أصوات تربوية عبر "الأيام": نطالب بإلغاء الامتحانات الوزارية واعتماد التراكمي

> محـمد رائد

> أكاديميون يشعرون بعدم الرضى حيال نتائج الثانوية بنطاق الحكومة

> أدت الأوضاع التي تعيشها اليمن منذ 2014م بسبب الحرب بين الفرقاء اليمنيين وحلفائهم الدوليين، إلى انهيار المنظومة التعليمية وتشتت مستقبل الآلاف من الشباب، وسط عجز الأمم المتحدة والوسطاء الدوليين عن التوصل إلى حل جذري ونهائي للأزمة اليمنية.

ووسعت الحرب من رقعة الفساد والغش حيث يشكك أكاديميون ومعلمون بنتائج الثانوية العامة لهذا العام في نطاق الحكومة


التقتهم "الأيام" ورصدت أراءهم حول وضع التعليم باليمن، في ظل الصراع السياسي والعسكري، وتفاقم الأزمات المالية بين صنعاء وعدن والوضع الإنساني المعيشي المستمر للعام التاسع على التوالي.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محـمد عبدالهادي، أستاذ جامعي :"ماذا عساني أن أقول الأمر معروف للجميع، صارت امتحانات الثانوية العامة غش وعلى المكشوف، ما عاد لها قيمة".

وتابع البروفسور عبدالهادي حديثه قائلا: "أتذكر أن العشرة الأوائل في الجمهورية قبل عامين كان عددهم أكثر من 500 طالب، قمة المهزلة، وضع التعليم في البلاد في انهيار مستمر للأسف".

إلى ذلك، قال سعيد الحافة، رئيس نقابة المعلمين الجنوبيين في محافظة أبين: "أشك بأن إعلان نتائج طلابنا في الثانوية العامة للعام الدراسي 2022- 2023م قبل بضعة أيام، أفتقد لكثير مما كان يتحلى به هذا اليوم، المهم لدى الطالب والمعلم وكذلك القائمين على أمر التربية والتعليم، نعم فقد مر باهتًا لا طعم له، وهذا يعني أنه يطرق ناقوس الخطر أمام مجتمعنا من طلبة وأولياء أمور ومعلمين والمهتمين بالدولة، فالوضع يوحي بخطورة كبيرة جدًا على أبنائنا ومجتمعنا ووطننا".

وتابع :"وهذا يجعلنا نتوقف بقوة لنقيم الوضع ونسارع من أجل إصلاح الاختلاف الذي يلامس المجتمع برمته".


وواصل: "لم يفرح الآباء هذه السنة بنتائج أبنائهم ودرجاتهم بل لم يعر الطالب أي اهتمام لهذا اليوم المنتظر، مر كغيره من الأيام باهتًا لا لون له ولا طعم، وكل ذلك لمعرفة الجميع أن هذه النتيجة تعد نصبًا واحتيالًا وغشًا في ظل انعدام الكتاب المدرسي والوضع المادي، بتطوير العملية التعليمية ووزارة كان العاملون فيها من وزير ومكاتبه ليس لهم علاقة بالتعليم، بل إن قيادة هذا الوطن غير مهتمين، لا بالنتائج ولا بالتعليم ولا بالعملية برمتها، مُـسلِّـمين بأن هذا الوضع عادي واعتيادي وأن ليس هناك ما يستحق العناء".

وأضاف :"إنني رغم معرفتي بأن هناك كوادر تربوية وتعليمية مجهولة، تبذل قصارى الجهد، لرفع مستوى العملية التعليمية إلا أنني أدرك تمامًا بأن معظمها أصابها الإحباط، نظرًا لصدهم وعدم الاهتمام بمشورتهم وملاحظاتهم وتقاريرهم".

وناشد بالقول: "إلى كل ضمير حي أنقذوا العملية التعليمية، أنقذوا التعليم، فلا يمكن أن تنمو الأوطان من غير علم، ولا يمكن السكوت على هدر كل هذه الإمكانيات من دعم ومنح من المنظمات، دون أن تكون هناك جدوى في تطوير التعليم".

واستطرد: "أيها الرعاة يا سلطة الدولة، التاريخ لن يرحمكم إن لم تنظروا إلى ما وصل إليه أبناؤنا وأجيالنا، فلتنقذوا التعليم".

وقالت الأستاذة ذكرى عبدالغني مديرة محو الأمية في مديرية المعلا :"أوقفوا الامتحانات الوزارية بدون قيد أو شرط، أوقفوها بشتى الطرق".

من جانبه تحدث نصر مبارك باغريب، مدرس في جامعة عدن قائلًا: "شكَّـل إعلان نتائج امتحانات الثانوية العامة لهذا العام 2022م- 2023م، في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب، انفراجة نفسية مؤقتة للطلاب وأسرهم، بعد ترقب وصبر وقلق وألم معنوي، طال لأشهر عديدة لمعرفة مآل مستقبل أبنائهم، واتجاههم الدراسي بالكلية والتخصص، الذي يتوافق مع نسبة الدرجات التي حصل عليها الطالب، ومع المجال الأقرب للرغبة، إن لم يتوافق مع التخصص المأمول سابقًا".


وأضاف: "وما إن تنتهي دوامة الضغط النفسي على الطالب وأسرته بعد معاناة خوض الامتحانات وانتظار نتيجتها، حتى تبدأ دوامة أخرى للطالب وأسرته في عملية المتابعة والتسجيل والقلق والمكابدة لمرحلة جديدة وهي مرحلة الدراسة الجامعية، التي لا تقل معاناة عن سابقتها بالدراسة الثانوية".

ويرى باغريب أن دوامة الضغوط المتنوعة والمتشابكة نفسيًا وماديًا واجتماعيًا، ما يؤثر كارثيًا على التوازن النفسي والفكري للطالب، الذي نعتقد نحن أنه سيبني الغد المنشود، ويبدو ألا مناص قريب من الخروج من هكذا دوامة، لغياب إرادة التغيير لأسباب كثيرة ليس المجال هنا لذكرها.

وعن الحلول التي يراها باغريب مناسبة، أشار بالقول إلى أنه وفي ظل هذه الصورة البرونامية الماثلة أمامنا سأغامر باقتراح إلغاء امتحانات الثانوية العامة، والاعتماد على آلية التقييم لمجموع الدرجات التراكمية للطالب، للمستويات الدراسية الثلاث للثانوية العامة، كونها تشكل - حسب اعتقادي - حالة عادلة لتقييم مستوى الطالب بمرحلة الثانوية العامة، بعيدًا عن حصر التقييم لطالب الثانوية وبنسبة تصل لـ 50 % استنادا لنتيجة الامتحان الوزاري، الذي تتخلله ظلم ومظالم، وتدليس لعملية الامتحانات التي يُقال إن الغش والتغشيش هو عنوانها الأبرز.


وتساءل باغريب هل ستفعلها وزارة التربية والتعليم وتتخذ خطوة شجاعة بإلغاء هذا التدليس والتزوير بمستويات الطلاب الذي يسمى مجازًا امتحان الثانوية العامة.

الجدير بالذكر، أن عددًا من الطلاب لم تظهر نتائجهم هذا العام على موقع وزارة التربية والتعليم، بعد يومين من إعلان نتائج الاختبارات وكانت قد استجابت تربية شبوة للمشكلة ووعدت بمعالجتها.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى