مع الاحتفالات الجنوبية بالذكرى 61 لثورة14 أكتوبر خرجت حضرموت أمس لإحياء مليونية الهوية الجنوبية في سيئون لتشكل سياق إرشادي ينظّم إطار الجهد الحضرمي وأن سياقه جنوبي خرجت لـ"تفرمل" سياقات تتنازع الولاءات والتدخلات في حضرموت خاصة السياق الإخواني وقدرتهم على تغيير الأقنعة لكنها مكشوفة لدى الحضارم وإن وضعت وجاهات تقليدية ولتؤكد المليونية أن صوت السواد الأعظم هو الناظم فالتعددية يجب أن تكون في سياق الأغلبية في حضرموت فقبول التعددية بضمان الأغلبية صمام أمان يمنع الاستئثار الشمولي ويمنع الوصاية مهما كان مصدرها.

تعددية تعكس مصالح الناس ولا تكون قناعا يؤسس للأيديولوجيات الحركية، تعددية مطلوبة ليس في حضرموت بل في كل الجنوب لتأسيس وعي يجعل الجميع قادر على تمييز المشاريع السياسية التي تحقق مصالحهم الآنية والمستقبلية لكن لا يستخدم البعض هذا الوعي سيفا لفرض خيارات لا تؤيدها أغلبية الناس وخروجهم اليوم تعبير متعارف عليه عالميًا لتوضيح الخيار الجماهيري وليس خيارات التنصيب في الغرف المغلقة فهناك من يريد إشغال أبناء حضرموت عن الضغط والمطالبة برحيل قوات المنطقة العسكرية الشمالية الأولى لتحل محلها قوات حضرمية وهذا الهدف هو أولوية لأبناء حضرموت وللمجلس الانتقالي الجنوبي الذي مثل الجنوب في اتفاق الرياض باعتباره كيان مرحلي يحمل قضية شعب الجنوب كلها ويضم في صفوفه معظم الوان الطيف الجنوبي.

إن المستقبل القادم سيقوم على التعايش والقبول بالآخر، لكن في هذه المرحلة يجب أن يكون "الكل في واحد" فالأعداء كُثُر ويراهنون على تجزئة القضية الجنوبية لتمييعها وتجزئتها ثم الاستفراد بكل جزء على حده.

مليونية الهوية الجنوبية في سيئون حدث محوري يؤكد هوية أبناء حضرموت الجنوبية وتوحيد صفوفهم في وجه تحديات تأتي في وقت حساس تبرز فيه أهمية الجنوب محليًّا ودوليًّا وحضرموت في سياقها وتبعث برسالة واضحة: بأن حضرموت جزء لا يتجزأ من الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي هو الممثل الشرعي لطموحات أبناء الجنوب وهنالك تجارب ومحطات واجهت الجنوبيين وأبناء حضرموت جزء لصيق منهم فقد ‏جرّب الشماليون التنصيب نيابة عن شعب الجنوب وفشلوا منذ 1994 حتى اليوم وتجريب التنصيب سيفشل مهما كانت الجهة التي ترعاه أو تستنسخه فالموقف الجنوبي يحسمه شعب الجنوب من عدن مرورًا بحضرموت وصولًا إلى المهرة والاستنساخ فشل بيولوجيًا وفشل سياسيًا وسيفشل حضرميًا وبالتأكيد أنه سيوأد في حضرموت مهما كان صوته ودافعه ورعاته ففي حضرموت تخلّقت القضية الجنوبية وكان الشهيد "بارجاش " أول شهدائها.

‏مليونية سيئون تقول لمن أراد حقيقة ولاء وانتماء حضرموت بأن حضرموت جزء من نضال الجنوب وهوية الجنوب ومشروعه وأن كل المشاريع تتقزم أمام هذه الإرادة ولن تكون إلا دكاكين استثمار مهترئة فمن أراد حضرموت فليبحث عنها في خيار شعبها لا في دكاكين "كفقاعات صابون" لن تكون شيئًا إلا في السياق الجنوبي مهما كان الاستنساخ.