الشعبان الفلسطيني والجنوبي.. حلَّ الدولتين

> العنوان مقتبس من عنوان مقال لهاني مسهور نشرته صحيفة "الأيام" يوم الأحد 5 نوفمبر:

مع وجود الفارق الكبير بين معاناة الشعبين وحجم وجسامة التضحيات الفلسطينية البشرية والمادية والبنى التحتية والمصالح والمنشآت الاقتصادية والخدمية، وتدمير المساكن على رؤوس سكانها والنساء والأطفال، وتشريد من تبقى منهم من حي إلى آخر، ومحاولة التشريد إلى صحاري البلدان المجاورة، بهدف تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير أهلها من أرضهم ووطنهم، وهو ديدن الصهاينة منذ أن وطأوا أرض فلسطين الطاهرة، زرعتهم فيها قوى دولية، لها مصالح في وجودهم واستمراره مع وجود هذا الفارق.

عام 1948م مُنِيَ الشعب الفلسطيني بنكبة زرع الكيان الإسرائيلي الصهيوني في أرضه ووطنه ومقدساته، وعام 1967م شن عليه هذا الكيان حرب الاحتلال التَوْسُّعِية لما تبقى من أرضه ومقدساته والقدس الشريف، مهبط الرسالات السماوية والمسجد الأقصی، أُولی القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسری الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، وما سبقها وتلاها من حروب مستمرة، آخرها الحرب العنصرية الفاشية المستمرة علی غزة وأبنائها، وارتكاب الجرائم والمجازر الوحشية والمذابح الدموية اليومية التي يندی لها الجبين، وتهتز لها الضمائر، بكل صلف وغطرسة وبكل أنواع أسلحته وترسانته وماكنته العسكرية والحربية، والدعم المستمر العسكري والخبرات المتطورة، فضلًا عن الدعم السياسي والدبلوماسي والمعنوي اللا محدود، من قبل القوى التي زرعته عام 48 م، وأعانته عام 67م، مع كل ذلك سيظل شعب فلسطين وأطفال الحجارة، طالما بقت أم فلسطينية تحبل وتلد، يواصل نضالاته وتضحياته حتى إعلان دولته على كامل تراب وطنه الفلسطيني، على حدود ما قبل عام 1967م وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله تعالى.

عام 1990م مُنِي الشعب الجنوبي بنكبة وحدة خديعة واستدراج وضم وإلحاق وفيد ونهب، وعام 1994م قامت سلطة صنعاء بتحالف قواها العسكري-القبلي المتخلف والديني المتطرف بشن حرب احتلال عسكري غشوم عليه وعلى أرضه ووطنه ومقومات دولته، وعام 2015م تكررت الحرب إياها بنسختها الثانية وقد تصدى لها شعب الجنوب وأبطال مقاومته، وطردوا فلولها ومعها فلول حرب عام 94م، وسيظل يواصل نضاله وتضحياته حتى استعادة دولته كاملة الحرية والسيادة والاستقلال على حدود ما قبل عام 1990م وعاصمتها عدن بإذن الله تعالى، وبناء دولته الفيدرالية المدنية دولة المؤسسات والنظام والقانون والعدالة والمساواة والمواطنة المتساوية، وتولي قيادتها، والإسهام في كيفية استعادتها من الكفاءات المؤهلة المجربة والمقتدرة والمتخصصة، المستوعبة لتجارب الماضي ومتطلبات الحاضر (ومعالجة هموم ومعاناة الناس الحياتية التي لم تعد تحتمل المزيد واستعادة دور ومكانة المرافق السيادية الاقتصادية والخدمية، ميناء ومطار ومصفاة عدن وشركة النفط والمحطة الكهروحرارية والبنك المركزي ) والمستشرفة لآفاق المستقبل بمستجداته، وهي موجودة في الداخل ومن أبناء عدن وفي الخارج وعلى قاعدة استمرار التواصل والحوار، وتفعيل قيم وثقافة التصالح والتسامح، وإغلاق الماضي والشراكة الوطنية الندية، والجنوب لكل وبكل أبنائه، ومن لم يأت إلينا سنذهب إليه وقد حان الوقد ولم يعد فيه متسع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى