مصبات الجبال... سدود عملاقة

> د .م صالح علي السحيقي

> سلسلة الجبال التي تشكل سور اليمن العظيم ابتداء من إطلالتها الشاهقة بمحاذاة البحرين العربي والأحمر واستمرار مسار هضبتها نحو وسط اليمن حتى عسير ونجران شمالًا، هذه السلاسل الجبلية تتدفق سيولها نحو سواحل البحار ونحو الأودية الداخلية المتجهة نحو الصحراء.

عبر ممرات السيول المحفورة عبر آلاف آلاف السنين تشكلت أخاديد مجاري سيول الأمطار، كل مسار تشكل طبقا لأنواع التربة والصخور العلوية من الأرض التي يمر فوقها، نجدها هنا تتسع وهناك تضيق وتختلف نسب ميول المسار من مكان إلى آخر خلال مجاريها الطويلة التي تصل إلى عشرات الكيلو مترات في المنحدرات الجبلية لتنتهي بمخارج ضيقة في معظم الحالات بالقرب من الأراضي السهلية.


آلاف الأخاديد التي نحتتها السيول في اتجاه البحر الأحمر والبحر العربي والوديان الداخلية، في واقع الأمر هي ثروة وهبة من رب العالمين لبلاد اليمن إذا تم استغلالها بكفاءة واقتدار.

خلال مسارات السيول أو عند نهايتها توجد الكثير والكثير من المضائق بارتفاعات عالية جدًّا تتدفق خلالها شلالات غيول دائمة الجريان طوال العام الكثير من هذه المضائق هي أماكن طبيعية لإقامة سدود عملاقة لحصاد مياه الأمطار جعلها الله ثروة تنتظر من يستغلها، هذه المضائق لها مميزات كثيرة ذات جدوى اقتصادية كبيرة للأسباب:

1 - مضائق بعرض صغير وارتفاع شاهق تحيط بها صخور صماء من الجهتين يمكن إقامة جدران حواجز بتكلفة صغيرة لتخزين كميات مياه ضخمة جدًّا خلفها.

2 - أمام مخارجها مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة قليلة السكان، مثال على ذلك (سواحل تهامة وأبين وحضرموت وشبوة والمهرة)، هذه المساحات الواسعة يمكن زراعتها مع وجود المياه خلف السدود وجذب ملايين من السكان من المناطق المختلفة لزراعتها والاستقرار فيها وتحويلها إلى مورد اقتصادي زراعي للاكتفاء الذاتي وأراضٍ خضراء سياحية واسعة موازية للسواحل.

3 - ظهور هذه الأرض الزراعية الواسعة من شأنه تشكيل تجمعات سكانية كبيرة لها أهمية كبيرة في إعادة توزيع السكان وحماية السواحل الطويلة واستغلال الثروة السمكية بشكل أوسع وأكثر فاعلية.

4 - هذه الأماكن تغذيتها مياه الأمطار المتدفقة معظم أشهر العام من قمم الجبال خلفها، وتغذية بحيراتها بشكل دائم مياه الغيول دائمة الجريان نهاية مساراتها.

5 - تغيير استراتيجية النقل والمواصلات بين المناطق الجبلية والساحلية إلى الأحدث والأسرع والأسهل بفعل ضرورة التواصل السريع بين السكان وتسهيل تبادل السلع والخدمات بينهم.

يجب التفكير ووضع الخطط المستقبلية لتنفيذ مثل هذه المشاريع العملاقة التي قد تكون فائدتها أكثر بكثير من باقي الثروات الطبيعية لأنها مرتبطة بالأمن الغذائي لسكان اليمن المتزايد كل عام ومرتبطة بتوفير فرص عمل للملايين من السكان وخاصة الشباب إلى الهجرة الداخلية وتعمير الأرض، وتوسيع مجال الاستثمار للمال المحلي والخارجي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى