بكل أمانة وصدق أقول أن الأخ رئيس الوزراء ووزير الخارجية في نزوله وتفقده لمرافق الدولة والوزارات خلقت حالة إيجابية في نفوس المواطنين الذين افتقدوا مثل هذا الأمر من المسؤولين في الفترات السابقة. بل كان الشعور العام أن المواطن تطحنه متطلبات الحياة ورداءة الخدمات والمسؤولون في برجهم العاجي غائبون أو مغيبون عن الأزمة الطاحنة التي تعصف بالشعب. فذاك محتجب في قلعة (معاشيق) وذاك في خارج الوطن تاركًا وزارته أو إدارته أو مصلحته لمن هم في مستوى أقل من مستوى اتخاذ القرار. والبعض محلك سر لا يؤدون خدمة حقيقية للمواطنين بقدر ما يضايقون حركة المرور في المدينة المنكوبة بحكمهم بالحراسات المبالغ فيها والاستعراض في الشوارع وكل ما قدموه هو تحسين وترتيب أوضاعهم الشخصية وللمقربين منهم.
الآن نشعر أن هناك مسؤولًا بحجم الأخ رئيس الوزراء بمقدرته الحركة وتفقد الوزارات والمؤسسات والمصالح ليطلع على الأداء والانضباط الوظيفي ووضع الموارد ويتخذ الإجراءات الفورية الكفيلة بوضع حد لهذا العبث والانهيار والفساد الجاثم على صدورنا دون تغيير منذ عشر سنوات.
وكانت زيارة دولة رئيس الوزراء لمصلحة الضرائب كما شاهدناها تعطي انطباعًا إيجابيًّا للمواطنين بأن الرجل منحاز لقضاياهم وأن رحلة الفساد ونهب المال العام وخلق الأزمات للمواطنين قد آن لها أن ترحل وتنتهي، مع عدم إغفال مبدأ المحاسبة للمسؤولين الفاسدين والفاشلين الذين عاثوا في الأرض فسادًا.
ولكن اليد الواحدة لا تصفق، ومثل هذا العمل الذي يقوم به رئيس الوزراء بحاجة لدعم شعبي واسع والاشتراك في كل خطوات المحاسبة والتصحيح وتشكيل سياج جماهيري داعم وضاغط لصالح التغيير المنشود ومواجهة غول الفساد الذي أضر بنا جميعًا وأوصل شعبنا إلى حافة المجاعة.
والله من وراء القصد.