استياء إماراتي واسع من تصريحات آل زلفة بشأن اليمن

> الرياض "الأيام" العرب:

> ​خلفت تصريحات للكاتب والمحلل السياسي السعودي المعروف محمد بن عبدالله آل زلفة عن دولة الإمارات العربية المتحدة ودورها في اليمن استياء إماراتيا واسعا.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بردود غاضبة، اعتبرت تصريحات آل زلفة نكرانا، وتجنّيا على دولة قدمت الكثير ماديا وبشريا في سياق معاضدة جهود السعودية في استعادة الشرعية اليمنية ودرء التهديدات الإيرانية على حدود المملكة الجنوبية.

وذهب الكثير من رواد مواقع التواصل الإماراتيين إلى اعتبار تصريحات آل زلفة الذي سبق وأن كان عضوا في مجلس الشورى السعودي، غير بريئة، مذكرين إياه بأن "الأرشيف لا يرحم"، في إشارة إلى مقالات سابقة له يشيد فيها بدور الإمارات في اليمن، وباقي المنطقة.

وأطل آل زلفة على إحدى القنوات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في إسطنبول، مشككا في دور الإمارات في اليمن، وعمد في تصريحاته إلى مقارنات لم تخل، وفق الكثيرين، من مجانية.

وقال عضو الشورى السابق إن "الإمارات لم تنظر منذ البداية إلى القضية في اليمن بشكل متكامل مع موقف السعودية، حيث كان لها موقف آخر خاصة في ما يتعلق بقضية الجنوب، قبل أن تنسحب من اليمن وتترك الأمر بطريقة لم تكن محسوبة".

وأضاف آل زلفة "ورغم الانسحاب لا يزال للإمارات تأثيرها في مشروعها الذي يقال إنه مرتبط بانفصال الجنوب العربي، وقضايا الجزر".

وتابع المحلل السعودي في تصريحاته التي احتفت بها منابر إخوانية على منصات التواصل “يبدو أن الإمارات ذهبت بعيدا في مشاريعها أكثر من قدراتها وأكثر من إمكانياتها، ولا نستطيع أن نقارن بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، ولاسيما أنها كانت تحاول إلى حد ما أن تنافس قطر في فترة معينة بالتدخل في كل قضية عربية أو إقليمية أو حتى دولية"، مضيفا لـ"للأسف هذه الدول أقحمت نفسها في قضايا أكبر من حجمها، ومن قدراتها".

وشكلت تصريحات آل زلفة صدمة لمتابعيه الذين رصدوا مواقف سابقة له تشيد بالدور الكبير للإمارات في دعم جهود الشرعية اليمنية في مواجهة انقلاب الحوثيين، متسائلين عن المغزى من وراء هذا الانقلاب.

وكان عضو مجلس الشورى السابق صرح لإحدى وسائل الإعلام بأن “دولة الإمارات كانت سباقة دوما في مواقفها ودعمها للدول العربية، ولم تتوان يوما عن اتخاذ ما يتطلبه واجب الأخوة والعروبة، سواء كان ذلك في المجال العسكري أو الأمني”، موضحا أنّ مشاركتها الفاعلة في عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية في اليمن خير دليل على ذلك.

وذكر آل زلفة في تصريح آخر أوردته صحيفة البيان الإماراتية “تعد الإمارات الدولة الأولى من حيث المشاركة مع السعودية بالعتاد العسكري والقوات في التحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن، وتشارك في التحالف بنحو 30 طائرة، مما اعتبر نموذجا صادقا حيا للأخوة والتعاون والتآزر في أوقات الشدة".

وأشاد المحلل السعودي في مقال له نشر في يناير 2022 بالنهضة الكبيرة التي حققتها الإمارات وجعلتها في مصاف الدول الكبرى، قائلا “دولة الإمارات حققت انطلاقة شاملة وغير مسبوقة على الصعيدين الإقليمي والدولي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والرياضية والاجتماعية والإنسانية والعمرانية"، لافتا إلى ارتياد دولة الإمارات للفضاء عبر إطلاق مسبار الأمل لكوكب المريخ، ومركز محمد بن راشد للفضاء، وقوة جواز السفر الإماراتي الذي يمكّن مواطني الدولة من دخول 34 دولة أوروبية، وتنظيم معرض إكسبو 2020 دبي.

ويرى متابعون أنه كان يمكن اعتبار تصريحات آل زلفة مجرد رأي فردي يلزمه، وإن كان تجاوز فيها حدود النقد البناء والموضوعي، لكن مواقفه السابقة تنزع هذا الاعتقاد، مشيرين إلى أنه لوحظ في الفترة الأخيرة حملة سعودية متصاعدة تستهدف دولة الإمارات.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى