اصنع لك وطنك الخاص

> إن كنت تعتقد بأن القابضين على المشاهد يمكن أن يستفيقوا يومًا وتخفق قلوبهم وضمائرهم، ثم سيأتوا إليك لمداواة أحزانك وآلامك، فأنت لا تعرف شيئًا عن حقيقة هؤلاء الحاكمين ولا تشاهد أعمالهم إلى أين تتجه.

إن الذين اتحدوا في رجل واحد بأن يصادروا عنك أبسط مقومات المعيشة، فماذا عساهم أن يقدموا لك.

لقد طارت الطيور بحقائبها وأرزاقها وخزائنها وراحت تحتفل مع عائلاتها، يفرحون ويرقصون ويقيمون موائد ضخمة تحتوي كل ما لذ وطاب.

أنا هنا لست أداة لإحباطك، ولكني أحببت أن أختزل لك الزمن والسنين، وأرشدك إلى طريق أقل جروحًا وآلامًا.

توكل على الله لا تفكر فيهم قط، ولا تتابع أخبارهم وخطاباتهم وخدماتهم ومشاريعهم فجميعها عبث في عبث.

عد إلى مكتبتك واقرأ عن قصص وأساطير الأولين، وتابع مسيراتهم وأنماط حياتهم ستجد الكثير من الاسترخاء والسكينة.

افتح قنوات التلفزة المخصصة للحيوانات والطيور والبراري والأدغال ستجد عالمًا بهيجًا ورائعًا، وأنظمة للتعايش لن تخطر لك على بال..

تابع قنوات الرياضة والنجوم والأندية والبطولات ستشاهد عالمًا كبيرًا للفرح والمرح والإبداع، واشترِ لك علمًا لفريقك ومنتخبك المفضل، وحين يحصد البطولات والكؤوس قم من مكانك وارفع العلم فوق رأسك، واجرِ داخل البيت واعمل لك دولة خاصة للفرح والسعادة ستجد كل أفراد الأسرة يبتسمون ويشاركونك الانتصارات والفوز المبين.

اشترِ مسجلة صغيرة مع راديو وبطارية مستقله لا ترتبط بمحطات الطاقة الكهربائية العملاقة، لتكون حرًا مستقلًا تعيش في وطنك الخاص، وتابع أغنيات الزمن الجميل وأخبار العلم والعلوم ستشعر بالسلام والاستقرار.

وهذا الأهم احرص على فروض الصلاة وقراءة القرآن وبر الوالدين وأحسن معاملة عائلتك وجيرانك، انشر بينهم المحبة والسلام وجبر الخواطر وكن معينًا لهم في السراء والضراء حسب استطاعتك.

اشترك في أي جروبات للمهفوفين الذين ينشرون النكات والمواقف الطريفة والمقالب الضاحكة، والذين هجروا عالم السياسة والأحزاب والثورات والبطولات.

شارك الأهل والأحباب بالتواصل واسأل عن أخبارهم وحياتهم.. كن دولة مستقلة للإنسان والمحبة والسلام.

جرب هذا لعدة أيام ستشعر بتحسن وسعادة، وستغادر منك كثيرًا أوهام الدولة والحكومات التي أفنيت كل سني عمرك تتابعها ومنتظرها، معتقدًا أنها ستأتي لك بالسعادة والكرامة والاطمئنان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى