> "الأيام" سبوتنيك:

​طرح الإعلان الإسرائيلي عن وصول سفن تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، إلى منطقة البحر الأحمر، في إطار تعزيز الجهود الدفاعية في المنطقة العديد من التساؤلات حول الهدف من تلك الخطوة التي تأتي في أعقاب ما وصفته تل أبيب بالتهديد الجوي في منطقة البحر الأحمر جنوبي مدينة إيلات.

وأعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، الثلاثاء الماضي، عن "إطلاق عدد كبير من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل".

في ظل تلك التطورات في البحر الأحمر وإعلان "أنصار الله" قيامها بتوجيه ضربات صاروخية ومسيرات على إسرائيل، يخشى مراقبون من توسع دائرة الحرب في المنطقة، لتشمل البحر الأحمر، حيث يحظى أمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر باهتمامات دولية وإقليمية متزايدة، فقد أصبح مضيق باب المندب، الذي يقع بين منطقة القرن الأفريقي المكتظة بالصراع وشبه الجزيرة العربية، وساحة البحر الأحمر، ساحة للتنافس الإقليمي.
  • فما مدى إمكانية نشوب حرب بحرية بين إسرائيل و"أنصار الله"؟
بداية يقول اللواء الدكتور شوقي صلاح، خبير مكافحة الإرهاب وأستاذ القانون بأكاديمية الشرطة المصرية، بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلنت حركة أنصار الله في اليمن "الحوثيين" الحرب على إسرائيل، وقال المتحدث العسكري لأنصار الله "قواتنا المسلحة أطلقت مجموعة كبيرة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وعدد كبير من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، ووصف المتحدث الهجمات بأن القصف هو الثالث من نوعه، وأن هذا التدخل يأتي دعما للفلسطينيين في غزة".
  • جبهات جديدة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، "وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن طائرات مقاتلة أسقطت المسيرات بينما اعترض نظام الدفاع الجوي صاروخا باليستيا أطلق من منطقة بالبحر الأحمر".

وتابع صلاح: "يأتي انضمام الحوثيين رسميا إلى الصراع في أعقاب تحذيرات أطلقتها إيران بأن حرب غزة قد تؤدي إلى "فتح جبهات جديدة"، نتيجة استمرار العدو الصهيوني في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق أبناء قطاع غزة".

وأشار الخبير المصري إلى أن "إعلان "أنصار الله" دخول الحرب رسميا، يؤكد أن دخول إيران سيكون مصاحبا له دخول أذرعها بالمنطقة، والتي تضم بجانب الحوثيين سوريا وحزب الله اللبناني بالإضافة إلى جماعات مسلحة في العراق وسوريا".

وقال صلاح: "من المؤكد أن إسرائيل ستوجه ضربات محدودة للرد على الحوثيين، كما فعلت مع حزب الله، وقد حركت بالفعل قطعا بحرية في اتجاه اليمن، وطالما قام الحوثيون بإعلان دخول الصراع رسميًا، هذا يشير إلى أنهم يملكون تسليحا مؤثرا لمواجهة القوى الكبرى، وإلا لما كان لهم الجرأة على القيام بهذه الهجمات".
  • القدرة الصاروخية
وأوضح الخبير المصري "أن الحوثيين سبق لهم استخدام الصواريخ الباليستية ضد السعودية مستهدفة مصافي النفط، فهي تملك القدرة الصاروخية للوصول للعمق الإسرائيلي، ولعل خطورة الأمر في تدخل الحوثيين، يأتي لقدرتهم على استهداف قطع بحرية بعينها أثناء عبورها البحر الأحمر في أي اتجاه".

ويرى صلاح "أن استمرار إسرائيل في ارتكاب جرائمها الوحشية ضد المدنيين في غزة سوف يؤدي إلى توسيع نطاق الصراع بالمنطقة، وهو ما لا ترغب فيه الولايات المتحدة، ومع هذا ستجر إسرائيل المنطقة لحرب واسعة النطاق ربما تؤثر بقوة على وجود إسرائيل".
  • توصيف خاطىء
من جانبه يقول د. عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، إطلاق توصيف أي اشتباكات بحرية بين أنصار الله وإسرائيل بأنها حرب بحرية بين الجانبين، هو توصيف غير غير صحيح.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، كل ما تملكه الجماعة الحوثية (أنصار الله)، هى صواريخ تم تزويدها بها من إيران، أو مسيرات أو متفجرات بسيطة في البحر الأحمر.
وتابع الشميري، إسرائيل لا تريد أن توسع عملياتها في البحر الأحمر في ظل الأزمة و الكارثة الموجودة في غزة، ما اتصوره أنه سيبقى هناك بعض المسيرات وبعض الصواريخ التي ربما تخطي أو لا تصيب أو لا يكون لها ضرر كبير إن وصلت إلى الأهداف التي خرجت من أجلها.
  • الحماية الأمريكية
وأشار رئيس مركز "جهود" إلى أن بعض صواريخ الحوثيين (أنصار الله) نزلت في الأراضي المصرية،
وبعضها تم اعتراضه في البحر الأحمر، وعلى ما يبدو أن هذه الصواريخ ليست بالمستوى من التقنية الكبيرة التي تؤهلها أن تصل للأهداف البعيدة بدقة، لكنها قد تجيد اقتناص بعض الأهداف في البحر الأحمر.

ولفت الشميري إلى أن لكن الحماية الأمريكية لإسرائيل في البحر الأحمر يجعل إحداث الضرر الشديد بالأهداف البحرية الإسرائيلية ربما يكون غير وارد.
واختتم بقوله: "لا شك أن هذه الجبهة ستحدث شوشرة و شبه توسع للمعركة، لكن لن يكون مؤثرا على مسار الأحداث تماما في داخل غزة ولا في إسرائيل".

وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه لصاروخ "أرض أرض" في البحر الأحمر قادم من اليوم، يوم الثلاثاء الماضي، عبر طائرة من نوع "إف-35".

وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، أنها اعترضت قبل أيام صاروخا من نوع "أرض أرض" قادم من اليمن في البحر الأحمر، وأن أحد صواريخ المنظومة الدفاعية الإسرائيلية "حيتس" قد اعترض الصاروخ قبل وصوله إلى البلاد.
وكانت جماعة "أنصار الله" في اليمن، قد أعلنت، مساء أمس الأربعاء، "إطلاق دفعة كبيرة من الطائرات المسيرة خلال الساعات الماضية على أهداف عدة في عمق إسرائيل".