قدموا أغانٍ بلغة الإشارة.. إبداعات وقدرات فنية مميزة لفئة الصم والبكم في لحج تحتاج لاهتمام

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

>
حضور إيجابي ومميز لذوي الهمم من فئة الصم والبكم، في جميع الفعاليات والمناسبات المختلفة التي تقام في لحج وعدن، من خلال تقديم العديد من الوصلات الغنائية بلغة الإشارة، وهو شيء فريد تقدمه هذه الفئة المبدعة.

ويؤكدون من خلاله أنهم موجودون وقادرون على التعبير، وإيصال صوتهم بلغتهم، وأنهم ليسوا أقل شأنًا من أقرانهم الأسوياء، من خلال ما جسده  الفتيات والفتيان من أغانٍ جميلة، اختزلوا فيها تطلعاتهم وهمومهم، وأكدوا فيها مدى تأثرهم وتأثيرهم بمن حولهم،  من خلال تقديم عدد من الأغاني الوطنية والحماسية، في مختلف الفعاليات وخاصة تطورات الأوضاع في فلسطين.


مدحت عبدالقوي أحد المشاركين في تقديم الأغاني بلغة الإشارة قال من خلال مترجمة لغة الإشارة "بشائر الجيلاني": نحن الصم والبكم  نحب نوصل رسائلنا لكافة فئات المجتمع  حيث يستمتع الناس  بما نقدمه بلغة الإشارة، لكن للأسف لا يفهون ماذا نقول، وقال: نحن الصم والبكم نقول للمجتمع: اهتموا بنا، استوعبونا نحن أبناؤكم  وإخوانكم في المجتمع أسوة بالناطقين.

من خلال ما قدموه من أغانٍ بلغة الإشارة لامسوا القضية الفلسطينية، معبرين عن تضامنهم معها، ومع ما يتعرض له أطفال ونساء وشيوخ فلسطين المدنيين، من إبادة جماعية وجرائم حرب.

إيمان طالبة في الصف التاسع قالت: إنهم شاهدوا في التلفاز ما يحدث من تهجير وقتل للفلسطينيين، ونحن الصم والبكم  غنينا لدعم فلسطين وشعبها وقضيته. حرام قتل الأطفال  والنساء، نقول لكل الشعوب العربية:  ادعموا فلسطين حرة عربية.

بقدر تلك الأغاني التي ترجتها أياديهم، وأرادوا أيضًا إيصال صوتهم، وإيقاظ  الدول العربية لتفيق من سباتها، لتزأر وتتضامن مع إخوانهم في فلسطين، الذين يراد تهجيرهم من وطنهم.

ومن واقع ما ترجمه فئات الصم والبكم من أحاسيس ومشاعر بأغانيهم، التي أبدعوا فيها بعد أن تدربوا عليها، اختلجهم الطموح في أن يسمع صوتهم، وأن يفهم العالم لغتهم ويدرك مضمونها ومكنونها، ليدرك أدوارهم العظيمة ودواخلهم الأليمة.

هديل طالبة في الصف الثامن عبرت عن سعادتها بالمشاركة في تأدية تلك الأغاني بلغة الإشارة وقدمت رسالة للمجتمع، بأن يتعلموا لغة ذوي الهمم من فئة الصم والبكم، نتطلع أن تدرس لغة الإشارة  في المدارس والجامعات، حتى تعكس صورًا حقيقية عنهم، وعن ما يقومون به من إبداعات، وما يتميزون به عن غيرهم الأسوياء من قدرات تؤهلهم إلى بلوغ الأمنيات.


وقد أثبتت هذه الفئة مقدرتها في الكثير من المجالات العلمية والفنية وغيرها. وبرزوا في مجال الشعر وفي كتابة القصة القصيرة، وفي مجال التمثيل، بإبداع وتميز، شاركوا خلالها في مسابقات وفعاليات، وحازوا على مراكز متقدمة.

هم بحاجة ماسة اليوم أن يتم دعمهم وتطويرهم، وتعزيز ما يكتنزونه من إبداعات، ليكونوا النواة المشرقة للوطن والدافعة به نحو آفاق السلام والوئام والإبداع.

الفنان والملحن مراد العقربي أكد على إبداع هذه الفئة من الصم والبكم، مشيرًا إلى أن لديهم إحساسًا، ويفهمون الموسيقى، ومهتمين بهذا المجال، مطالبًا جميع الأسوياء بفهم وتعلم لغة الإشارة.

 وأوضح الفنان مراد العقربي أن فئة الصم والبكم يحسون بالإيقاع الموسيقي، مؤكدًا أن هناك أعمالًا قادمة مشتركة مع فئة الصم والبكم، بمشاركة بعض الفنانين العالميين.

الشاعر نبيل الشاؤوش دعا الجهات المختصة للاهتمام بهذه الفئة وتطويرها وصقل مواهبها الفنية المختلفة، معبرًا عن شعوره بالإعجاب بما قدمه هؤلاء الفتيان والفتيات، من أعمال فنية بلغة الإشارة.

شيء مميز أن تكون هناك فئة في المجتمع لديها هذه القدرات المميزة في مختلف المجالات الإبداعية،  وهو ما يتطلب الاهتمام وتقديم الدعم لهذه الشريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي تتفاعل مع الحدث محليًا وعربيًا وعالميًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى