خيارات الجنوب وأهمية الحفاظ عليها

> الحفاظ على انتصارات المقاومة الجنوبية تقع اليوم على عاتق المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تشكل ككيان سياسي جنوبي يقود المرحلة حتى استعادة الدولة الجنوبية، ومن أهم تلك الانتصارات هي الأرض المحررة والتشكيلات القتالية التي تمخضت عن المعارك ضد الانقلابيين (تحالف الحوثي عفاش).

نسمع عن ترتيبات دمج القوات ولجان تعمل على ذلك. السؤال ما هي القوات التي سيسري عليها الدمج؟ وما هي أهداف الدمج هل لمحاربة الانقلابيين؟ وهل هذا الهدف ما زال قائمًا؟ بينما نشاهد الشرعية تستجدي التسوية مع الحوثي بأي ثمن، بل وتطالب الإقليم والعالم بالضغط على الحوثي بالقبول بالتسوية. إذن لماذا الدمج الآن ولمصلحة من سيكون هذا الدمج؟ علمًا بأن الحوثي ما زال يواصل محاولاته اختراق الجبهات الجنوبية في شبوة وأبين ويافع والضالع وكرش، بينما لا يفعل ذلك في الجبهات التي ترابط بها قوات الشرعية.

لم يتبقَ مع الجنوب إلا قواته المسلحة التي ولدت من غبار المعارك الطاحنة للحرب الظالمة، ومن حق الجنوب الاحتفاظ بقواته المسلحة، وسيكون قرار دمج القوات الجنوبية مع الشمالية في هذه الظروف الحساسة من أخطر القرارات، وسيخلق تشويشًا كبيرًا بين أوساط القوات الجنوبية، وسيهبط معنويات المقاتلين الجنوبيين المرابطين في الجبهات، وستضيع تضحيات الجنوبيين هدرًا، وسيكون آخر مسمار يدق في نعش القضية الجنوبية. وقد حاولت الشرعية عبر عدة طرق القضاء على القضية الجنوبية وحاملها السياسي، إلا أنهم لم يستطيعوا من خلال سياسة الاحتواء وعبر سياسة الجزرة والعصا، وسياسة الحصار الظالم والتجويع وتدمير الخدمات، وكل ذلك والشعب في الجنوب واعٍ ومنتبه لمثل هذه الألاعيب البائسة، وصابر على المعاناة فلا يجب خذله تحت أي مبرر.

من يسير من الجنوبيين بهذا الطريق الخاطئ، إما أنه لا يفهم سياسة أو أنه لا يفهم الجغرافيا ولا التاريخ، فهو لا يفرق بين السلطة والدولة، فقد يتم إغراؤه بمناصب عالية، فهو لا يدري أنها ليست دائمة، وبمجرد أن يشرعن دمج القوات ستتم إزاحته من المشهد، ويؤتى بغيره، ولهذا فالأفضل أن لا يشارك في دفن حلم الدولة الجنوبية.

هناك حلول مثلى، وأفضل لهذه المرحلة والتي يتهرب منها الجميع، وتنفذ بمسارات متوازية للانتقالي والشرعية، ونطرحها كالتالي:



أولًا: الانتقالي

دمج القوات الجنوبية تحت هيئة أركان عامة جنوبية، ويتفرع منها قوات مسلحة وقوات أمن وأجهزة أمنية، تتموضع في الجنوب في الجبهات والمدن والجزر وغيرها.



ثانيًا: الشرعية

دمج القوات الشمالية التابعة لها تحت قيادة واحدة، وتأخذ مكانها في أي محافظة شمالية، وتضاف إليها القوات في الوادي والصحراء والمهرة، تتموضع في الجبهات والمدن الشمالية المحررة.



ثالثًا: الانتقالي والشرعية معًا

إعادة جيش الجنوب وقوات الأمن الجنوبية المسرحين قسرًا بعد حرب 94م إلى الخدمة، وإعادة ترتيب وضعهم بالرتبة والراتب أسوة بالآخرين، وهذا حق من حقوقهم غير القابله للتصرف، ويمثل ذلك رد الاعتبار لهم وللجنوب، وبتموضع في المواقع التي تقررها هيئة الأركان الجنوبية.



رابعًا: الشرعية والانتقالي

تتم إعادة هيكلة وزارة الدفاع بما يقتضي مراعاة الظروف الحالية، لتقوم بمهمة الإدارة والتنسيق بين القيادتين الجنوبية والشمالية، وتقوم بصرف المرتبات والتموين اللوجستي وغيره، وتنسيق المهام إن كانت حربًا أم سلمًا.

هذه هي الطريقة المثلى لمعالجة إرث الصراعات الماضية. وهي من كل النواحي ستقوي الشرعية في معالجتها لقضايا الحرب والسلام، بدل استجداء السلام من الحوثي، ومطالبة الإقليم والعالم بالضغط عليه للقبول بعملية السلام، مثل هذا السلام يعني استسلام دون أي شك، لتطلب السلام عليك أن تظهر قوتك وتستعد للحرب، وترغم عدوك على الجنوح للسلم.

نحن في الجنوب لا نرى غير أننا سنكون سندًا لإخواننا في الشرعية، باستعادة عاصمة دولتهم، ولكن إن رغبوا بالسلام مع الحوثي فلن نقف في طريقهم، وهذا خيارهم لا يجب فرضه على الجنوب، وللجنوب خيار آخر، ومعروف للقاصي والداني فلا يلدغ الجنوب من الجحر نفسه مرتين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى