أعضاء طاقم فرقاطة فرنسية يروون تجربتهم في البحر الأحمر

> «الأيام» أ ف ب:

>  على متن الفرقاطة الفرنسية "لانغدوك" العائدة لميناء طولون بعد مهمة في البحر الأحمر، يروي أعضاء الطاقم تجربتهم واضطرارهم للمرة الأولى إلى فتح النار وإسقاط صواريخ وطائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون من اليمن.

في مركز العمليات، قلب السفينة حيث يتم توجيه العمليات من عشرات شاشات التحكم، يؤكد روبن أنه لن ينسى مهمته الرابعة.

ويقول مشغل الرادار البالغ 22 سنة "كانت هذه هي المرة الأولى التي تسنى لنا فيها تطبيق ما نتدرب عليه، ونقول لأنفسنا إن جهدنا لم يذهب سدى، نشعر بأننا مفيدون".

في الفترة من الخامس من ديسمبر (كانون الأول) 2023 إلى الـ25 من فبراير (شباط) الماضي، نشرت هذه الفرقاطة متعددة المهمات في البحر الأحمر وخليج عدن، وهو ممر بحري استراتيجي تتعرض فيه سفن تجارية بانتظام لهجمات من المتمردين الحوثيين اليمنيين.

وفي أربع مناسبات، اضطرت الفرقاطة إلى استعمال صواريخ من طراز "أستر 15" لإسقاط طائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون ضدها أو ضد السفن التي كانت ترافقها.

يوضح روبن أن "هناك أفراداً ممن قضوا 20 عاماً في البحرية من دون أن يختبروا ذلك"، معرباً عن "فخره الشديد" مع أفراد الطاقم البالغ عددهم 136 عنصراً خلال زيارة وزير القوات المسلحة سيباستيان لوكورنو.

ففي 2020، حذر رئيس أركان البحرية آنذاك الأدميرال بيار فاندير ضباط الأكاديمية البحرية المستقبليين من أنهم يدخلون "بحرية من المحتمل أن تتعرض للنيران" وأنه يجب عليهم "الاستعداد لها"، لكن فتح النار في القتال يظل أمراً نادر الحدوث.

ويعود تاريخ آخر هجوم نفذته البحرية الفرنسية للـ 14 من أبريل (نيسان) 2018، مع إطلاق ثلاثة صواريخ كروز بحرية من الفرقاطة "لانغدوك" خلال العملية "هاميلتون" ضد مواقع مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري.

وسأل لوكورنو القائد الكابتن لوران ساونوا "متى كانت آخر مرة أطلقت فيها السفينة صاروخ أستر؟"، فأجاب أنه "لم يسبق لها ذلك"، ويضيف الوزير "نعم، لقد تغير الزمن"، مشيراً إلى "تراكم التهديدات".

منذ نشر "لانغدوك" التي تم تعزيزها ثم استبدالها في المنطقة بالفرقاطة "ألزاس" وحالياً بالفرقاطة "لورين"، أطلقت البحرية الفرنسية 22 صاروخاً من طراز "أستر" ضد مسيّرات وصواريخ باليستية للحوثيين.

ونفّذ المتمردون اليمنيون، المدعومون من إيران، ما لا يقل عن 50 هجوماً على سفن منذ الخريف، وفق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وأثناء مهمة الفرقاطة، يمكن أن يأتي التنبيه في أي وقت من النهار أو الليل.

في الـ20 من فبراير الماضي، كان الوقت تجاوز منتصف الليل عندما توجه روبن في غضون دقائق قليلة من سريره إلى موقعه، ويقول "قبل الإطلاق، نسمع الإعلان ثم نشعر بالصاروخ وهو يغادر، فهو يجعل السفينة تهتز"، معرباً عن اعتقاده بأن التدريب يؤتي ثماره.

ويضيف شارحاً للوزير أن ردود الفعل التي تم تطويرها أثناء التدريب ضرورية للقيام بالأشياء بسرعة وعلى نحو جيد، فبمجرد رصد الطائرة المسيّرة يكون أمام السفينة 10 دقائق قبل أن تصل إليها، ولكن "عندما يتعلق الأمر بصاروخ باليستي مثل الذي تعاملت معه الفرقاطة ألزاس فإن أمامنا 10 ثوان".

ويرى الأدميرال كريستوف كلوزيل، رئيس قوة العمل البحرية التي تجمع كل السفن السطحية الفرنسية، أن ذلك "أمر مطمئن، فهو يظهر أن التدريب يتكيف مع الواقع".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى