لابد من إعادة تصحيح البوصلة

> تبدو المناصب الكبيرة للمسؤولين كأنها سجن لا فكاك منه، فالمسؤول كوزير أو مستشار يمارس مهامه ليل نهار، يطًلع ويُناقشْ ويُحَللْ ويُصْدر قرارات، ويدلي بتصريحات ويناشد ويبدي قلقه أوارتياحه حيال ما يحدث في العالم، وإنما يحدث هنا في بلده لا يوجد ما يقلقه وينسى أن هذا وطنه. فتجد اسمه حاضرًا طول السنة.

أما ما يتعلق بوطنه فهم في إجازة وتفرغ من السياسة، يتنفسون فيه الصعداء، ولكنهم يحرصون على أن يتركوا خطوط الاتصال معهم مفتوحة لمتابعة المنح والهبات.

ومن شروط العمل السياسي أقسى من أن تعطى للمسؤول إجازة طويلة.

الوضع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه، وعلى النخب المخلصة للوطن من الحكومة، وعلى الانتقالي إعادة النظر بمقاربته ومواقفه مما يحدث في عدن والخروج من (عنق الزجاجة) والمساعدة في مسألة التعافي المبكر في عدن والمحافظات المحررة.

الشعب يحتاج من يخرجه من الأزمة الطاحنة التي هو فيها، ويعول كثيرًا على المجلس الانتقالي باعتباره المسيطر على الأرض.

الناس تنتظر من المجلس الانتقالي الجنوبي إصدار قرار سياسي كبير، يعيد له كرامته وعزته وكبرياءه.

وفترة الانتظار باتت قصيرة وقصيرة جدًا والوضع لا يحتمل ولا يطاق، ولا ندري من بعد هذا الخذلان والنسيان أن تحدث مفاجآت فاستعدوا لمفاجآت الشعب الصبور.. وإذا ما استمر الوضع هكذا، ستخسر الحكومة الناس كمواطنين.

كفانا شعارات جوفاء وتصريحات فلسفية ووعودًا كاذبة، الشعب يريد خدمات ومرتبات تضمن له حياة كريمة ومتطلباته المعيشية، لا يريد خطابات ولا شعارات سياسية.. فليصطفل السياسيون فيما بينهم، المجلس الانتقالي شعبكم هو ثروة لكم، ومازال يحفظ لكم في قلبه مكانة لكم، فلا تفقدوا مكانتكم وتخسروه كشعب وقاعدة شعبية ومناصرين، إلا سيتحول إلى تسونامي شعبي يجرف كل شيء أمامه، ويعرف كل من وقف أو سكت عن معاناته، باحثًا عن التغيير للأفضل.. للقلوب أنات لا صوت لها ..تحسسوا شعبكم وتواضعوا وخلوكم قريبين منه..

على الانتقالي أن يقوم بتصحيح البوصلة ويعلن حكومة كفاءات تعني بأمور المحافظات المحررة، ويشرع في معالجة الوضع الاقتصادي المتأزم، بالبدء في الخطوات التالية:

1 - بناء تعاونيات استهلاكية كما كانت في الثمانينات، تخدم المواطن في توفير المواد الغذائية الاستهلاكية بأرخص الأسعار وفقًا لبطائق محددة لصرف المواد الغذائية لشهر كامل.

2 - إنشاء صندوق المتقاعدين الاجتماعي التكافلي، للحفاظ على كرامة المتقاعد وما تبقى من حياته معززًا مكرمًا.

3 - إنشاء صندوق العلاج المجاني لذوي الدخل المحدود وعديمي الدخل والمتقاعدين.

4 - بسطوا الإجراءات في الجمارك، فتخفيض او إعفاء جزئي لجمارك المواد الغذائية خلال شهري شعبان ورمضان.

5 - أوقفوا محلات ودكاكين الصرافة وكل من يريد أن يعمل في مجال الصرافة والتحويلات المالية يفتح مصرفًا وفقًا لمعاير وشروط فتح البنوك.

6 - وقف استيراد كل أنواع السيارات من جميع المنافذ.

7 - تقديم تسهيلات بنكية لفتح اعتمادات بنكية لاستيراد المواد الغذائية.

8 - تنشيط عمل المؤسسة الاقتصادية وتقديم لها التسهيلات الجمركية في استراد المواد الغذائية.

9 - إعفاء المصانع والمعامل المحلية من ضرائب الدخل بنسبة 30 – 50 %.

10 - توجيه المشاريع العسكرية ببناء الوحدات السكنية بقروض ميسرة لأعضاء الجمعيات السكنية ضمانًا لاستقرارهم.

11 - تشجيع مشاريع إعادة التدوير لربات البيوت والأرامل عبر الجمعيات والمنظمات المحلية الشريكة للمنظمات المانحة.

12 - تشجيع وإقامة المشاريع الصغيرة للشباب من خلال ربطهم بالمنظمات الدولية المانحة.

13 - وقف تصاريح إقامة مولات والسماح بإقامة مصانع أو معامل للصناعات من منتجات محلية مثل (المنظفات/المعلبات/ التغليف/إعادة التصنيع/الزيوت/الأدوية).

14 - التوجه لدعم الفلاحين بقروض ميسرة لتشجيع على زيادة المحاصيل الزراعية للوصول للاكتفاء.

15 - إنشاء مؤسسات لتسويق للخضار والفواكه والأسماك والمواشي.

فتصريحات المسؤولين التي لا تطمئن ولا تبعث على الاطمئنان.. أيها الكاذبون هل انتهى وقت أكاذيبكم.. وسينتهي صبر الناس، فأسرعوا في إعادة تصحيح البوصلة ولم يعد هناك متسع من الوقت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى