> محمد العولقي

حالة كرة القدم في المحافظات الجنوبية ما يعلم بها إلا ربنا ، وعندما تستعد الأندية في عدن على قدم وساق لدوري عدن الممتاز في نسخته الثانية ، أسأل بلسان حال تلك الأندية التي تعاني من البطالة : لماذا لا تنظر دائرة الشباب والرياضة في المجلس الانتقالي نظرة شمولية تخرجها من السترة الضيقة التي حشرت فيها دوري عدن الممتاز؟ .. لماذا لا يستوعب دوري عدن الممتاز أندية الجوار على أقل تقدير ، من منطلق أن أندية عدن كلما مرضت إلا وتداعت لها أندية لحج وأبين والضالع بالسهر والحمى.

لم تعد هناك فروع ناشطة وشرعية لاتحاد كرة القدم في لحج والضالع وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى ، وبالتالي يحق للأخ عبد الجبار سلام أن يتعامل معه الجميع على أنه رئيس لاتحاد المحافظات الجنوبية إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

أسأل من هذا المنطلق : ألم يكن الأجدى استيعاب بعض أندية الجنوب في دوري عدن الممتاز ، حتى لا يقال أن هناك تمييزاً يبعث على الغيرة و التنافر؟ .. لا خلاف على البعد التاريخي الرائد لأندية عدن ، ولا خلاف على أن نشاطها قد يحرك مياه محافظات أخرى راكدة رياضيا ، لكن من باب تحقيق أكبر فائدة فنية وجماهيرية ، من الأجدى على أقل تقدير دعوة نادي حسان كحالة استثنائية تهدف إلى إعادته إلى الساحة وهو النادي المتوفي إكلينيكياً منذ عشر سنوات عجاف .. لماذا لا تمد اللجنة المنظمة للدوري يد الغوث لحسان ليستعيد قليلاً من بريق زمان الوصل؟

أتصور أن دعوة حسان للإنضمام إلى دوري النخبة في عدن ، فيه الكثير من الجوانب الإنسانية ، التي ستسهم في ترميم حسان نفسياً من فاجعة الدهر، وتطبيب جرح غائر تسبب فيه ظلم ذوي القربى .. لن أكون أفلاطونيا إذا طالبت كذلك بتوجيه الدعوة لأحد الناديين الكبيرين في لحج الشرارة أو الطليعة لضمان ربط الجارتين بعدن وتحقيق أكبر استفادة جماهيرية من الدوري.

وقبل أن يظن العزيزان على قلبي وجدان شاذلي مدير عام مكتب الشباب والرياضة بعدن ، وعبد الجبار سلام رئيس اتحاد الكرة بعدن أن الفكرة وعرة ، لأن جلبابها مفصل على أندية عدن فحسب ، أقول لهما أن بطولة قارية عالمية مثل كوبا أمريكا لا تجد حرجاً من توجيه 4 دعوات لمنتخبات من خارج نطاق قارة أمريكا الجنوبية في عمل يرفع من سقف حلاوة المنافسة ، ويمنحها البعد الجماهيري المطلوب.

حسان في أمس الحاجة لمبادرة من هذا النوع تعيد له قليلا من زخم الماضي ، وتضع الفريق على أولى خطوات العودة إلى مكانه الطبيعي ، كما أن إشراك الطليعة أو الشرارة في دوري عدن الممتاز انتصار لريادة الكرة في لحج، ولفتة ذكية من كرة قدم عدن التي لا يعتدل مزاجها كرويا إلا بالتدفق الجماهيري لأبناء لحج و أبين ، والتاريخ القديم والحديث خير شاهد على ما أقول.

رجائي أن ينظر الأعزاء لهذا المقترح بعين المسؤولية ، وأملي أن يجد اقتراحي آذاناً مصغية ، تفهم بالإشارة وتعي بالفطنة والذكاء.