الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على اليمن بين الفعل الجدي والهزلي

> حشدت أمريكا ودول أخرى أساطيلها على ضفاف المتوسط مقابل فلسطين عند بدء إسرائيل عمليات تدمير غزة وشعبها الأعزل، بطائراتها وصواريخها وكل الآلة الحربية التي معها ومع أصدقائها في واقعة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية، فوجود تلك الأساطيل هي لدعم إسرائيل بشكل مباشر ولتهديد الدول والحركات التي تسمي نفسها محور مقاومة من أي تحرك عسكري، لتخفيف الضغط على غزة.

كل الدول وحركات محور المقاومة لم تتحرك بشكل جاد. لإنقاذ غزة ودعمها وتخفيف المعاناة عليها بفتح جبهات على طول نقاط التماس في جنوب لبنان وحدود سوريا وفي العراق واليمن. والكل صمت عدا ضربات محدودة وغير فاعلة، لبرج الاتصالات المطل على لبنان، ولم يدخل أحد منهم معركة حقيقية ضد إسرائيل، وكانوا يهددون ويتوعدون بدخولهم الحرب فيما إذ دخل الجيش الإسرائيلي، لاقتحام غزة ودخل الجيش الإسرائيلي وخاض معارك طاحنة مع المقاومة الفلسطينية، وتعرض لهزائم عدة ومع ذلك ولم يتحرك أحد إلا بعد شهرين. دخل الحوثي وقام بعدة ضربات صاروخية وبعض المسيرات وبعدها هدد بعدم السماح لمرور السفن الإسرائيلية من المرور بالبحر الأحمر، وعلى وجه السرعة تحولت أساطيل أمريكا وبريطانيا ودول أخرى للتواجد في البحر الأحمر، علمًا بأن مضيق باب المندب لا يوجد منه أي تهديد، لأن القوات الجنوبية متواجدة فيه وتقوم بتأمين السفن بالمرور الآمن ولا دخل للحوثي فيه وتواجده في مناطق بعيده عن الممر، ويهدد بالصواريخ والمسيرات السفن العابرة في البحر الأحمر، من اليابسة البعيدة.

الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية دون فعل جدي على الأرض أي دون تحريك قوات الشرعية النائمة لتحرير الأرض ومحاصرته وفرض استسلامه، ستكون مصيرها مثل ما قبلها من الضربات السابقة ولن تستطيع هذه الضربات دك الجبال والبراري في اليمن حتى لو استخدموا سلاح الارض كلها، لكنها ستزيد المضروب تماسكًا وشعبيه باعتباره يدافع عن الكرامة لشعب أصلًا هو بذاته مهدورة كرامته من قبل الحوثي.
  • الحل تعديل السياسة التي كنتم تمارسونها
فأنتم من ساند الحوثي بكل إمكانياتكم في بقائه، ومنع هزيمته ومنعتم تحرير الحديدة، وأنتم من أوعز للبعض بأن يسمح له بالحركة حرًا، ويطل على العالم، وأنتم من سمحتم لشحنات الصواريخ والمسيرات تمر عبر مناطق أنتم تعرفونها، وكان باستطاعتكم أن توقفوها وتمنعوا أحد يوصل له سلاح عبرها.

وأنتم الذين لم تقوموا بواجبكم، وأنتم تتحكمون بالبحار بمنع تدفق الأسلحة عبر السفن والقوارب الصغيرة، وأنتم من سمحتم للمنظمات الدولية بأن تدعمه وتظل في صنعاء تمون أنشطته، وأنتم في أروقة الأمم المتحدة تدافعون عنه باسم الوضع الإنساني، ومنعتم المنظمات التابعة لكم من إدانة جرائمه، أنتم الذين لم تتخذوا إجراءات رادعة لمن يدعمه إقليميًا تسليحًا وسياسيًا ومعنويًا ويجاهر بأنه مع الحوثي يمده بكل أسباب البقاء،إذا أنتم جادون فما عليكم إلا أن تعدلوا السياسة تجاهه فقط، أما حشد الأساطيل وتركها أمامه في البحر الأحمر، لكي تكون أهداف سهلة لم يتوقع أحد ذلك الانتشار، ولا حتى من قبل بحرية دول عالم ثالث.

باب المندب تابع للجنوب وهو الذي يسطر عليه وهو الضامن لمرور الملاحة الدولية بأمان وانتظام، وأما الحوثي فيقوم عبر اليابسة من الأراضي المسيطر عليها من مناطق بعيدة بالصواريخ والمسيرات، والآن الكرة في ملعبكم، ماذا أنتم فاعلون؟ إن كنتم جادين في هزيمة الحوثي، وتأمين الملاحة في البحر الأحمر، فالطريق معروف، وإن كان العكس فلا داعي لعرض المسرحيات الهزلية!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى