​سنوات من الفشل.. هل يمكن للأمم المتحدة أن تنهي الحرب في اليمن؟

> «الأيام» بلقيس:

>
تعمل الأمم المتحدة على إنهاء النزاعات والحروب في مختلف مناطق العالم، وقد تشكَّلت في الأساس لتكون أداة العالم الجديدة، لإدارة النزاعات وقيادة المفاوضات، وبناء العلاقات بين الدول، بعيدًا عن الحروب التي قضت على الملايين من البشر.

يقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات، عبدالغني الإرياني: "دعوة مجلس الأمن إلى ضرورة أن تكون هناك مفاوضات يمنية - يمنية تشير إلى أن مواقف الأطراف ما زالت معقدة جدًا، وليس هناك تصور قدمه أي طرف من الأطراف عن شكل الدولة عند الوصول إلى الاتفاق".

وأوضح: "إذا كانت الأطراف غير متفقة على الهدف، الذي يتم التفاوض عليه، فهذا يعني أنها لن تصل إلى شيء عن طريق المفاوضات، وما تمارسه مليشيا الحوثي من ابتزاز يدل على أن ليس لديها أي رغبة بالشراكة في السلطة، وكل ما تعرضه هو نوع الشراكة التي تمارسها الآن مع حزب المؤتمر في صنعاء، الذي يتمثل بتشكيل رمزي في الحكومة، دون أي سلطة عملية".
  • رؤية منطقية
وأضاف: "مليشيا الحوثي على رأس المعرقلين للمفاوضات والحل السياسي في اليمن، لكن الطرف الآخر الحكومي لم يقدم أي رؤية معقولة ومنطقية تعترف بالحقائق على الأرض، ولا زال يتحدث كما لو كانت مليشيا الحوثي ما تزال في صعدة، وأن عليها تسليم السلاح، والانسحاب من صنعاء، مقابل منحها منصبا في السلطة، وهذا غير منطقي، ولا يمكن الوصول إليه".

وتابع: "النجاح المبالغ فيه، فيما يخص التفاهم السعودي - الإيراني، ليس دقيقًا، والتفاهمات الحاصلة هي عبارة عن تفاهمات إجرائية أكثر من كونها تفاهمات سياسية عميقة، ولا تزال احتمالات عودة الصدام بين السعودية وإيران قائمة".

واعتبر أن "الأمم المتحدة هي جزء من المشكلة في اليمن، ولم تكن حتى هذه اللحظة جزءا من الحل، لأنه كان عليها واجب أساسي، باعتبار أنها طرف محايد، ولديها الخبراء والقدرات الفنية، وهو أن تطور رؤيتها في كيفية استعادة الدولة بشكل سليم".

وقال: "ثماني سنوات، والأمم المتحدة لم تطور رؤيتها، وعليها إذا كانت لا تعرف الطريق، الذي تسير فيه نحو إيقاف إطلاق النار، الذي يؤدي إلى سلام دائم، والبدء في تشكيل دولة قابل للتنمية، فإنه لا فائدة من جهودها للخروج من الأزمة".

وأكد أن "السلام بدون رؤية سليمة تعيد اليمن إلى مسار التنمية، وبناء الدولة الوطنية، لن يكون على الأقل أسوأ من الحرب، لأن ذلك يعني فوضى ومجاعة وأمراض، والعودة إلى الدوامة ذاتها"، مشيرًا إلى أن "الأمم المتحدة خذلت اليمنيين، كما خذلتهم قيادتهم السياسية".
  • الرهان على الشعب
يقول المحلل السياسي، د. ثابت الأحمدي: "نحن في الواقع لا نعول على الأمم المتحدة، ولا على اللاعبين الكبار الذين لديهم أجندة مختلفة ومتنافية مع مصلحة الشعب اليمني، وإنما الرهان بدرجة رئيسية على اليمنيين، وبقيادتهم الشرعية".
وأضاف: "نحن لدينا ثلاث مرجعيات، مخرجات المؤتمر الوطني الشامل، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، والقرار 2216، فهل ستستجيب مليشيا الحوثي لهذه المرجعيات حتى ندخل معها بحوار شامل وكامل؟".

وتابع: "مليشيا الحوثي لن تستجيب للمرجعيات بكل تأكيد، فهي التفت عليها في السابق، كما التفت على الاتفاقيات والمعاهدات، التي وُقعت معها في عهد النظام السابق، منذ العام 2004م، وحتى هذه اللحظة".

وزاد: "الحل مع مليشيا الحوثي يكمن في كسر شوكتها عسكريًا، وما دون ذلك فنحن نبيع لأنفسنا الوهم، ونخادع أنفسنا في الغالب، لأن هذه المليشيا ليست جماعة سياسية، وليست دولة، فهي عصابة مسلحة مليشياوية انقلابية، مثلها مثل تنظيمي القاعدة وداعش".

وأردف: "لا توجد دولة ولا جماعة في العالم قد تحاورت مع تنظيم إرهابي كالقاعدة وداعش، وإنما يتم التعامل معه مباشرة بالسلاح، ونحن يجب أن نتعامل مع مليشيا الحوثي بهذه الطريقة، وحتما لن يكسرها سوى الحل العسكري".
واستطرد: "الأمم المتحدة مهمتها توزيع مخيمات ومواد إيوائية وإغاثية للمشردين والنازحين، هذا كل ما نعرفه عنها، منذ أن تأسست في منتصف الأربعينيات، وحتى اليوم".

ولفت إلى أن "إذا كان بإمكان الأمم المتحدة حل المشكلات، لكانت حلت المشكلة الفلسطينية العالقة منذ فترة طويلة من الزمن".
وأضاف: "نستطيع القول إن مليشيا الحوثي والحكومة الشرعية وصلوا إلى حالة من التوازن في الضعف، لكن الرهان اليوم هو على الشعب اليمني، ومعركتنا كيمنيين مع المليشيا لم تنتهِ ولن تنتهيَ حتى تستسلم للمرجعيات الثلاث، أو يتم كسرها عسكريًا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى