أزمة السودان.. ألسنة اللهب تطال آبار النفط

> «الأيام» العين الإخبارية:

> رغم استئناف المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السعودية، إلا أن المعارك ما زالت تستعر في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.

رغم استئناف المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية، إلا أن المعارك ما زالت تستعر في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى.

والأحد، أعلنت السعودية، استئناف المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، مشيرة إلى أنها «ستتركز على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وتحقيق وقف إطلاق النار، وإجراءات بناء الثقة، وإمكانية التوصل لوقف دائم للأعمال العدائية، ولن تتناول قضايا ذات طبيعة سياسية».

تلك المفاوضات لم يكن لانطلاقها أي تأثير على الأرض؛ فالاشتباكات العنيفة التي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، امتد لهيبها إلى حقول النفط وشركات البترول بولاية غرب كردفان، ما ينبئ بتطاول أمد الأزمة في البلاد.

معارك واتهامات

وأعلنت قوات الدعم السريع في بيان اليوم الإثنين، «تحرير» مطار بليلة بولاية غرب كردفان، و«تكبيد» الجيش السوداني، «خسائر فادحة في الأرواح والعتاد».

وقالت قوات الدعم السريع في البيان الذي اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، إن قوات الدعم السريع «استولت على 15 عربة عسكرية منها 11 عربة دوشكا و4 مدافع ثنائي، وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى حرق 3 دبابات».

وزعمت قوات الدعم السريع في بيانها، أن قوات الجيش السوداني، «حرقت قبل هروبها مطار بليلة بالكامل ودمرت جميع المرافق بشكل ممنهج».

من جانبه، لم يصدر الجيش السوداني أي بيان عن معارك بليلة، مكتفيًا بتدوينة مقتضبة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلا: إن قوات المدرعات قتلت في عملية نوعية العشرات من قوات الدعم السريع، واستلمت مركبات، فيما لم يكشف متى وأين تمكن من الاستيلاء على تلك المركبات.

يأتي ذلك، فيما تحدثت مصادر عسكرية لـ«العين الإخبارية»، عن اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع داخل حقل بليلة النفطي بولاية غرب كردفان، مما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة.

وحسب المصادر العسكرية، فإن عمليات تخريب واسعة طالت مكاتب شركة «بترو إنرجي»، السودانية المالكة للحقل بالشراكة مع الصين، مما دفعها إلى إجلاء العاملين إلى مدينة بابنوسة، حيث رئاسة الفرقة 22 التابعة للجيش.

اجتماع طارئ

ومع تفاقم شدة المعارك، أفاد عامل بحقل هجليج النفطي، لـ«العين الإخبارية»، بأن لجنة أمن حقل هجليج عقدت اجتماعا طارئا لتأمين الحقل بحضور المدير العام للحقل ومدير أمن الحقل ومدراء الأقسام والشركات العاملة بالحقل.

وقرر الاجتماع -وفقا للمصدر- إخلاء العاملين بحقل هجليج تحسبا لهجوم محتمل، فيما قررت «بترو إنرجي» إجلاء آلياتها وسحبها رفقة العاملين إلى دولة جنوب السودان.

ويقع حقل بليلة النفطي ضمن امتياز شركة «بترو إنرجي» المحدودة وهي شراكة بين عدة شركات منها مؤسسة البترول الوطنية الصينية (CNPC)، وينتج الحقل نحو 29 ألف برميل من النفط يوميا.

ودخل السودان منظومة الإنتاج النفطي عام 1999 بإنتاج يقدر بـ450 ألف برميل يوميا، انخفض إلى 110 آلاف بعد انفصال جنوب السودان عام 2011، وانتقال ثلاثة أرباع الآبار النفطية لحكومة الجنوب.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف آلاف القتلى وملايين النازحين واللاجئين، بحسب الأمم المتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى