تذكرة.. عن صناعة المواقف!!

> في عام 2007م ذات ليلة من أمسيات الثورة الجنوبية السلمية، كنت ألقي محاضرة مرتجلة متواضعة في مجموعة من الرفاق النشطاء وغيرهم، معظمهم مازال حيًا يرزق، شاهدًا على ما أقول، كانت المحاضرة: عن «كيفية مقاومة الظلم والهيمنة.. من خلال تشكيل مقاومة نفسية تخلق من روحها أرادة قوية، لتكوين موقف موحد لمواجهة الظلم والهيمنة والاستكبار، الذي تمارسه سلطة النظام الفاسد ومتنفذوها ضد الشعب الجنوبي منذ 1994م».

وكان في الحاضرين ناس ربما يجهلون ما أقول أو يتجاهلون ذلك بقصد، لأسباب سياسية في حينها، سألني أحد الحاضرين ولكن من أين لكم المال، لتنفقوا على أنشطتكم في وجه الآله العسكرية والسياسية والإعلامية، التي يمتلكها نظام عفاش إلخ... وقد يكون سؤال منطقي في شكله، وفي باطنه يهدف إلى إحباط الحاضرين، وحرف مسار المحاضرة والتشكيك في أهدافها!

قلت له دون تردد أو تأخير(المال وحده لا يصنع المواقف.. ثم أضفت بالقول: يا إخواني العقيدة والإرادة والعلم والثقافة والمرجلة، هما من يصنعان المواقف.. (أريد هنا أن يكون لكم موقف موحد، وأن لا تكونوا مسلوبي الإرادة، خوفًا من عدم توفر المال، بعقيدتكم وإرادتكم وعلمكم وجهدكم ورجولتكم واستبسالكم.. سيأتي المال، اجعلوا من أنفسكم أنتم من يستخدم المال لا تتركوا المال يستخدمكم).

اليوم أرى أن رجال الأمس غير موجودين اليوم، ربما تم تهميشهم، أو إقصاؤهم أو أنه تم حرف مسار الأهداف، التي ناضلوا من أجل تحقيقها لهذا أزيحوا عن المشهد!!

حيث يبدو اليوم أن الناس مستسلمون، يستخدمهم المال استخدامًا سيئًا للغاية،

الخلاصة

أكرر ما قلته في الأمس.. المال وحده لا يصنع المواقف.. العقيدة والإرادة والعلم والاجتهاد والمرجلة هي من تصنع المواقف.. المال وسيلة إذا أحسنت استخدامها قد يكون لصالحك وإذا أسأت استخدامه قد يكون ضدك.

قد يصنع المال أشباه، لكنه لا يصنع الرجال.. ولكن الرجال هم من يصنعون المال، والنساء أيضًا تصنع المال بعد مشيئة الله تعالى.

بكل تأكيد التبديل بالمواقف في القضايا الهامة، يضعف الفعل ومن فقد العقيدة والإرادة لن يفيده المال في تحديد المواقف، وإنجاز هدف مشرف ذات أبعاد مصيرية أو إنسانية، ولن يكون بمقدوره استخدام المال كما يشاء، بل سيستخدمه المال استخدامًا مهينًا كيفما شاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى