مدير مكتب الصحة بالمحفد لـ "الأيام":مديرية المحفد يقطنها الآلاف من البشر وهم بحاجة ماسة للدعم

> ماجد أحمد مهدي

> يشهد الوضع الصحي في مديرية المحفد تحسنًا ملحوظًا رغم قلة الإمكانيات وشحتها وهروب كثير من المنظمات عن العمل في مديرية المحفد بسبب حملات إعلامية شرسة يقودها أشخاص لا يريدون أي خير لمنطقة باكازم، إلا أن قيادتي السلطة المحلية ومكتب الصحة في المديرية طرقوا أبواب كل الجهات لعودة تلك المنظمات للعمل في المديرية ولتقديم خدمات صحية بشكل أفضل لجميع المواطنين.
د. عبدالله جعيرة
د. عبدالله جعيرة


"الأيام" بدورها التقت بمدير مكتب الصحة بالمحفد وسألته عن الوضع الصحي في المديرية حيث قال:

* في البداية نرحب بمنبر صحيفة "الأيام" الوضاء وأشكرهم على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا اللقاء وحول الوضع الصحي في مديرية المحفد هناك خدمات طبية لا بأس بها تُقدم في المرافق الصحية كمشفى المديرية، طبعًا المشفى فيه أقسام تعمل كالمعاينة والطوارئ وقسم الأسنان وقسم أمراض النساء والولادة وهناك نوبات ليلية تؤدي دورها بما هو متاح لها، وكذلك الوحدات الصحية في بعض القرى تقدم خدمات بسيطة بالحد الأدنى كالمعاينة ومعالجة حالات سوء التغذية وتقديم خدمة اللقاح للأطفال وغيرها.

وحتى أكون صادقًا معكم "فنحن غير راضين عن الواقع الصحي الحالي في المديرية ونعتبر ما يقدم غير كافي وذلك لأن وضعنا الصحي يعاني كثيرًا نتيجة لعوامل كثيــرة ومتعددة أهمها الكثافة السكانية والمساحة الجغرافية وقصور الكادر الصحي ونقص الإمداد العلاجي والمستلزمات الطبية الأخرى وفي الأخير نحن معترفون بأن الوضع الصحي فيه قصور كبير!!

* ماهي أولى الخطوات التي أقدمتوا عليها منذ تسلمكم قيادة مكتب الصحة بالمديرية؟

منذ تولينا قيادة مكتب الصحة خلال الثلاثة الأشهر الماضية، جمعنا معلومات حول آلية العمل وقمنا بزيارة إلى ديوان الوزارة ومكتب الصحة في المحافظة والجلوس مع بعض المسؤولين وطرقنا أبواب بعض الجهات الداعمة كالمنظمات والجمعيات وبعض المؤسسات والصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة وذلك لنقل هموم واحتياجات الوضع الصحي المحفدي على طاولات من سبق ذكرهم لتقديم العون لنا ولازلنا إلى الآن بانتظار تنفيذ تلك الوعود التي وعدنا بها.

وكما عقدنا اجتماعًا موسعًا بإدارة المشفى ومنسقي البرامج الصحية في المديرية حول وضع خطط وبرامج لانتشال الوضع الصحي في المحفد ونأمل أن نتوفق في ذلك بالأيام القادمة بإذن الله.

وكذلك عقدنا اجتماعًا بجميع الوحدات الصحية للاطلاع على سير العمل ومناقشة أهم الاحتياجات والنواقص التي تحتاجها والتأكيد على فتح جميع الوحدات الصحية على مستوى المديرية، ووضع خطة سنوية متكاملة لجميع الوحدات الصحية وتدشين اللقاح فيها وذلك لتخفيف حدة المعاناة على المواطنين في الذهاب لمركز مدينة المحفد وعلى الموظفين الالتزام بالدوام الرسمي.

* ماهي الأسباب في هروب المنظمات الداعمة لانتشال الوضع الصحي في المحفد؟ وما هو دور مكتب الصحة في المحافظة؟


مقارنة بأكثر المديريات في المحافظة فإننا في المحفد محرومون من تدخل المنظمات الدولية والإقليمية، ماعدا في جوانب محددة فقط كالغذاء ومعالجة سوء التغذية.

وبينما وضعنا الصحي النائي والفقير في مديرية المحفد بحاجة إلى تدخلات رسمية وهامة تتكفل لنا بأهم الأقسام الهامة في المشفى كالطوارئ العامة، والطوارئ التوليدية من أطباء جراحة وباطني وفني تخدير والذي سيعزز من تحسن الخدمة والرعاية الصحية للمرضى وهذا ما عهدناه في السابق عندما تكفلت لنا منظمة الصحة العالمية في بعض الأعوام السابقة بطاقم طبي متكامل من جراحة عامة وباطنيَ وفني تخدير وطبيبة نساء وتوليد وقد شكّل قفزة نوعية في الخدمة الطبية في المشفى إلا أنه للأسف توقف ذلك الدعم من قبل الصحة العالمية!

وأردف قائلًا بالذات هذا النوع من التدخلات هو ما نحتاجه في الوقت الحاضر لمشفى المحفد نتيجة للكثافة السكانية ووقوع المشفى على الخط الدولي ونتيجة للهجرة الدولية من الأفارقة التي تكتظ بهم المحفد.

ومن وجهة نظري الشخصية، فإن أهم الأسباب في عدم تدخل المنظمات في المديرية هو الإعلام المعادي الذي يروج أن المحفد غير آمنة، وهي أسباب كاذبة وعارية من الصحة، وأوهن من بيت العنكبوت!! والسبب الآخر تقاعس بعض منسقي المنظمات بعدم الاهتمام بالوضع الصحي الذي يعيشه ويعانيه أبناء المديرية أسوة بالمديريات الأخرى في المحافظة، فعلى سبيل المثال فقط لا توجد بالمحفد حتى عربة متنقلة لأي منظمة أسوة بباقي مديريات المحافظة الأخرى.

وأوضح د. جعيرة عن دور مكتب الصحة في المحافظة أبين ممثل بمديره العام الدكتور صالح الثرم الذي يبذل قصارى جهده بالإمكانيات المتاحة لديه وعندنا أمل بالله أولا ثم بمكتب الصحة بالمحافظة بمساعدتنا بانتشال الوضع الصحي في المحفد وذلك بتسخير وتوجيه الدعم الكافي من الجهات الداعمة صوب مديرية المحفد النائية والخاوية والمحرومة من أبسط الخدمات الصحية والواقعة في أقصى شرق المحافظة.

* كيف سيتم التعامل مع انتشار حمى الضنك والإسهالات المائية في مديرية المحفد؟

تعاني مديرية المحفد من انتشار بعض الأوبئة التي تصيب الأطفال كالحصبة والدفتيريا وغيرها من أمراض الطفولة، بينما تعاني الفئات البالغة من بعض الأوبئة كحمى الضنك والحميات الفيروسية والإسهالات المائية وغيرها، ونحن نسعى لمجابهتها حسب ما نستطيع رغم أننا نعاني من شحة الإمكانيات والاحتياجات مثل السوائل الوريدية التي هي بمثابة حجر الزاوية لمعالجة حمى الضنك والحميات والإسهالات المائية وحوادث السير، رغم ذلك إلا أننا نسعى بجهود ذاتية لمجابهة تلك الأوبئة.

وهناك نشاط كبير يقوم به قسم التثقيف الصحي لمجابهة هذه الأمراض من خلال تقديم المشورة والنصائح للمواطنين والذي يحظى بدعم من مركز التثقيف الصحي بالوزارة وبدعم مباشر من الدكتور صالح الثرم مدير مكتب الصحة ومنسق التثقيف الصحي بالمحافظة الأخ ناصر شيخ وذلك لنجاح النشاط التوعوي من خلال عقد دورات توعوية عامة لمجابهة الاوبئة في البلاد.


جهود متواصلة من السلطة المحلية في المديرية

وأشار د. عبدالله جعيرة أن قيادة السلطة المحلية بالمديرية ممثله بالأستاذ أحمد عبدالله حيدرة تبذل جهودا كبيرة وفعّالة معنا في متابعة احتياجات مكتب الصحة، حيث طرقنا بمعية مدير عام المديرية أكثر الأبواب في المحافظة منها المنظمات الدولية والمحلية وعندنا يقين بمواصلة دعمنا من قبل السلطة المحلية في المديرية والمجلس الانتقالي في المحافظة والمديرية الذي سيسهمون معنا بصورة فاعلة وقوية في دعم القطاع الصحي في المديرية والذي نتمنى منهم مواصلة جهودهم الجبارة لانتزاع أكبر قدر ممكن من الاحتياجات والمستلزمات الطبية لصحة المحفد.

* كلمة أخيرها تود قولها!

وفي ختام هذا اللقاء نوجه رسالة شكر مره أخرى لصحيفة "الأيام" لسان حال الجنوب لنزولها لمديرية المحفد وعمل هذا اللقاء الطويل ونوجه دعوة على منبرها الحر لجميع المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية العاملة في محافظة أبين للالتفات لنا بنظرة ولو جبر خاطر لما تعانيه مديرية المحفد النائية التي يقطنها الآلاف من البشر وهم بحاجة ماسة للدعم الإنساني والصحي للحياة والعيش بصحة جيدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى