خطر الإبهار

> تقول الروايات الشعبية إن حريقًا شب في إحدى المدن، وحين أبلغوا حاكم المدينة قال: أوصل الحريق لحينا؟.. قيل له: لا، فسكت وبعد برهة قيل له إن النيران وصلت إلى حينا، فسأل إن كانت وصلت إلى دارنا، فانفجر أحد الحضور في وجه الحاكم قائلًا: وهل تعتقد أن دارك سينجو وقد حاصرته النيران؟ انفذ بجلدك يا هذا، وهرب فتبعه الآخرون.

أتذكر أنه كان هناك قرار ملزم لسائقي السيارات في الجنوب أن يضعوا طلاءً أخضر اللون على النصف العلوي من كشافات السيارة، وحين وعينا عرفنا أن ذلك يهدف إلى منع إبهار ضوء السيارة ليلًا كيلا يؤثر على رؤية السائق في الاتجاه المعاكس، فيمنع حوادث الاصطدام أو الخروج عن مسار الطريق.

للإبهار صور كثيرة، لكن هناك مفهوم شامل وهو الإلهاء عن جواهر المسائل والانشغال بمظاهرها، فالإبهار والبذخ الذي صاحب ضيوف صنعاء القادمين من عدن بعد الوحدة هو الذي حجب رؤية ما كان يخطط له حكام صنعاء آنذاك، وقال لي أحد الأصدقاء إن الإبهار والبذخ الذي لقيه أبناء الزمرة بعد خروجهم من الجنوب كان قد قلل من حماسهم للعودة إلى الجنوب.

مظاهر الإبهار والأبهة هي مظاهر خادعة تمنع صاحبها من رؤية الواقع كما هو، ويمكن القول إن مظاهر الإبهار التي تعيشها النخب السياسية، عمومًا، اليوم هي التي تكبح حماستها للتغيير خوفًا من القادم، مع أنهم يدركون أن هذه مجرد مظاهر مؤقتة قد يحاولون إطالتها لكنهم في نهاية المطاف سيغادرونها، ولهم الخيار في طريقة المغادرة بين الترحيب في حضن شارعهم، أو طريق من سبقوهم.

ورحم الله تعالى شهداء الجنوب الأبرار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى