> "الأيام" خاص:
الفساد في مفاصل الشرعية والمكاشفات المتأخرة ليست إصلاحًا بل صراع بين فاسدين يزيد المواطن فقرًا وتجويعًا.
العبث بالمال العام الذي ينخر مفاصل شركاء الحكومة كلٌ لا يتجزأ، فهو نسيج ممتد يربط بين كل مفاصل السلطة دون استثناء، ومحاربة هذا الفساد، اليوم، بانتقائية ليست سوى مماحكة سياسية تهدف إلى تصفية الحسابات وتوظيف رخيص بعيد عن نوايا الإصلاح الحقيقية.
لماذا تُفتح ملفات الفاسدين بعد خروجهم من السلطة؟ هل الإصلاح غاية أم وسيلة لإزاحة المنافسين؟ الحقيقة المرة هي أن أطراف الشرعية يتبادلون الأدوار في مشهد واحد، حيث لا يبدو أحدهم أقل فسادًا من الآخر؛ فالمكاشفات الجارية بين الفاسدين ليست سوى صراع لا يثمر إلا مزيدًا من الإفقار والتجويع للمواطن البسيط، بينما تبقى مصالح الفاسدين الشخصية وعروش الهوامير محصنة وفوق كل اعتبار.
لوجه الله.. لا تجعلوا من محاربة الفساد حربًا إضافية لـ"شفط" ما بقي من قوت المواطن ومعيشته.