انطباعات عدني

> من حقبة إلى أخرى و من واقع سيئ إلى واقع آخر أسوأ منه، تظل الشخصية والهوية مثار جدل كبير بين أوساط الناس

والمكونات التي تنشأ من هنا وهناك. بدافع جنوبي أو للبقاء في دائرة الضوء.

ما أود الحديث حوله في مقالي هذا، هو أننا لسنا بحاجة إلى تحويل الرؤى إلى مجرد مناكفات وتمايز فيما بيننا، أو أن تكون الرؤية المقدمة مجرد تلاوة تقرأ فيسمعها الجالسون ويصفقون ومن ثم يغادرون القاعة لمجرد السماع. يجب أن تكون الرؤية منطقية صادقة معبرة عن واقع الحال تنتمي إلى أرضها، لا تخرج عن حدود السيطرة حتى تصل فعلًا إلى قلوب الناس وليس لمسامعها فقط. أيضًا قد يكون الاختلاف مطلوب، ولكنه ليس بالضرورة أن يتحول إلى جدال عقيم مجهول المعنى وعقيم الرؤية، غير واضح البنيان والمعالم التي ترسمه. لقد كنا بحاجة منذ زمن إلى مكون يجمعنا في إطاره، ويوحد جهودنا ليس كأفراد ولا جماعات متفرقة، بل ككتلة جنوبية واحدة تستشعر مسؤولياتها، حتى جاء المجلس الانتقالي الجنوبي بعد مخاض طويل، ولن أدخل في كيف نشأ أو تأسس أومن هم داعموه، رغم كل ذلك كان التفاف أبناء الجنوب حوله وجمع كلمتهم وهدفهم هو العنصر السياسي الحقيقي الأبرز، في مرحلة سبقتها مراحل استعاد فيها أبناء الجنوب هذا الشمل من جديد. ولكن .. نقولها مجددًا كوننا في المجلس الانتقالي الجنوبي كمكون فعلي علينا أن لا نهمله، لأن المجلس الانتقالي الجنوبي يرأس هذه المرحلة، وهو بحاجة إلى تطوير سياساته ومراجعتها، لاستعادة دوره وحمله للقضية ليس لوحده لكن بوجودنا جميعا (تمثيلًا جنوبيًا) يحقق ما قد ضاع أو أهمل أو تم الالتفاف عليه.

وهناك من لا يريد لهذا الجنوب أن ينهض، وهناك من يعبث من داخل أرضه، وهناك من يريد رفع اسم علامته التجارية والتماس موقع أو منصب من خلاله. تعددت الأهداف (بالابتعاد) عن تحقيق الهدف الرئيسي لبناء الدولة المنشودة، التي لن تتحقق عبر تلك الأساليب والأطر المتبعة. على مجلسنا الانتقالي في جميع هيئاته إعادة النظر في مقومات ومحددات العمل فيه بما يخدم جميع أطياف العمل السياسي الناشئة، أو تلك التي صدئت بفعل خراب أفعالها السابقة.

لن يظل الناس يتابعون من لا يمنحهم الثقة ويتبادلها معهم. ولن يظلوا منكفئين ينتظرون سرابًا. لأن السياسة التي تتبع لم تتلمس حوائجهم وتطلعاتهم التي كافحوا من أجلها وضحوا في سبيلها.

العالم تتسارع أحداثه وتتقاطع مصالحه مع الغير ولو كان عدوًا. لكن دون تحقيق مكاسب أو خلق توازنات فعلية. إن لم يسع مجلسنا الانتقالي الجنوبي لمراجعة الحسابات بدقة وخلق تجانس بين منتسبيه، و تكافؤ يمنح و يعطي الفرصة في العمل فلن تتجدد دماؤه. هيكلة المجلس كانت مطلب ملح في حينه، ولكنه جاء قاصرًا ومحدودًا في تعاطيه مع مختلف المجالات والكفاءات، وأسقط حق التمثيل الحقيقي بين هيئاته. إن بناء الثقة المتبادلة مطلوب، وهو منهج حياة وأن عضويتنا في المجلس الانتقالي الجنوبي لا يعني أبدًا أننا مقيدون بسبب وظيفته!! والشخصية لا تلغى والفكر الحر يجب أن لا يستبد به، وأن يكون لكل إنسان حق التمثيل والتعبير عن آرائه، مادامت أنها لا تقضي على الهدف المشترك والمرتبط بالقضية الجنوبية ويتصل بها، لذلك ، فهي لا تتجزأ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى