يجب الوقوف مع ابن مبارك

> قبل أشهر كانت لي وقفة نقدية في "الأيام" الغراء مع الأداء المتعثر في وزارة الخارجية؛ وزارة الأخ أحمد عوض بن مبارك، ولم يكن الأمر شخصيًا البتة، وقد تناولت الأسوأ في مراحل الخارجية على عهد السيد المخلافي، إذ أن الفرضيات المتفائلة لدينا كمواطنين، أن تكون هذه الوزارة وجه البلاد المشرف أمام عيون وسمع العالم. على الأقل بالتمايز الذي يحفظ ماء الوجه عن الداخل، في ظل فشل الحكومات المتعاقبة مذ العام 2015م في إدارة بلد مثخن بجراحات الحرب، فأصبحت الحكومات بطرفيها المتشارك وبالا على المواطنين وجزءا من المشكلة لا الحل.

والحق أقول أن الخارجية لعبت أدوارًا إيجابية في عهد ابن مبارك لكنها لم تصل إلى حد تنظيف هيكل الوزارة من العبث الذي مورس وإلى درجة مخجلة بجعل الوزارة (حاملة) أوساخ الوضع الداخلي بترتيب أوضاع أصحاب النفوذ ومن في حكم البطانة السيئة ليتبوأوا مناصب فضفاضة أكبر من أحجامهم وقدراتهم ومؤهلاتهم وأصبح الجواز الأحمر أصفرًا باهتًا وقد حمله من هب ودب حتى العاملين والطباخين في مطاعم ومخابز القاهرة مثلا.

ورث ابن مبارك ذلك لا شك في ذلك، وكنا كمواطنين نطالب بالتغيير ومن هنا جاءت مقالتنا آنفة الذكر.

لكن ذلك لا يفسد للود قضية كما يقولون، فأنا أتابع - مثل غيري من المواطنين - الحركة الدؤوبة للأخ أحمد عوض بن مبارك مذ تسلمه رئاسة الوزراء، واستماعي إليه في مصلحة الضرائب وهو يناقش ويسأل ويتخذ الإجراءات السريعة من داخل عش الدبابير الأكثر فسادًا.

وقبل ذلك كانت له لقاءات عاصفة في إدارات أخرى على نفس هذا المنوال الذي افتقده المواطن من المسؤولين مذ زمن.

ومع كل هذا التفاؤل الذي خلقته إرادة شابة تريد الخروج من حالة الضياع والعبث التي مورست على شعبنا وحرب الخدمات والرواتب (الممنهجة) كما نعتقد. فإننا مطالبون بالوقوف مع ابن مبارك في كل خطوة يخطوها في بلد نما للفساد فيه قرون وأظافر وولدت مصالح وتحالفات مصالح على حساب معاناة الناس، وفي زمن غير زمن سالمين عندما كان بشجاعته المعروفة يتخطى سياج الرسميات وقيود البرتوكولات ليلتحم بالمواطنين.

وفي حالة كهذه يجب أن نقف جميعًا مع خطوات ابن مبارك كمواطنين ومنظمات مجتمع مدني، ومشاركته العمل الذي يؤسس لمرحلة جديدة تخرجنا من النفق المظلم الذي حشرنا فيه.

نذكر فقط الأخ رئيس الوزراء أحمد عوض أن معركة استئصال الفساد يجب أن تتم بأدوات معقمة ونظيفة ولم يمسسها الفساد من بعيد أو قريب.

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى