جباري.. ضربة معلم ..!

> لم أطلع بعد على محتويات الكتاب الرياضي التوثيقي الذي حمل بصمة المؤرخ الرياضي عبد الجبار سلام، لكنني على ثقة بأن كاتب (تاريخ نادي الاتحاد المحمدي و تأسيس أندية عدن) قد أمسك بكل خيوط التوثيق بأدلة دامغة، ساحقة وماحقة.

وحسنًا فعل العزيز عبد الجبار سلام و هو يتصدى لهذه المهمة الشائكة و المغامرة المحفوفة بالمخاطر، في ظل وضع صعب لا يحسده عليه إلا من كان ممسكا بالجمر.

وعندما يمتلك (الجباري) كل الوثائق التي تعزز مكانة رياضة عدن و ينقلها كما هي، طبيعي أن يخرج الكتاب غنيا بالمحتوى زاخرا بالمبتغى، شاملا راصدا لكل ما هو مبهم و مستعصٍ على الفهم.

ليس هناك من هو أفضل -حاليا- من عبد الجبار سلام ليكون أمينا على التاريخ، على اعتبار أنه شاهد على الماضي و سفير فوق العادة للحاضر.

أحسن (الجباري) كثيرا و هو ينبش في الماضي و يفرغ رأسه من كل تحولات التاريخ و ينقلها إلى الأجيال بصورة طبيعية، ليس فيها تكلف أو غموض أو خروج عن المألوف.

ومن يعتقد أن (الجباري) تعصب كثيرا لعرقه التلالي و هو يختزل عنوان رياضة الجنوب في نادي الاتحاد المحمدي (أحد أهم روافد الدمج)، مخطئ في اعتقاده لسببين:

الأول: إن تاريخ كرة القدم الجنوبية الحديث يبدأ من البذرة الأولى التي غرسها نادي الاتحاد المحمدي الأقدم على مستوى الجزيرة والخليج، فأنبتت أشجارا تغطي كل غابات الجنوب و الشرق الأوسط.

و الثاني: لم يغرد جباري داخل سرب الاتحاد المحمدي فقط، لكنه بذكاء شديد فتح توثيقه على مختلف الجبهات بمهنية وضمير، فلم يترك شاردة إلا وفسرها ولا واردة إلا وحللها ولا عويصة إلا وأفتى فيها بالصوت والوثائق و الطرح المتوازن.

الكتاب وثيقة تاريخية موثوقة، يمكن البناء عليها كمصدر يدحر مبدأ الشك عند الفيلسوف (ديكارت)، و السبب أن المؤلف شاب رأسه وقد عاصر الكثير من مخاضات البداية سابرا أغوارها بالشواهد، ومثلما يشهد له نادي التلال بأنه كان إداريا محنكا، فإنه أيضا شاهد عيان موثوق، احتفظ لنفسه برصد ذبذبات الماضي و لو بقرون الاستشعار عن بعد.

لطالما اشتكينا من فقر المادة الوثائقية التي ظلمت عدن وقد كانت رائدة في جميع المجالات، تركنا قديمنا بسذاجة فتهنا في مهب رياح دول ولدت متأخرا، فأصبح لها أرشيفها الوثائقي، لكنه أرشيف يتوارى خجلا و كوسوفا أمام أرشيف عدن الذي كان على كل لسان عربي وأعجمي.

أصفق بحماس شديد لجرأة الرياضي القدير والقيدوم عبد الجبار سلام، وهو يقتحم عباب المخاطر كاسرا جدار الصمت بكتاب جاد وفريد من نوعه، يرفع رأس كل من ينتمي لساندريلا الشرق الأوسط (عدن).

الخلاصة: جباري يعلم مدى شغفي بأي إصدار ينتصر لعدن، و أما وقد نجح في استفزاز مشاعري، رافعا حرارة لهفتي إلى الدرجة القصوى، فليس لي سوى الانتظار الحارق و تحين الفرصة، لأجل اقتناء هذا الكتاب (التحفة)، ولو بالقوة يا عم (جباري).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى