حراك دبلوماسي وحشد دولي للدفع بحل الدولتين بحدود ما قبل العام 90م

> إياد غانم:

> حراك دبلوماسي وسياسي مستمر ومنظم يقوم به القائد عيدروس الزبيدي، ولقاءات مكثفة غير مسبوقة مع زعماء، وسفراء، ووسائل إعلام أجنبية في عاصمة القرار الدولي نيويورك.

لقاءات مستمرة لم تنقطع بعد على هامش زيارة الزبيدي والوفد المرافق له للولايات المتحدة الأمريكية، بناءً على الدعوة الموجهة له للمشاركة في أعمال الدورة (78) للجمعية العمومية للأمم المتحدة، الزيارة التي تمثل الأولى لرئيس جنوبي منذ ما بعد العام 94م، عقد خلالها سلسلة من اللقاءات المكثفة مع عدد من وزراء خارجية، وسفراء عدد من الدول العربية والأوروبية، والأمين العام للأمم المتحدة، نقل في مستهلها وجهة نظره لتحقيق السلام الحقيقي الشامل، وتحدث لعدد من وسائل الإعلام الأوربية نقل من خلالها حقيقة الوضع الذي عاشه ويعيشه شعب الجنوب منذ ما بعد الاجتياح الأول للجنوب 94م وحتى اللحظة، ووضع العالم أمام حقيقة مرسومة على أرض الواقع لا كما يجري الحديث عنه عبر وسائل الإعلام أو أطراف تنقل وجهة نظرها البعيدة عن ما هو على أرض الواقع، والتعريف بأن جذور الأزمة ممتدة، لاختلال التوازن وانقلاب قوى الشمال على الاتفاق الذي وقع بين قيادة الدولتين عام 90م وانتهى باجتياح الجنوب عام 94م. وأكد الوفد الجنوبي في لقاءات متفرقة ولعدد من وسائل الإعلام الأوروبية بأن دعم خطوات إعلان دولة الجنوب هو الرهان الآمن لإحلال السلام الشامل.

يأتي التحرك الدبلوماسي للمجلس الانتقالي الجنوبي، تزامنًا مع تحرك إقليمي ودولي متسارع لحشد الدعم الدولي، والدفع بخيار حل الدولتين بحدودهما لما قبل العام 90م، باعتبار المسار الآمن لتحقيق السلام وإنهاء الأزمة بشكل جذري.

أكسب ذلك الحراك الذي يقوم به الرئيس عيدروس الزبيدي على كافة المستويات، تطورًا وحضورًا مشهودًا لقضية شعب الجنوب، وتداول لافت على طاولة القرار وأرباب السياسة الدولية، وتعاطٍ فاعل للإعلام الدولي بكافة أنواعه المقروء، والمرئي، والمسموع، في سياق التفهم الواضح والقناعة التي وصل إليها العالم لدعم حلول مستدامة بين أطراف الأزمة في اليمن.

تطورات الأحداث المتسارعة التي تشهدها الساحة اليمنية خلال الأسبوع الماضي، وانقلاب الحوثيين على مبادرة كانت قد بدأتها الجماعة مع السعودية، وعقب عودتها إلى صنعاء قامت بعرض عسكري، اعتبره مراقبون بمثابة استفزاز وتحدٍ، وأعقبها شن المليشيات الحوثية هجمات استهدف بها ضباط بحرينيين مرابطين في الحدود الجنوبية للمملكة، بطيران مسير، سقط على إثرها عدد من الضباط البحرينيين، وهو الاعتداء الذي قوبل بإدانة واسعة، وتوعدت قوات التحالف بالرد في الزمان والوقت المناسبين.

فيما أدان الاعتداء مجلس الأمن الدولي، وهو التطور الذي دفع بقوى دولية وإقليمية لمراجعة حساباتها، وتعزيز تواصلها اللافت مع الرئيس عيدروس الزبيدي، بغية اعتبار المجلس الانتقالي الجنوبي القوة الموجودة على الأرض، والقادر على تحقيق الاستقرار، والضامن للحفاظ على مصالح وأمن الإقليم والمنطقة.

جهود متسارعة سيتوج من خلالها اعتراف دولي بدولة الجنوب والإعلان عنها عما قريب.

التحرك الدبلوماسي لعب دورًا في التعريف بشرعية وحضور قضية شعب الجنوب، واستغلال الوفد المرافق للرئيس عيدروس بتوزيع الأشرطة وتقارير مرئية ومكتوبة، رصد فيها أبرز الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق شعب الجنوب منذ العام 94م وحتى اللحظة، والمعاناة التي ألحقت بشعب الجنوب نتيجة فرض الواقع الاحتلالي على شعب الجنوب الصابر الصامد.

لم تتوقف التحركات للرئيس القائد عيدروس الزبيدي في زاوية الحراك الدبلوماسي فحسب، بل يستمر ذلك الحراك بتفعيل كافة هيئات المجلس على مستوى الداخل الجنوبي، حيث يشهد الجنوب حراكًا قويًا ومتسارعًا على كافة المستويات، أبرزها تدشين نزول اللجان الرئاسية المشكلة من الرئيس عيدروس الزبيدي للمحافظات، لعقد سلسلة من اللقاءات والجلوس مع مختلف شرائح المجتمع الجنوبي، للاطلاع عن كثب على أوضاع المحافظات في مختلف الجوانب، والتعرف على حجم ومعاناة المواطن، ومستوى العمل فيها، ورصد الصعوبات التي تقف في طريق الارتقاء بمستوى عمل المجلس، وتحقيق الأمن والاستقرار للمواطن الجنوبي، وهي اللقاءات التي ستثمر ويترتب عنها نتائج إيجابية للتعزيز من قوة المجلس، وتعكس أثرها على المشهد الجنوبي الداخلي سياسيًا وعسكريًا وخدميًا.

شكلت المعادلة التي فرضها المجلس الانتقالي الجنوبي على الأرض سياسيًا وعسكريًا طوفانًا هائجًا، أربك كافة الأطراف الداعمة لقوى الأزمة، والصراع الذي يمتد لعامه الثامن، ومعطيات تفرض نفسها بتواجدها واستطاعتها أن تفرض نفسها على الأرض، تزامنًا مع ما تسطر قواته الجنوبية من ملاحم، وتحققه من انتصارات في مكافحة الإرهاب، والذي بات يؤكد بأن المجلس الانتقالي الشريك المؤتمن عليه، وقواته الفاعلة في مكافحة الإرهاب بكل بسالة وثبات، ماجعله الطرف الذي لا يمكن الاستغناء عنه، وهو ما وصل إليه الإقليم والعالم من قناعة، وعكسته نتائج تحركات القيادة السياسية دبلوماسيًا مؤخرًا، باعتباره الطرف الأقوى الذي قطع آمال التطلعات الإيرانية للتمدد إلى ما بعد نفوذ أدواتها ومليشياتها، والذي بات محصورًا بأراضي العربية اليمنية، إلى جانب كسر القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي لمشروع إيران، مازالت ترابط وبكل بسالة في كافة الجبهات الممتدة على حدود الوطن، وما بعد حدود دولتي ما قبل عام 90م، حيث ترى الولايات المتحدة الأمريكية بأن من مصلحتها الوقوف إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي، باعتباره الطرف الذي يمكن الوثوق به، لمحاربة الإرهاب، ولحماية مصالحها في المنطقة، وتحقيق السلام الشامل الآمن للمنطقة، وتتعزز تلك القناعة يومًا بعد يوم على طريق التهيئة لإعلان قرار الدفع بخيار عودة الأوضاع، والإقرار بالدولتين المتعارف عليهما ما قبل العام 90م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى