انتصار الجنوب بلا ثمن وفشل الشرعية يكافىء مع الاستحواذ

> لا أحد يستطيع أن ينكر بأن الجنوب تعرض لغزو عام 2015 بتحالف نصف الشرعية مع جماعة أنصار الله والنصف الآخر للشرعية، ترك الساحة وولى هاربًا. السؤال ماذا لو انتصر هذا التحالف وسيطر على الجنوب؟ كيف سيكون شكل الوضع السياسي العام في المنطقة، خاصة وقد أظهرت إيران بأنها كانت وراء هذا الانقلاب والداعم الرئيسي له؟ ماذا لو أصبح بحر العرب بحيرة تسرح وتمرح فيها البحرية الإيرانية؟ وماذا لو تمركز الحرس الثوري في جزيرة ميون وجزيرة سقطرى وتكون إيران متحكمة بأهم مضيقين في منطقة الشرق الأوسط والعالم؟ كيف سيكون شكل الأمن القومي العربي؟ وهنا نستطيع أن نقول بكل ثقة بأن الجنوب حقق انتصارًا استراتيجيًا هامًا، طبعًا بمساعدة التحالف العربي، وبالذات دولة الإمارات العربية المتحدة، هذا الانتصار ليس من أجل تطهير أرض الجنوب من الاحتلال الشمالي المدعوم إيرانيًا وحسب، ولكن حقق نصرًا للأمن القومي العربي بدرجة رئيسية، وخلال فترة وجيزة لا تتعدى ثلاثة أشهر من الحرب، بينما الطرف الآخر الشرعية والتي تمثل الجمهورية اليمنية لم تستطع أن تحقق حتى 10‎% ‎ من أهدافها في الوصول إلى العاصمة صنعاء، وطبعًا مع الدعم الكامل لها من قبل التحالف العربي. وهناك جزء كبير من أراضي الشمال في الساحل الغربي تم تحريريها بواسطة قوات العمالقة الجنوبية، حتى لم تسمح الشرعية لها بتحرير الحديدة ومينائها الهام.

المفارقة العجيبة أن المنتصر شعب الجنوب يعاني من الحصار وتدني الخدمات وعدم صرف المرتبات، ولا أفق لعملية تنمية، وخاصة التدهور الخطير لقيمة العملة المحلية أمام العملات الخارجية، هل يعتبر ذلك عقاب للمنتصر؟ بينما من يقود الشرعية الفاشلة تعمل جاهدة لمساعدة انقلابيي صنعاء، لتخفيف الضغوطات عليهم من كافة النواحي والشواهد كثيرة.

حان الوقت لإعادة النظر في هذه السياسة الفاشلة تجاه الجنوب، وتمكين الجنوب من إدارة شؤونه بنفسه كإنقاذ للموقف قبل أن تتفجر الأوضاع في الجنوب، لأن الصبر له حدود، ومن غير المقبول ضياع الإدارة جنوبًا وتعزيز الانقلاب شمالًا، ومصالح الجنوبيين في خطر من هذه السياسة الفاشلة.

إذا كان هناك إصرار على التمسك بهذه السياسة الفاشلة، فلابد من فصل المسارات عبر تشكل قيادة جنوبية لإدارة الجنوب، وتشكل قيادة شمالية لإدارة الوضع مع الشمال، ويبقى مجلس الرئاسة يمارس القيادة عن بعد دون تدخل في الشؤون المحلية الجنوبية أو الشمالية، وتلغى الحكومة الفاشلة نهائيًا وتسلم إدارة الشؤون الخارجية للإدارة المباشرة لمجلس الرئاسة، إلى حين يفرجها الله من عنده، خاصة وتطور الأوضاع في الشرق الأوسط ينذر بمخاطر كبيرة على المنطقة برمتها، فالإسراع بفصل المسارات أصبح ضرورة حتمية، للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى