايد معه الضغوط الدولية لدفع عملية السلام الذي عززت آمالها عودة العلاقات السعودية - الإيرانية بوساطة الصين في العاشر من مارس الماضي.

وسبق أن طالبت الحكومة الشرعية بإلزام ميليشيات الحوثي ببنود الهدنة وفك الحصار عن تعز التي تضم أكبر تجمع سكاني في اليمن، وتسليم رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها من عائدات النفط، كما دعت المجتمع الدولي إلى الضغط على الميليشيات وداعميها لوقف إطالة أمد الحرب، وما نتج بسببها من زيادة معاناة المواطنين وتهديد استقرار دول الجوار والمنطقة وممرات الملاحة البحرية.
  • فض التحالف
وتعزز حال الانسداد السياسي شروط ميليشيات الحوثي الجديدة للقبول بالمساعي الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن، وفي الـ 12 من يوليو الجاري قال القيادي الحوثي حسين العزي الذي يحمل صفة نائب وزير الخارجية في حكومة الميليشيات، إن "السلام والحوار اليمني اليمني يستدعيان فض التحالف مع الحكومة الشرعية وتحييد العنصر الأجنبي وإلغاء القرار رقم (2216)، ومن دون ذلك يبقى السلام مجرد كلام".

واتهم في تغريدة له على منصة "إكس" الأمم المتحدة "بإطالة أمد الحرب في اليمن لأن المبعوث غوتيريش ليس من صلاحياته إحلال السلام في اليمن، لأنه لا يزال مقيدا بمرجعيات تدعو إلى الاستسلام".

وأضاف أن "المبعوث أيضا لا يستطيع أن يقود مفاوضات تفضي لوقف الحرب لأن من يقودها في الطرف الآخر ليس ضمن اختصاصه التفاوضي"، واختتم "الأفضل لمجلس الأمن أن يصمت لأنه من يطيل أمد الحرب والحصار على اليمن".
"اندبيندت عربية"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى