> «الأيام» غرفة الأخبار:

قالت مصادر حوثية مطلعة على سير المفاوضات إن جولة الرياض الأخيرة تجاوزت التعقيدات في الملف الإنساني، ووضعت خارطة طريق، لتنفيذ بنوده وفق جدول زمني.

وكانت صحيفة مقربة من حزب الله اللبناني قد نقلت، عن المصادر قولها، إن مليشيا الحوثي تدفع نحو التسريع بعملية دفع المرتبات من خلال تقديم تصورات خاصة بآلية الصرف والجهة المخولة بها، والعملة التي سيتم الصرف بها.

وقالت الصحيفة إنها علمت بأن المفاوضات شملت الاتفاق على جولة مشاورات جديد لإعداد الصورة النهائية لخارطة السلام، ربما تكون في صنعاء أو في مسقط، موضحة أن من بين النقاط الخلافية، عدم اعتراف مليشيا الحوثي بالمجلس الرئاسي، ومطالبتها بعودة الرئيس هادي للتوقيع على أي اتفاق سياسي مستقبلي، إضافة إلى سعي السعودية لاستبدال عبارة خروج القوات الأجنبية من اليمن، لإنهاء عمليات قوات التحالف.

يقول الباحث العُماني عوض باقوير: "إن المباحثات السعودية - الحوثية تعتبر فرصة ممتازة؛ كونها أحدثت اختراقا كبيرا فيما يتعلق بالأزمة اليمنية، بعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب".

وأضاف بحسب موقع قناة "بلقيس": "كان لسلطنة عُمان دور كبير، فيما يتعلَّق بالجلوس على طاولة الحوار، وكان هناك أيضا تنسيق سعودي - عُماني مع الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي".

وتابع: "لا نتوقع أن تكون جولة الرياض الأولى ممكن أن تنهي كل شيء، فنحن نتحدث عن حرب مستمرة منذ ثماني سنوات، وسط تعقيدات تتعلق بالأطراف في اليمن، وفيما يتعلق بالسعودية، والولايات المتحدة الأمريكية".

وأردف: "التصريحات، التي خرجت من مسؤولين سعوديين وأيضا من سلطنة عُمان ومليشيا الحوثي، تشير إلى أن هناك محادثات كانت بنَّاءة، وهناك أيضا جولات قادمة لمحادثات".

وزاد: "عادة في إطار المفاوضات، التي تأتي نتاج حروب، لا بُد أن يكون هناك بعض التجاذبات والمتغيِّرات، وبعض وِجهات النظر، وهذا شيء طبيعي"، مشيرا إلى أن "مشروع السلام في اليمن سيكون حاضرا على طاولة الحوار، بصرف النظر عمّا يحدث الآن؛ لأن هناك قناعة سعودية بأن الحرب في اليمن لا بُد أن تنتهي".

ويرى أن "هناك متغيرا مهما حدث، وهو ما يتعلق بعودة العلاقات السعودية - الإيرانية، ومليشيا الحوثي كانت مدعومة من إيران على الصعيد السياسي والعسكري، وكانت هي اللاعب الأساسي فيما يتعلق بالحرب؛ لأسباب تتعلق بالوضع الإقليمي بين الرياض وطهران".

وأكد أن "مليشيا الحوثي، لم تعد لها تلك الميزة الآن، وقد فقدت متغيِّر مُهم، بعد أن أصبحت العلاقات السعودية - الإيرانية تتجه بشكل جيِّد، وهناك تبادل للسفراء، ومحادثات على مستوى القمة، وهناك دعوى للرئيس الإيراني لزيارة الرياض".

بدوره، يقول المحلل السياسي فيصل الحذيفي: "إن مباحثات الرياض أحدثت اختراقا وإنجازا، وفي الوقت ذاته يُحسب لهم الكثير من الإخفاقات".

وأضاف: "السعودية نجحت في سحب مليشيا الحوثي إلى بيت الطاعة -إن صح التعبير- ولقاء وزير الدفاع السعودي، بوفد المليشيا على كراسٍ مرصوصة، وليس هناك ندِّية أو مجابهة، أو العنفوان الذي كانت تصدره المليشيا منذ العام 2014م، بالدعوة إلى حرب عالمية، والتهديد بسحب السلاح، والدخول إلى الجوازات، وكل تلك الفرقعات الإعلامية".

وتابع: "ذهاب وفد المليشيا الحوثي إلى الرياض؛ لتمثل نفسها كطرف ولا تمثل اليمن، تعتبر نقطة نجاح للسعودية، وفي المقابل دول التحالف بالمُجمل قدَّمت نفسها بموقف ضعيف بعد ثماني سنوات من الحرب، وهي 14 دولة كانت قادرة على استعادة الأحواز المحتلة من إيران".

وبيَّن: "مليشيا الحوثي، نجحت أيضا في تهدئة الشارع في مناطق سيطرتها، بعد أن كُنا قد شاهدنا كلمة لرئيس المؤتمر في صنعاء، صادق أبو رأس، إلى جانب السخط الشعبي، والحملة الإعلامية، التي كادت أن تسقط سلطة المليشيا في حال استمرت تلك الإضرابات والمطالبات، وغيرها من وسائل التصعيد الشعبي".

واستطرد: "حالة الانقسام، التي حدثت في جسد الحكومة الشرعية، منذ العام 2014م، وأيضا شركاء التحالف، الذين خرجوا عن هدف عاصفة الحزم في استعادة شرعية اليمن، والحفاظ على أمنه ووحدته وسلامة أراضيه، لجأت السعودية إلى الشيء ضمن اللا شيء؛ باعتبار مليشيا الحوثي تسيطر على شريط حدودي كبير، وقادرة على تأمينها، من وجهة نظر السعودية".

ويرى: أنه "من المحتمل أيضا أن مليشيا الحوثي أُجبرت على السلام، الذي لا تستطيع العيش في ظله طويلاً، نتيجة خبرات وتجارب بأن هذه المليشيا تموت بموت الحروب والصراعات".