غيل باوزير المدينة التي تتربع على عرش النظافة والجمال بساحل حضرموت
> استطلاع/ محمد سعد عباد
> غيل باوزير هي إحدى مدن محافظة حضرموت إذ تعد المدينة الأولى في النظافة على مستوى الساحل، وقد تم منحها هذا الاعتراف من بين جميع المديريات لعدة سنوات، وظلت هذه المدينة النظيفة تحافظ على هذا التميز والتفرد بفضل الجهود المستمرة لمهندسي النظافة أولا والوعي المجتمعي لسكانها الذين يوقنون حقًا أن النظافة ثقافة.
جوانب كثيرة تتميز بها غيل باوزير جعلتها مدينة جميلة تسر الناظرين والزائرين إليها فهي دائمًا تحظى بإشادات كبيرة بالمستوى الذي وصلت إليه على الرغم من الإمكانات القليلة التي يمتلكها مشروع النظافة والتحسين بالمديرية إلا أن العمل الدؤوب من قبل جنود يخلطون الليل بالنهار دون كلل أو ملل وقيادة حكيمة ورشيدة تسعى لتوفير متطلبات ما يمكن الحصول عليه، جميع هؤلاء يقدمون جهودًا كبيرة من أجل سلامة المجتمع والمحافظة عليه وإسعاده بجمال الطبيعة وترويه النفس ببيئة نظيفة وصحية.
وقد قُدرت أهمية النظافة لدى أهالي مديرية غيل باوزير باهتمام بالغ وهو ما انعكس على الأماكن ونظافتها، متمثلًا في وضعهم للقمامة في الأماكن المخصصة، سواءً بالأمور المتعلقة بمخلفات البيت أو في أثناء تواجدهم بالحدائق والمتنزهات والشوارع، كما أن بروز اللون الأخضر على أشجارها دليل على الاهتمام والحرص لإظهار جمالها الطبيعي.
على مر التاريخ فقد تصدرت مدينة غيل باوزير وما زالت تتصدر الجميع في كونها بالمقدمة والصدارة دائمًا فالنظافة والجمال مقترنان ومتصلان بالتراث والثقافة والتعليم والفن وغيرها من المجالات التي تتميز بها هذه المدينة مما أسهم في تعزيز الالتزام بالنظافة والحفاظ على جماليتها بشكل عام.
اليوم أصبحت غيل باوزير نموذجًا يحتذى به عمومًا من حيث النظافة والمظهر الجمالي، وفي كيفية الاهتمام بتحسين مظهرها ورؤيتها، هكذا هي غيل باوزير، وتزامناً مع أسبوع النظافة والبيئة للعام 2024م الذي ينظمه صندوق النظافة والتحسين بساحل حضرموت كل عام، قمنا بإعداد هذا الاستطلاع مع عدد من أبناء غيل باوزير، للتعرف عما يميز المدينة في كونها في الصدارة لسنوات على مستوى النظافة بساحل حضرموت، نتابع في السطور الآتية:
رقي حضاري وجمال
في البداية، تحدث الأكاديمي والمستشار في التنمية المستدامة الدكتور وجدي عبدالرحمن باوزير، قائلا إن "ما يميز غيل باوزير في النظافة هو ثقافة الأهالي وحبهم للنظافة وحرصهم على نظافة منازلهم وأحيائهم حيث إنهم يزرعون هذا في أبنائهم الصغار ويشاركونهم في عملية النظافة".
وأضاف باوزير أن "غيل باوزير مدينة نظيفة ومهندسي النظافة هم من أبنائها ولا يوجد فيهم أي غريب حيث أنه توجد علاقة واحترام متبادل بين سكان المدينة والمهندسين لهذا حققت المدينة المركز الأول في النظافة والجمال، وأنا أشعر بالفخر والاعتزاز كوني أنتمي لهذه المدينة خاصة حينما يذكرها الآخرون ويثنون على مواطن الجمال والرقي الحضاري ويتمنون أن تكون مناطقهم ومدنهم تشابه غيل باوزير".
ويرى باوزير أن "المدينة تحتاج إلى إضافة ممشى لممارسة الرياضة مع تنسيق جمالي يعكس الوجه الحضاري ويضيف رونق وإبداع لمدينة العلم والثقافة مع إعادة زراعة الأشجار التي تبت روائح عطرة والتي قد كانت موجودة في السابق".
النظافة مسؤولية الجميع
أشار الدكتور ماجد سالم بن مسلّم أستاذ علم المايكرو بيولوجي المساعد بجامعة حضرموت إلى إن "أهم المميزات التي تجعل المجتمع راقيًا كمجتمع غيل باوزير نظيفًا هو الوعي المجتمعي لدى المواطنين أولًا، فالمواطن هو سر نظافة المدينة على رغم من وجود بعض الاستثناءات إلا أن المواطنين بصفة عامة لديهم من الوعي ما يكفي لإبراز مدينتهم نظيفة، وثانياً هي الإدارة المسؤولة عن تنظيم نظافة المديرية لا تألوا جهداً في متابعة مسؤولية النظافة وجعلته نبراساً على عاتقها".
وقال مسلّم إن "تقييمي العام لنظافة غيل باوزير لا يتعدى الجيد جدًا، فهناك ما يفسد براءة هذه النظافة وعلى رأسها وجود سوق القات الذي لوث مدخل المديرية بالأكياس البلاستيكية العدوه للبيئة وكذلك ما نلاحظه باستمرار من تلوث هوائي بسبب حرائق مكبات القمامة".
ويرى مسلّم بحسب انطباعه الشخصي إن "لكل شيء إذا ما تم نقصان، ولكن التعاون وتكاتف الأيادي باعتبار النظافة مسؤولية الجميع ككل من مسؤول ومواطن، وهذا دليل على رقي أخلاق أهلها الذين يرسمون دائماً لوحات من الجمال وخاصة شبابها، وأن تحظى غيل باوزير بأجمل وأنظف مدينة أعده فخر لي فهي مدينتي".
رؤية متميزة
تحدث الإعلامي والصحفي القدير عمر فرج عُبّد رئيس التحرير لمجلة نفط حضرموت عن رؤيته تجاه النظافة بالمديرية، حيث قال إن "رؤيتي هي أن تبقى غيل باوزير بهذا الجمال والنظافة والحفاظ على هذا التميز يعطي لهذه المدينة متطلبات التقنية في التطوير والتأهيل والعناية بمهندسي النظافة وتحفيزهم فهؤلاء نجدهم في أيام الأسبوع كافة والإجازات الرسمية حيث لا ينقطعون عن أداء مهمتهم النبيلة لِدى وجب تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية الكاملة لهم ولجهودهم التي أحدثت ظفرة في مجال الرقي ، فمهندسي النظافة تُرفع لهم القبعات، ونهنئهم في هذه الذكرى الوطنية المجيدة (أسبوع النظافة والبيئة) تقديرًا لهم فهم قد أعطوا لنا درسًا بليغًا في الصبر لإبراز مدينتنا بهذه الصورة الجمالية".
وأشار عُبّد إلى إن "ما جعل المدينة مميزة والأكثر تميزًا مهندسي النظافة وقيادتهم الرشيدة حيث ضحوا بوقتهم في جعل المدينة من أنظف المدن وتناسق في جمال تشجير شوارعها الرئيسية، حتى أصبحت تحفة إبداعية، وخلق أفكار قيادتها أعطت مدلولها العميق للمدن المتحضرة، ونحن كمواطنين نفتخر بثقافتنا والتي تعد النظافة جزء منها، حيث نجد الأماكن المخصصة من حاويات وبراميل بلاستيكية لرمي المقامة منتشرة بشكل كبير لتسهيل عمل جمع القمامة دون أن تعترض المواطن صعوبة في ذلك، وهذا ساعد أبناء غيل باوزير في الحفاظ على نظافة مدينتهم مما نتج عنه تربعها في صدارة المدن في الجمال والنظافة".
وعي وثقافة
الشاب القانوني المحامي سعيد صالح برعية أكد أن "الوعي والثقافة التي ستود أبناء غيل باوزير ومساعدتهم لمهندسي النظافة هذا ما جعل المدينة تتربع على عرش النظافة لسنوات طويلة، كما أن مستوى المظهر الجمالي للمنطقة يزداد يوم بعد يوم إلى الأفضل وهذا يدل على العمل المتواصل الذي يقوم به مهندسو النظافة وصُناع الجمال بمشروع النظافة والتحسين بالمديرية بقيادة المدير غسان محمد بن دحمان، وخلفهم جهود السلطة المحلية".
وأشاد برعية بالجهود المبذولة من قبل مهندسي النظافة الذين يقدمون قصارى جهدهم لكي ترتقي غيل باوزير بمظهر جمالي نظيف، مقدمًا لهم كل الشكر لكل الكوادر العاملة على ما يقدمونه من جهد جبار وعمل متفانٍ يظهر هذه النظافة والجمال.
النظافة إرث قديم
بدوره، قال صالح يسلم الحوري مدير مجمع غيل باوزير للتعليم المسائي للبنين إن "ما نشاهده من مستوى نظافة عالٍ في مديرية غيل باوزير ومظاهر جمالية وحضارية نريدها أن ترتقي أكثر حتى نظل في المحافظة على ما وصلنا إليه فالوصول إلى القمة سهل لكن الأصعب أن تظل دائمًا محافظاً على ما وصلت إليه وهذا لن يبقى إلا بالتوعية المستمرة والتحفيز المادي والمعنوي لكل من له دور في هذا المكتسب من إدارة ومهندسين وسائقين".
وأوضح الحوري إن "ليس من الغريب أن تتصدر غيل باوزير قائمة أنظف مدينة في ساحل حضرموت لسنوات عدة، فغيل باوزير لها إرث وثقافة في نظافة البيئة منذ أمد بعيد حيث إنها في العهد القديم كان هناك رجلًا اسمه (سعيد أحمد سواحلي) يعمل مفتش صحي ومسؤول بلدي عمله نشر الوعي وغرسه في عامة الناس فهو يتجول في الشوارع والأحياء يحذر الناس من عواقب رمي القمامة وكذلك مجاري الصرف الصحي التي كانت سائحة في الشوارع، مرة بالتحذير الشفوي ومرة بالاستدعاء، فأصبح لذا المواطنين وعيًا كاملًا توارثته الأجيال وما نحن عليه اليوم إلا من تلك البذرة التي غرسها ذلك الرجل الناصح يرحمه الله".
وقال الحوري إن "اليوم ومن ذلك الزمان فقد اعتاد الصغير والكبير من أبناء المدينة على هذه الطباع والسلوكيات فنلاحظ جمالية الشوارع من حيث خلوها من الأوساخ وكذا وجود الخضرة والأشجار المعمرة أو الزهور والورود لا يعبث بها طفلاً ولا ماراً مهما كان جمال الزهرة أو الوردة فهي ملك للجميع، فنظافة المدينة والمحافظة على بيئتها نظيفة هذا لا ينعكس على أبنائها فقط وإن ما أيضاً على كل زائر لها حتى يقتدي بها الجميع، كذلك نطالب لتطوير المشروع بالمديرية بتوفير كباسات أسوةً بالمديريات المجاورة لإنجاز أعمال أكثر".
سلوك واهتمام
يرى أحمد عمر بكران وهو أحد الشخصيات الاجتماعية أن "ما يميز المجتمع في غيل باوزير هو اهتمامهم وحرصهم بأن تكون النظافة سلوكا اعتادوا عليه وهو ما جعل المدينة تتحصل على لقب أفضل مدينة من حيث النظافة على مستوى مدن ساحل حضرموت".
ولفت بكران إلى إن "غيل باوزير على الرغم من هذا التميز والمظهر الحضاري الذي تتفرد به إلا أنها تحتاج إلى دعم من قبل السلطة المحلية والجهات المانحة، كما تحتاج المدينة أيضا إلى إرفادها بالمعدات الحديثة وإلى أخذ الاهتمام بالمدينة مثل باقي المدن".
غيل باوزير نموذجًا
عبّر سالم أحمد شيخ باوزير عاقل حارة حي 22 مايو عن ارتياحه الكبير للجهود العظيمة التي يبذلها مهندسو النظافة بمشروع النظافة والتحسين بغيل باوزير، والدور المتميز والأداء الذي يقدمونه مهندسي النظافة إلى جانب الكادر الإداري بالمشروع لإظهار المدينة بهذا الشكل الأكثر من رائع، والذي جعل من غيل باوزير نموذجاً من بين باقي المدن بساحل حضرموت الأمر الذي عكس نفسه باختيارها أنظف مدينة.
ووجه باوزير دعوة إلى أبناء المديرية لمساعدة مهندسي النظافة والحفاظ عليهم وتسهيل عملهم أثناء تأدية مهامهم دون أن تعترض طريقهم الأشياء المؤذية مثل الإبر والزجاج وغيرها من الأشياء الحادة، حيث يجب وضعها في علب مغلقة بحيث لا تؤذي ولا تجرح مهندسي النظافة خلال عملهم، داعياً إلى الاهتمام بهذه الفئة وإعطائهم كل حقوقهم المستحقة نظير عملهم الجبار.
عمل مستمر ورسائل عظيمة
أما محمد سالم باكحيل وهو شاب ناشط في المجال الاجتماعي فقال إن "بناء الإنسان قبل بناء الأوطان حيث نجد في مدينة غيل باوزير أن المواطن يشعر أن نظافة المدينة والبيئة المحيطة به جزء من حياته التي يعيش فيها وبذلك كل واحد منا يدرك أهمية النظافة وأهمية أن تبقى مدينة غيل باوزير في أجمل صورة، وكذلك أيضا قيادة مشروع النظافة والتحسين بالمديرية المتمثلة في مديره غسان محمد بن دحمان وبقية موظفي هذه الدائرة الناجحة، واهتمامهم بالنظافة وعملهم الدؤوب وتفاعلهم مع شكاوى واقتراحات المواطنين جعلهم في تصحيح دائم لأي خطأ أو تقصير، وهذا ما أثمر على خلق روح العمل الواحد بين القيادة والمواطنين مما أسهم في وجود مديرية غيل باوزير في مقدمة مدن ساحل حضرموت لعدة سنوات هي أنظف وأجمل مدينة".
وأعرب باكحيل عن شعوره بالفخر تجاه مهندسي النظافة، قائلا: "ما تقدمونه جعلنا نتباهى بكم وبالمدينة في كل المجالس والأماكن التي تستحق أن نذكركم فيها، فأنتم ترسلون لنا وللجميع رسائل عظيمة المحتوى تحمل في طياتها الكثير من التضحيات الكثير من الجهد المبذول الكثير من العمل الإنساني، فكلمة شكرًا قليلة في حقكم ولا توفي العمل الكبير الغير المنقطع ليلًا ونهارًا لا يتوقف في إجازة أو أعياد، نسأل الله أن يحميهم من أي مكروه وأن يجزيهم خيرًا على ما تقدمونه من خدمة دينية أولا ثم إنسانية ومجتمعية لمدينة غيلنا الحبيبة".
خدمة قيمة يقدمها مهندسو النظافة للمجتمع والذين هم جزء لا يتجزأ منه فعملهم يتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا تعترضه تحديات وصعاب إلا أنهم مع ذلك يواصلون العمل ويتحملون أعباء المشقة والتعب ويواجهون الأوقات الصعبة بتفاؤل واجتهاد وبصبر وثبات ويأدون مهامهم بكفاءة وتفانٍ، ويسعون جاهدين لأجل سلامة المجتمع والمحافظة عليه نظيفًا والحد من انتشار الأمراض وتلوث البيئة، وستظل مساهمتهم من دون شك قيمة جوهرية تستحق الاحترام والتقدير والثناء دائمًا.
خاص لـ"الأيام"
جوانب كثيرة تتميز بها غيل باوزير جعلتها مدينة جميلة تسر الناظرين والزائرين إليها فهي دائمًا تحظى بإشادات كبيرة بالمستوى الذي وصلت إليه على الرغم من الإمكانات القليلة التي يمتلكها مشروع النظافة والتحسين بالمديرية إلا أن العمل الدؤوب من قبل جنود يخلطون الليل بالنهار دون كلل أو ملل وقيادة حكيمة ورشيدة تسعى لتوفير متطلبات ما يمكن الحصول عليه، جميع هؤلاء يقدمون جهودًا كبيرة من أجل سلامة المجتمع والمحافظة عليه وإسعاده بجمال الطبيعة وترويه النفس ببيئة نظيفة وصحية.
وقد قُدرت أهمية النظافة لدى أهالي مديرية غيل باوزير باهتمام بالغ وهو ما انعكس على الأماكن ونظافتها، متمثلًا في وضعهم للقمامة في الأماكن المخصصة، سواءً بالأمور المتعلقة بمخلفات البيت أو في أثناء تواجدهم بالحدائق والمتنزهات والشوارع، كما أن بروز اللون الأخضر على أشجارها دليل على الاهتمام والحرص لإظهار جمالها الطبيعي.
اليوم أصبحت غيل باوزير نموذجًا يحتذى به عمومًا من حيث النظافة والمظهر الجمالي، وفي كيفية الاهتمام بتحسين مظهرها ورؤيتها، هكذا هي غيل باوزير، وتزامناً مع أسبوع النظافة والبيئة للعام 2024م الذي ينظمه صندوق النظافة والتحسين بساحل حضرموت كل عام، قمنا بإعداد هذا الاستطلاع مع عدد من أبناء غيل باوزير، للتعرف عما يميز المدينة في كونها في الصدارة لسنوات على مستوى النظافة بساحل حضرموت، نتابع في السطور الآتية:
رقي حضاري وجمال
في البداية، تحدث الأكاديمي والمستشار في التنمية المستدامة الدكتور وجدي عبدالرحمن باوزير، قائلا إن "ما يميز غيل باوزير في النظافة هو ثقافة الأهالي وحبهم للنظافة وحرصهم على نظافة منازلهم وأحيائهم حيث إنهم يزرعون هذا في أبنائهم الصغار ويشاركونهم في عملية النظافة".
وأضاف باوزير أن "غيل باوزير مدينة نظيفة ومهندسي النظافة هم من أبنائها ولا يوجد فيهم أي غريب حيث أنه توجد علاقة واحترام متبادل بين سكان المدينة والمهندسين لهذا حققت المدينة المركز الأول في النظافة والجمال، وأنا أشعر بالفخر والاعتزاز كوني أنتمي لهذه المدينة خاصة حينما يذكرها الآخرون ويثنون على مواطن الجمال والرقي الحضاري ويتمنون أن تكون مناطقهم ومدنهم تشابه غيل باوزير".
ويرى باوزير أن "المدينة تحتاج إلى إضافة ممشى لممارسة الرياضة مع تنسيق جمالي يعكس الوجه الحضاري ويضيف رونق وإبداع لمدينة العلم والثقافة مع إعادة زراعة الأشجار التي تبت روائح عطرة والتي قد كانت موجودة في السابق".
النظافة مسؤولية الجميع
أشار الدكتور ماجد سالم بن مسلّم أستاذ علم المايكرو بيولوجي المساعد بجامعة حضرموت إلى إن "أهم المميزات التي تجعل المجتمع راقيًا كمجتمع غيل باوزير نظيفًا هو الوعي المجتمعي لدى المواطنين أولًا، فالمواطن هو سر نظافة المدينة على رغم من وجود بعض الاستثناءات إلا أن المواطنين بصفة عامة لديهم من الوعي ما يكفي لإبراز مدينتهم نظيفة، وثانياً هي الإدارة المسؤولة عن تنظيم نظافة المديرية لا تألوا جهداً في متابعة مسؤولية النظافة وجعلته نبراساً على عاتقها".
وقال مسلّم إن "تقييمي العام لنظافة غيل باوزير لا يتعدى الجيد جدًا، فهناك ما يفسد براءة هذه النظافة وعلى رأسها وجود سوق القات الذي لوث مدخل المديرية بالأكياس البلاستيكية العدوه للبيئة وكذلك ما نلاحظه باستمرار من تلوث هوائي بسبب حرائق مكبات القمامة".
ويرى مسلّم بحسب انطباعه الشخصي إن "لكل شيء إذا ما تم نقصان، ولكن التعاون وتكاتف الأيادي باعتبار النظافة مسؤولية الجميع ككل من مسؤول ومواطن، وهذا دليل على رقي أخلاق أهلها الذين يرسمون دائماً لوحات من الجمال وخاصة شبابها، وأن تحظى غيل باوزير بأجمل وأنظف مدينة أعده فخر لي فهي مدينتي".
رؤية متميزة
تحدث الإعلامي والصحفي القدير عمر فرج عُبّد رئيس التحرير لمجلة نفط حضرموت عن رؤيته تجاه النظافة بالمديرية، حيث قال إن "رؤيتي هي أن تبقى غيل باوزير بهذا الجمال والنظافة والحفاظ على هذا التميز يعطي لهذه المدينة متطلبات التقنية في التطوير والتأهيل والعناية بمهندسي النظافة وتحفيزهم فهؤلاء نجدهم في أيام الأسبوع كافة والإجازات الرسمية حيث لا ينقطعون عن أداء مهمتهم النبيلة لِدى وجب تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية الكاملة لهم ولجهودهم التي أحدثت ظفرة في مجال الرقي ، فمهندسي النظافة تُرفع لهم القبعات، ونهنئهم في هذه الذكرى الوطنية المجيدة (أسبوع النظافة والبيئة) تقديرًا لهم فهم قد أعطوا لنا درسًا بليغًا في الصبر لإبراز مدينتنا بهذه الصورة الجمالية".
وأشار عُبّد إلى إن "ما جعل المدينة مميزة والأكثر تميزًا مهندسي النظافة وقيادتهم الرشيدة حيث ضحوا بوقتهم في جعل المدينة من أنظف المدن وتناسق في جمال تشجير شوارعها الرئيسية، حتى أصبحت تحفة إبداعية، وخلق أفكار قيادتها أعطت مدلولها العميق للمدن المتحضرة، ونحن كمواطنين نفتخر بثقافتنا والتي تعد النظافة جزء منها، حيث نجد الأماكن المخصصة من حاويات وبراميل بلاستيكية لرمي المقامة منتشرة بشكل كبير لتسهيل عمل جمع القمامة دون أن تعترض المواطن صعوبة في ذلك، وهذا ساعد أبناء غيل باوزير في الحفاظ على نظافة مدينتهم مما نتج عنه تربعها في صدارة المدن في الجمال والنظافة".
وعي وثقافة
الشاب القانوني المحامي سعيد صالح برعية أكد أن "الوعي والثقافة التي ستود أبناء غيل باوزير ومساعدتهم لمهندسي النظافة هذا ما جعل المدينة تتربع على عرش النظافة لسنوات طويلة، كما أن مستوى المظهر الجمالي للمنطقة يزداد يوم بعد يوم إلى الأفضل وهذا يدل على العمل المتواصل الذي يقوم به مهندسو النظافة وصُناع الجمال بمشروع النظافة والتحسين بالمديرية بقيادة المدير غسان محمد بن دحمان، وخلفهم جهود السلطة المحلية".
وأشاد برعية بالجهود المبذولة من قبل مهندسي النظافة الذين يقدمون قصارى جهدهم لكي ترتقي غيل باوزير بمظهر جمالي نظيف، مقدمًا لهم كل الشكر لكل الكوادر العاملة على ما يقدمونه من جهد جبار وعمل متفانٍ يظهر هذه النظافة والجمال.
النظافة إرث قديم
بدوره، قال صالح يسلم الحوري مدير مجمع غيل باوزير للتعليم المسائي للبنين إن "ما نشاهده من مستوى نظافة عالٍ في مديرية غيل باوزير ومظاهر جمالية وحضارية نريدها أن ترتقي أكثر حتى نظل في المحافظة على ما وصلنا إليه فالوصول إلى القمة سهل لكن الأصعب أن تظل دائمًا محافظاً على ما وصلت إليه وهذا لن يبقى إلا بالتوعية المستمرة والتحفيز المادي والمعنوي لكل من له دور في هذا المكتسب من إدارة ومهندسين وسائقين".
وأوضح الحوري إن "ليس من الغريب أن تتصدر غيل باوزير قائمة أنظف مدينة في ساحل حضرموت لسنوات عدة، فغيل باوزير لها إرث وثقافة في نظافة البيئة منذ أمد بعيد حيث إنها في العهد القديم كان هناك رجلًا اسمه (سعيد أحمد سواحلي) يعمل مفتش صحي ومسؤول بلدي عمله نشر الوعي وغرسه في عامة الناس فهو يتجول في الشوارع والأحياء يحذر الناس من عواقب رمي القمامة وكذلك مجاري الصرف الصحي التي كانت سائحة في الشوارع، مرة بالتحذير الشفوي ومرة بالاستدعاء، فأصبح لذا المواطنين وعيًا كاملًا توارثته الأجيال وما نحن عليه اليوم إلا من تلك البذرة التي غرسها ذلك الرجل الناصح يرحمه الله".
وقال الحوري إن "اليوم ومن ذلك الزمان فقد اعتاد الصغير والكبير من أبناء المدينة على هذه الطباع والسلوكيات فنلاحظ جمالية الشوارع من حيث خلوها من الأوساخ وكذا وجود الخضرة والأشجار المعمرة أو الزهور والورود لا يعبث بها طفلاً ولا ماراً مهما كان جمال الزهرة أو الوردة فهي ملك للجميع، فنظافة المدينة والمحافظة على بيئتها نظيفة هذا لا ينعكس على أبنائها فقط وإن ما أيضاً على كل زائر لها حتى يقتدي بها الجميع، كذلك نطالب لتطوير المشروع بالمديرية بتوفير كباسات أسوةً بالمديريات المجاورة لإنجاز أعمال أكثر".
سلوك واهتمام
يرى أحمد عمر بكران وهو أحد الشخصيات الاجتماعية أن "ما يميز المجتمع في غيل باوزير هو اهتمامهم وحرصهم بأن تكون النظافة سلوكا اعتادوا عليه وهو ما جعل المدينة تتحصل على لقب أفضل مدينة من حيث النظافة على مستوى مدن ساحل حضرموت".
ولفت بكران إلى إن "غيل باوزير على الرغم من هذا التميز والمظهر الحضاري الذي تتفرد به إلا أنها تحتاج إلى دعم من قبل السلطة المحلية والجهات المانحة، كما تحتاج المدينة أيضا إلى إرفادها بالمعدات الحديثة وإلى أخذ الاهتمام بالمدينة مثل باقي المدن".
غيل باوزير نموذجًا
عبّر سالم أحمد شيخ باوزير عاقل حارة حي 22 مايو عن ارتياحه الكبير للجهود العظيمة التي يبذلها مهندسو النظافة بمشروع النظافة والتحسين بغيل باوزير، والدور المتميز والأداء الذي يقدمونه مهندسي النظافة إلى جانب الكادر الإداري بالمشروع لإظهار المدينة بهذا الشكل الأكثر من رائع، والذي جعل من غيل باوزير نموذجاً من بين باقي المدن بساحل حضرموت الأمر الذي عكس نفسه باختيارها أنظف مدينة.
ووجه باوزير دعوة إلى أبناء المديرية لمساعدة مهندسي النظافة والحفاظ عليهم وتسهيل عملهم أثناء تأدية مهامهم دون أن تعترض طريقهم الأشياء المؤذية مثل الإبر والزجاج وغيرها من الأشياء الحادة، حيث يجب وضعها في علب مغلقة بحيث لا تؤذي ولا تجرح مهندسي النظافة خلال عملهم، داعياً إلى الاهتمام بهذه الفئة وإعطائهم كل حقوقهم المستحقة نظير عملهم الجبار.
عمل مستمر ورسائل عظيمة
أما محمد سالم باكحيل وهو شاب ناشط في المجال الاجتماعي فقال إن "بناء الإنسان قبل بناء الأوطان حيث نجد في مدينة غيل باوزير أن المواطن يشعر أن نظافة المدينة والبيئة المحيطة به جزء من حياته التي يعيش فيها وبذلك كل واحد منا يدرك أهمية النظافة وأهمية أن تبقى مدينة غيل باوزير في أجمل صورة، وكذلك أيضا قيادة مشروع النظافة والتحسين بالمديرية المتمثلة في مديره غسان محمد بن دحمان وبقية موظفي هذه الدائرة الناجحة، واهتمامهم بالنظافة وعملهم الدؤوب وتفاعلهم مع شكاوى واقتراحات المواطنين جعلهم في تصحيح دائم لأي خطأ أو تقصير، وهذا ما أثمر على خلق روح العمل الواحد بين القيادة والمواطنين مما أسهم في وجود مديرية غيل باوزير في مقدمة مدن ساحل حضرموت لعدة سنوات هي أنظف وأجمل مدينة".
وأعرب باكحيل عن شعوره بالفخر تجاه مهندسي النظافة، قائلا: "ما تقدمونه جعلنا نتباهى بكم وبالمدينة في كل المجالس والأماكن التي تستحق أن نذكركم فيها، فأنتم ترسلون لنا وللجميع رسائل عظيمة المحتوى تحمل في طياتها الكثير من التضحيات الكثير من الجهد المبذول الكثير من العمل الإنساني، فكلمة شكرًا قليلة في حقكم ولا توفي العمل الكبير الغير المنقطع ليلًا ونهارًا لا يتوقف في إجازة أو أعياد، نسأل الله أن يحميهم من أي مكروه وأن يجزيهم خيرًا على ما تقدمونه من خدمة دينية أولا ثم إنسانية ومجتمعية لمدينة غيلنا الحبيبة".
خدمة قيمة يقدمها مهندسو النظافة للمجتمع والذين هم جزء لا يتجزأ منه فعملهم يتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا تعترضه تحديات وصعاب إلا أنهم مع ذلك يواصلون العمل ويتحملون أعباء المشقة والتعب ويواجهون الأوقات الصعبة بتفاؤل واجتهاد وبصبر وثبات ويأدون مهامهم بكفاءة وتفانٍ، ويسعون جاهدين لأجل سلامة المجتمع والمحافظة عليه نظيفًا والحد من انتشار الأمراض وتلوث البيئة، وستظل مساهمتهم من دون شك قيمة جوهرية تستحق الاحترام والتقدير والثناء دائمًا.
خاص لـ"الأيام"