أن تختار أن تكون مع الكلمة والموقف الحر، أمر ليس بالسهل، فالمنعطفات كثيرة، والمغريات أكبر.

أن تبحث عن توسيع مداركك والانفتاح على الآراء غاية في الصعوبة حتى تعتاد على التغلب على آراء فضفاضة وأخرى يغلب عليها الطابع الشخصي وغيرها ما لا يمكن لها أن تنفك عن مواجهتها.

نعم في "الأيام" مدرسة من نوع خاص تمتزج فيه الآراء المختلفة في (منتدى) جمع في إطاره نخبة من عدن خاصة والجنوب عامة واليمن بأوسع اتجاه.

لم تكن "الأيام" بمهنيتها التي أسست عليها واستعادت فيها مكانتها بعد سنوات عجاف طويلة لتكميم وتقييد منبرها الحر الرصين، معافرة آل باشراحيل وجدهم واجتهادهم كان لي بمثابة طريق يجب أن أخوض غماره، فلم تكن علاقة الصداقة بين جدي المغفور له الشيخ سالمين باسنيد بالمؤسس المغفور له الأستاذ/محمد علي باشراحيل هي المحفز الوحيد رغم أنها أسست أيضًا لي بداية ذلك، ورغم أن خالي المغفور له المحامي/بدر سالمين باسنيد كان أيضًا محفزًا لي لأكمل مسيره نحو عالم الكتابة في الصحافة وبالذات (الأيام العدنية) التي اعتز كوني أحد كتابها المعروفين والمشهود لهم، وهم معروفون..

"الأيام" ليست مجرد ورق ولا صحيفة بلون واحد هي عبارة عن طيف واسع من نقل الأحداث والتعبير عن الرأي ورفض القيم المبتذلة وفلتر حقيقي لوعاء العقل الذي نحمله على رؤوسنا.

"الأيام" أوجدت أجيالًا من ركب طويل من الإعلاميين والصحفيين المتميزين وكانت مقصدًا ولازالت للعديد من المواطنين. فهي راصدة ولها سياستها المستقلة وحياديتها إلا من القضايا والملفات الوطنية التي تأتي على رأس أولوياتها.

فالحوار والنقاش الملتزم والجاد هو من إبجديات العمل المهني والإعلامي والصحافي على وجه الدقة. وكذلك الفن ورواده ومحبيه كانت "الأيام" أساسًا للتعريف بأشكاله وقصصه. محاكاة تاريخ عدن ورجالاته ونجومه وبيوت عدن الجميلة وأهلها كانت صحيفة "الأيام" هي المعرف الحقيقي به ورحم الراحل المغفور له (الأستاذ نجيب يابلي) الذي سطر لنا بقلمه المتفرد تلك الأحداث.

التزامي بهذه الصحيفة هو أمر خاص بي وسأستمر به مادامت"الأيام" لآل باشراحيل الكرام.