جهود يمنية لاستعادة أمجاد أصل قهوة الـ"موكا"

> «الأيام» العرب:

> اختتمت وزارة الزراعة والري والثروة السمكية اليمنية الاثنين فعاليات المعرض الأول للبن، بمشاركة مزارعين وجمعيات متخصصة بزراعة هذا المحصول من مختلف البلاد.


المعرض، الذي استمر ثلاثة أيام، أقيم بالشراكة مع بنك التسليف التعاوني الزراعي التابع للحكومة اليمنية، وبالتعاون مع وزارات التخطيط والتعاون الدولي والشؤون الاجتماعية، والصناعة والتجارة، ورجال أعمال، وهدف إلى حشد الجهود الحكومية والقطاع المصرفي؛ للنهوض بواقع زراعة البُن باليمن.

شارك في المعرض مزارعون يمثلون جمعيات زراعية من مختلف المناطق المهتمة بزراعة البن في اليمن، عرضوا فيه محاصيلهم التي تنافست في جودتها وأصنافها المختلفة.

وشاركت في المعرض مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني مهتمة بتشجيع المجتمعات المحلية في القرى ومناطق زراعة البن تاريخيًا على الاستمرار في العناية بهذا المحصول، ودعم المزارعين باحتياجاتهم، وتوفير بنية تحتية للزراعة كمشاريع المياه، ورفد المزارعين بمتطلبات الزراعة اللازمة.

ويكافح مزارعون في منطقة يافع بجنوب اليمن لإحياء زراعة محصول البن الذي اعتمد عليه الكثير من اليمنيين في التاريخ القديم، وكانوا يصدّرونه لمختلف أنحاء العالم لدرجة ارتباط اسم قهوة الموكا الشهيرة بميناء المخا حيث كان يتم تصدير محصول البن اليمني.

لكن هذا المنتج اليوم يعاني الكثير من المشكلات على الرغم من حدوث تطور نسبي في زراعته في السنوات الماضية، إلا أن ذلك لم يغير كثيرا من واقع معاناته مقابل اكتساح زراعة نبات القات للكثير من المساحات في مناطق الزراعة الجبلية، فتراجع البن اليمني حتى بات شبه غائب عن سوق البن العالمية، نتيجة لانحسار زراعته.

وقال المزارع سالم بن سالم الناخبي أحد ملاك حقول البن في منطقة يافع لرويترز “إن الأمطار عادت تتساقط قبل سنوات مضت إلى منطقتنا، مما أعاد التفاؤل للمزارعين في سقي الشجرة، إلا أن تلك البشارة الإلهية لم تدم طويلا لتساعد على بقاء أمد عمر الشجرة، وحلت بعدها مرحلة الموت، وكأنها رصاصة الرحمة”.

وأضاف “نحاول استحداث أساليب جديدة لإعادة زراعة البن، منها تجديد الحقول الجافة بطين آخر إلا أنها لم تفلح بالشكل الكافي”.

ويُزرع البن في اليمن في مناطق المرتفعات الوسطى والغربية والجنوبية الواقعة على ارتفاع يتراوح بين 700 إلى 2400 متر فوق سطح البحر، حيث المناخ الدافئ والرطب، وكذلك في مناطق يتراوح منسوب مياه الأمطار فيها ما بين 40 سنتيمترا إلى متر، وفقا لبيانات رسمية.


وأشارت دراسات وبحوث إلى تلاشي زراعة البن في اليمن تدريجيا بمرور الوقت نتيجة الظروف المناخية التي أثرت بالفعل على معظم مناطق البن، ومنها منطقة يافع الواقعة على بعد 200 كيلومتر شمال شرقي عدن بجنوب اليمن، وهي أكبر وأهم المناطق اليمنية التي ذاع صيتها بإنتاج أكثر أنواع البن اليمني شهرة.

وإلى جانب يافع، تنتشر زراعة البن في مناطق أخرى منها بني مطر وحراز ومديريتي الحيمة الداخلية والحيمة الخارجية غربي العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى منطقتي بُرع في محافظة الحديدة غربا وبني حماد في تعز جنوب غرب البلاد، وكذلك في محافظة إب بوسط اليمن.

ووفقا لإرشادات متوارثة عن الأجداد خصوصا خلال شهري يوليو وأغسطس اعتاد المزارعون استبدال الطين القاسي بالناعم تسهيلا لعملية إنتاج غير مضنية.

لكن مزارعين في منطقة يافع قالوا لرويترز إن المساحات الحالية المتوفرة بلغت طبقة من الأرض غير صالحة للزراعة، الأمر الذي يعد السبب الرئيسي في فشل زراعة البن منذ أعوام.

وقال محسن ناجي الحربي مالك مزرعة للبن في منطقة يهر في يافع لرويترز “ضرب الجفاف مزارعنا قبل أكثر من 15 عاما، وتصلبت كل الأودية، وهي الشريان الرئيسي لتغذية زراعة البن”.

وأرجع أسباب ركود الإنتاج الزراعي للبن إلى عدم اهتمام الدولة والمستثمرين بفتح أسواق لإعادة تسويق وتصدير المحاصيل وفق رؤية تجارية حديثة.

ويرى مزارعون أن هناك حلولا قد تساعد في ازدهار زراعة البن مثل تغذية وادي يهر بيافع الذي يلتقي عند المصب مع وادي بنا الشهير المنطلق من محافظة إب بوسط البلاد.

وحاولت العديد من المنظمات الدولية تقديم استشارات ومعونات مثل مكافحة الحشرات الآكلة لشجرة البن من الجذوع ولكن دون جدوى، بحسب ما قال علي حسن الناخبي رئيس جمعية “ذي ناخب الزراعية” المهتمة بأشجار البن في يافع.

كما يعزو هؤلاء أسباب التدهور إلى زحف نبات القات إلى مساحات زراعة البن، بالإضافة إلى هجرة الأيدي العاملة الماهرة داخليا أو خارجيا.

ويعاني اليمن من نضوب واسع للآبار الارتوازية وشح المياه ومع ذلك طغت زراعة القات، التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، على معظم المحاصيل المهمة التي من الممكن أن تعود على خزينة الدولة بالعملة الصعبة في وقت تشهد فيه البلاد أزمات اقتصادية وإنسانية قد تدفعها إلى حافة المجاعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى