عدن .. مَن أطفأ الشُعلة؟

> اليوم مرة أخرى يكرر المجلس الانتقالي الجنوبي مطالبته بإعادة تشغيل مصفاة عدن، ولا جديد في الأمر، حتى يأتِي ببيان آخر، وهلُم جرّا..

استمرار توقيف المصفاة ليس لغزًا ولا أحجية غامضة. فالجهات المحلية والإقليمية التي تقف وراء حرب الخدمات، هي ذاتها التي أطفأت شعلة المصفاة لغرض وغاية نعرفها جميعًا، إلا من طبع الله على بصره وبصيرته. كما أن تشغيلها لم يكن صعبًا أمام الانتقالي إذا ما جدَّ فعلًا في ذلك، وقلب ظهر المجن بوجه المتسبب دون تهيب من فقدان حلاوة الجزرة، ومن وجع العصا التي يتوهم أن التحالف سيهوي بها على ظهره إن هو انحاز للجياع والضحايا.

فمطالبات الانتقالي المتكررة لا تشعل ذبيلة، ولا تنتزع لقمة لجائع، بل أضحت سمجة ومملة ليس فقط حيال موضوع المصفاة بل الخدمات جميعها، ولا تعفيه أو تدفع عنه الملامة من تحمل مسئولية توقيف المصفاة إلى أجل غير معلوم، ومن مسؤولية تردي الخدمات بشكل عام، فآذان الناس مُتخمة بالبيانات.

شبيه الشيء منجذبٌ إليه.. فالمجلس الانتقالي وإن لم يكن المتسبب الرئيس بهذا الوضع الخدمي والمعيشي الكارثي،( حرب الخدمات) وأحد المستهدفين من هذه الحرب إلا أن الاستمرار بالشراكة السياسية وتقاسم النفوذ والمصالح والتساوق مع الفساد، والانغماس فيه يجعله جزءًا من هذه المنظومة وينسف (الانتقالي) من بين يديه أي مبررات وذرائع -حتى وإن كان فيها شيء من الصحة- أمام الناس التي تتجرع كؤوس العذاب والعقاب، دونما يكون لها ناقة ولا جمل بهذه الشراكة الضيزى، التي يصر الانتقالي الاستمرار فيها والاكتفاء ببيانات مطالبة واستجداء أطراف محلية وإقليمية، هي بالأصل سبب المأساة والمستفيد من بقائها. لقد بلغت القلوب الحناجر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى