​حرب غزة ومقاولون من الباطن.. مخطط حرب إبادة

>
​إن ما يحدث اليوم في غزة ليس كمثل الحروب السابقة التي كانت تشنها إسرائيل على قطاع غزة بعد كل هجوم تنفذه المقاومة الفلسطينية، وليس هو مجرد رد فعل طبيعي على الهجوم الذي نفذته المقاومة الفلسطينية الباسلة هذه المرة داخل غلاف غزة. إن ما يجري اليوم هو مخطط حرب لإبادة أهل غزة وتهجير ما تبقى منهم إلى خارجها، وقد رأينا ذلك من خلال الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من أسبوع على القطاع، حيث تستهدف الأحياء السكنية والمنازل والبنى التحتية وتسويتها بمن فيها بالأرض، كما تصر على قطع الكهرباء والماء والوقود والطعام عن أهل هذا القطاع، وتمنع عنهم دخول الطواقم الطبية والأدوية والمساعدات، وتهدد بقصف أي شاحنات تحمل معدات طبية أو مساعدات غذائية لهم.

إن ما يقوم به الكيان الصهيوني تجاوز كل الحدود وكل قواعد الحرب والاشتباك، فقد أسفر حتى الآن عن قتل أعداد كبيرة من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والرجال، وأحدث دمارًا كاملًا للبنية التحتية ونزوح للكثير من أهل القطاع. لقد كان المخطط واضحًا منذ البداية، من خلال التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي والمسؤولون العسكريون والسياسيون والكتاب والصحفيون الإسرائيليون للقنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى، حيث يجري تضخيم الهجوم الذي قامت به المقاومة الفلسطينية، وتصوير إسرائيل على أنها في حالة حرب مع عدو يمتلك من القوى والسلاح والعتاد ما يجعل إسرائيل تدافع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة لديها، وأن إسرائيل وشعبها مهددون  بالفناء والزوال، وذلك لكي تمهد وتبرر لنفسها أمام الرأي العربي والإسلامي والعالمي الجرائم التي ترتكبها ليل نهار في حق الفلسطينيين، والتي ترتقي إلى جرائم حرب وإبادة لأكثر من 2 مليون نسمة من المدنيين من سكان غزة العزل والمحاصرين في رقعة جغرافية لا تتجاوز الـ 140 ميلًا مربعًا.

مقاومة المقاولين من الباطن..
وقد فضحت هذه الحرب المقاومة التي ما انفكت ترفع شعار الموت لإسرائيل .. الموت لأمريكا وفي مقدمتها زعيم إيران، وسوريا الأسد وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، والحشد الشعبي العراقي وآخرهم الحوثيون، رغم محاولة بعض القنوات التي لها أجندات وتوجهات خاصة من تلميعهم، وبالأخص تلميع حزب الله وإظهاره كأنه مشارك فاعل في هذه الحرب لصالح المقاومة الفلسطينية، في حين أننا لم نجد لهم أثرًا أو مشاركة فاعلة تخفف من الضغط الواقع على الفلسطينيين خلال هذه الحرب. بالرغم من أن هذه المعركة من المفترض أن تكون هي معركتهم، كما هي معركة المقاومة الفلسطينية، ولكن هذه الحرب أثبتث أنهم يعملون مقاولين لدى إسرائيل وأمريكا؛ فهم يرفعون شعار الموت لإسرائيل وأمريكا، ويعملون لصالحهم من الباطن .. لقد انكشف بالملموس أنهم عملاء لأمريكا وإسرائيل، ويتقاسمون معهم المصالح في العالم العربي، فهم لم يحافظوا حتى على ماء وجوههم أمام شعوبهم ومناصريهم من الشيعة في العالم العربي والإسلامي، لقد أراقت هذه الحرب ماء وجوههم وفضحتهم أمام الجميع، وكشفت أن الشعار الذي يرفعونه ليس أكثر من فرقعة إعلامية لدغدغة عواطف البلهاء ممن ينتمون لهم وللعامة من الناس.

الحكام والقادة وأصحاب المعالي والفخامة العرب ...
ومن جهة أخرى أين هم الحكام العرب؟! لم نسمع لهم صوتًا ولم يتخذ أي منهم موقفًا صارمًا ضد إسرائيل التي تضرب غزة منذ أكثر من أسبوع  من الجو والبحر والبر، وبكل أنواع الأسلحة، وتستخدم أيضًا أسلحة محرمة دوليًا كالقنابل الفوسفورية، كما تطلق على المدنيين من سكان غزة قنابل تحمل أطنان من المتفجرات، والله إنه لعار أن يطلق عليكم لقب القادة الزعماء، وأن الشعوب العربية ما زالت تسمح لكم بالبقاء على كراسيكم المهترئة، ورحمة الله على الشهيد صدام حسين، فهو الزعيم الوحيد الذي أطلق على إسرائيل في زمن الذل والخنوع والهوان العربي صواريخًا بعدد الدول العربية، وترك المجال مفتوحًا لدولة واحدة قد تجد في نفسها الجرأة والشجاعة لتكمل العدد، ولكن هيهاااات .. لا حياة لمن تنادي !! والآن ونحن نتابع بألم وحزن ما يحدث لإخواننا الفلسطينيين نتساءل أيضًا ..أين هي الأخرى جامعة الدول العربية مظلتنا؟! وأين أمينها العام؟! لماذا هذا الصمت المخزي والموقف الجبان مما يحدث؟! أليست القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب؟ أليست فلسطين هي مهبط الأديان والأنبياء؟َ! وفيها أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين؟!َ! لقد أحرجتمونا وفضحتمونا أمام العالم الحر، فقد خرجت الشعوب الحرة في معظم الدول الأوروبية، وفي أمريكا اللاتينية، وفي أمريكا نفسها التي تشترك في هذه الحرب مع إسرائيل ضد غزة وأهلها ..خرجت لترفض وتدين حرب الإبادة هذه التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وأهلها دون أن يحرك منكم ساكنًا !َ!

قوات فاجنر العسكرية الروسية الخاصة..
وفي ختام مقالي هذا أقر أننا نحن الشعوب العربية حاليًا لا نملك إلا الدعاء لإخواننا الفلسطينيين، ولو فتحوا لنا حكامنا الحدود لذهبنا ووقفنا إلى جانبهم، وشددنا عضدهم وقاتلنا معهم إسرائيل ومن يقف معها، ولكننا نحن للأسف أيضًا  محاصرون، لهذا نقترح على إخواننا في المقاومة بعد أن خذلتهم مقاومة المقاولين من الباطن، وكذا الدول التي تدعي دائمًا أنها تقف ضد محور الشر وعلى رأسهم الجمهورية الإيرانية والحكام العرب أن يطلبوا من القيصر الزعيم الروسي فلاديمير بوتين، بأن يسمح لقوات فاجنر العسكرية الخاصة الروسية أن تشترك إلى جانبهم في حربهم مع إسرائيل، لاسيما أن الولايات المتحدة الأمريكية العدو اللدود لروسيا قد تدخلت في هذه الحرب بشكل علني وسافر إلى جانب إسرائيل، ومعها بعض الدول الأوروبية، وبما أن قوات فاجنر العسكرية الخاصة لا تقاتل بالمجان، وإنما هي قوات مأجورة تقاتل مع من يدفع لها، لهذا نطالب الدول العربية الغنية أن تتكفل بدفع الأجر  لها، ليجد إخواننا الفلسطينيون من يقف معهم في هذه الحرب الظالمة، وهذا هو أضعف الإيمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى