​دور إيران في توقف المحادثات بين السعودية والحوثيين

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> كشفت مصادر غربية أن المحادثات بين السعودية ومليشيا الحوثي، التي كانت قد حققت نتائج إيجابية، توقفت بعد بدء إسرائيل شن هجومها على غزة، وهو ما يدفع للتساؤل عمّا تبيّته طهران من نوايا، خصوصا في ظل انكشاف التبعية التامة، وحالة الولاء الكامل الذي يربط مليشيا الحوثي بها.
يقول المحلل السياسي، الدكتور عبدالوهاب العوج: "إن الحرب في غزة، ومعركة طوفان الأقصى، خلطت جميع الأوراق، ومنها وتيرة المحادثات السعودية - الحوثية، التي توقفت حتى تنجلي أحداث غزة، ومعرفة نتائجها، والأطراف التي ستتدخل فيها، رغم أن القناعات تقول لا مليشيا الحوثي ولا مليشيا حزب في لبنان، ولا أي فصيل من فصائل الحرس الثوري الإيراني في المنطقة، سيهاجم الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف في تصريحات نشرها موقع قناة بلقيس "الوضع في اليمن سيتوقف بكامله، حتى تنجلي المعركة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأن مليشيا الحوثي أطلقت صواريخ في الهواء، باتفاق مع الأمريكان، لأنه كان بإمكان المليشيا أن تستهدف ميناء إيلات الإسرائيلي بكل سهولة، كما تمكّنت من قصف أرامكو".

وتابع: "سيظل الوضع في اليمن كما هو، لا أحد منتصر فيه، وستظل جميع الأطراف تنتظر ما الذي ستقوله السعودية والإمارات وإيران، ومن خلفها أمريكا".
وأردف: "الوضع في اليمن يزداد سوءًا من الناحية الاقتصادية والمعيشية، وسيتخلى الجميع عن القضية اليمنية، وستبقى اليمن كحرب منسية يعاني فيها المواطن من الضائقة الاقتصادية الكبيرة، مع تدهور العملة الوطنية، وتوقف تصدير النفط، ومع وجود تهديد للحرب، في حالة اللا حرب واللا سلام".

وزاد: "إيران تريد أن تستفيد من كل الأوضاع، حتى من الحرب الإسرائيلية على غزة، من خلال تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة".

وقال: "إسرائيل تحاول جس النبض في جنوب لبنان، من خلال ما لاحظناه في الأسابيع الماضية، من استهداف لبعض أجهزة المراقبة دون الدخول بمعركة حقيقية مع حزب الله، وهو ما يدل على أن الجميع يترقّب الوضع، كما هي حالة الترقب في اليمن".

وأضاف: "جميع مليشيا إيران في المنطقة لسان حالها يقول لا تعتدوا على إيران، ولن نعتدي عليكم، ولا يهمها ما يجري الآن في غزة، بدليل أن كلامها عن توحيد الساحات قد سقط من خلال الهدوء الواضح في الجبهة اليمنية، حيث لا يوجد أي تهديد من قِبل مليشيا الحوثي، لا على خط الملاحة الدولية، ولا على ميناء إيلات، وكذلك الحال في لبنان وسوريا وغيرها، بل إن العدو الصهيوني يقصف سوريا، ولا يرد عليه أحد".
  • مصالح إيرانية
تقول الباحثة في الشأن الإيراني، أمل عالم: "إن الجميع يعرف بأن المحادثات بين السعودية ومليشيا الحوثي حققت تقدما ملموسا خلال الفترات الأخيرة، حينما كان هذا التقدم فعلا يحقق المصالح الإيرانية، برعاية الصين، لأن إيران كانت قد قررت أن تذهب باتجاه تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي، في الداخل الإيراني، وهو ما يتطلب منها صناعة الاستقرار في المنطقة".

وأضافت: "كان من مصلحة إيران أن تذهب المحادثات السعودية - الحوثية بشكل إيجابي لتنفيذ الاتفاق الصيني، لكن الأحداث الجارية في غزة غيّرت الأولويات الإيرانية في ملف نفوذها الإقليمي، ولم يعد الملف الاقتصادي يشكل أولوية بالنسبة لها".
وتابعت: "أولوية إيران الآن هي كيف يمكنها إيقاف انهيار ما يعرف بمحور المقاومة، أو الممانعة، دون أن تتدخل في الأمر بشكل مباشر".

وأردفت: "من المستحيل أن تتدخل إيران بشكل مباشر، أو أن توجه ضربة لأي هدف من الأهداف الإقليمية أو الإسرائيلية في المنطقة، بحيث إنها تمنع انهيار حركة المقاومة، لا سيما حماس، لكنها في ذات الوقت تبحث عن تشكيل تهديد وضغط قوي من شأنه أن يمنع انهيار المقاومة".

وزادت: "يمكن لإيران أن تشكل هذا الضغط والتهديد، من خلال جعل الأوضاع في اليمن مضطربة، لتهديد طريق الملاحة والسفن التجارية، أو حتى البوارج الحربية في منطقة البحر الأحمر، وجعله خيارا مفتوحا".
وقالت: "إيران أوجدت أذرع لها في المنطقة بشكل يخدم أجندتها ومصالحها، وإحدى هذه المصالح إيجاد عنصر في المنطقة يمنع انهيار هذا المحور، أو توجيه تهديد مباشر لإيران".

وأوضحت: "توقف المحادثات بين السعودية ومليشيا الحوثي لن يكون له تأثير كبير على العلاقة السعودية - الإيرانية، لأن الهدف من توقف المحادثات هو ابتزاز المصالح الأمريكية في المنطقة، لا سيما منطقة الخليج".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى