أنا لست أنت... وأنت لست أنا.. أنا أرجنتيني برشلوني مارادوني.. وأنت برازيلي مدريدي زيداني. .

أنا أعشق أبوبكر بلفقيه، وأنت تعشق فنانًا آخر.. جميل ورائع هذا، فالناس يختلفون في الهوايات والأفكار والآراء، فهذا لا يضر ولا يؤذي أحدًا.

قد نختلف مع البعض حول رؤية أو مقترح أو نقاش، فهذا لا يفسد سلامة القلوب والمحبة والسلام والود، فالكراهية والبغضاء طرق لا أعبر فيها نهائيا..

أنا هنا لا لأكتشف شيئًا جديدًا، لكنها أخلاق ديننا الإسلامي الحنيف، وهدي ودستور سيدنا محمد صلوات ربي عليه وعلى آله.

أنا دائما أؤمن بمنظومة عمل مؤسسية تضم عقول وأساتذة، وأهل علوم، وخبراء مال واقتصاد، وراشدون يستطيعون التمييز بين النور والظلام، وبين الجوع والستر، أناس يعلمون كيف هو الوجع والألم.

أكثر من خمسة وثلاثين عامًا قضيتها في بلاط صاحبة الجلالة، لم أنخرط يوما مع حزب أو تيار أو مكون، فأنا أعرف كيف هوعمل الأحزاب في بلادي، بحيث تكون في غرفة مخنوقا طائعا، ويمنع عنك رفع صوتك حين ترى شيئًا يضر بالناس فلن يقبلوا منك هذا. ومع هذا ظلت علاقتنا مع الجميع علاقة يسودها الحب والاحترام..

لكن أنا هكذا، فلقد تعودت أن أحمل حقائبي وأوراقي ذاهبا باتجاه البحر وخليج الفيل، لأتأمل زرقة الأمواج الحرة، وهي تعانق الأرض والدار والجبل بدون إملاءات...

سأختنق إلم أطف المدينة بعفوية ومحبة، وألقي السلام على العابرين، وألتقط طفلة تلعب، وأقبلها وهي سعيدة، ثم أذهب لزيارة الأهل والأحباب والمقاهي العتيقة، وكل أركان المدينة وشوارعها ورائحتها وألقها.

عشت طائرًا أحلق في أي مكان، فاعتزلت الأحزاب ونظامها وواحدية فضائها.. فبقيت قلما بسيطا، أكتب ما أراه بصدق وحرية.

لا يقبل العقل ولا الأخلاق أن تتعاطف مع مشاريع فوضوية، تمنع عن الناس الخبز والكهرباء والنوم والراحة، فهذا سلوك مؤذٍ مانع للخير، وهذا ما لم نتعود عليه مطلقا في بيئتنا.

أخيرا أوصيكم أن تتمسكوا بهذا: ((فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)).