> عبداللاه سميح:
على وقع تحشيد ميليشيا الحوثيين وهجماتها المتكررة على محافظة مأرب النفطية، تواصل كبرى القبائل اليمنية المحيطة بالعاصمة صنعاء، حراكها الواسع منذ أسبوعين، لإعلان "النفير العام" وإسناد القوات الحكومية في معركتها "المرتقبة" ضد الحوثيين.
ويوم الأحد، أكدت قبائل "خولان الطيال" و"سنحان" و"بني حشيش" "وبلاد الروس"، خلال تقليد قبلي للاستنفار، أقيم "النكف" بمحافظة مأرب، جاهزيتها الكاملة للانخراط في معركة استعادة الدولة ومؤسساتها من قبضة الحوثيين المدعومين من إيران.
وسبق أن شهدت مأرب خلال الأيام الماضية، لقاءات واسعة لقبائل "حاشد" و"بكيل" و"همدان"، المهجّرة من مناطقها الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، للتشديد على موقفها المناهض للميليشيا، ودعوة قيادة الدولة إلى توحيد الصفوف لحسم المعركة عسكريا، وتأكيد استعدادها للدفع بأبنائها وأموالها لمشاركة القوات المسلحة في دحر "المشروع الإيراني في اليمن".
وأعلنت قبائل "مذحج" و "حِميَر"، المنتشرة في أكثر من 10 محافظات يمنية، الجمعة الماضي، عن "ميثاق شرف قبلي" يجرّم موالاة الحوثيين، بوصفها "خيانة كبرى للوطن والقبيلة"، ويرفض أي عمليات تفاوض أو تصالح معهم، كما يشدد على وحدة الصف القبلي وينبذ الخلافات المناطقية والسياسية "التي تشتت جهود مقاومة الميليشيا".
وتتزامن التحركات القبلية، مع توجيه رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، الجمعة الماضي، لقوات الجيش برفع جاهزيتها واستعدادها القتالي، وتعزيز قنوات التنسيق والاتصال بين الوحدات العسكرية والأمنية، للتصدي الحازم لمحاولات الحوثيين العدوانية "ومخططاتها الإرهابية".
ومنذ توقف عملياتها العسكرية على مستوى الإقليم، بدأت ميليشيا الحوثيين تصعيدها المحلي، من خلال عشرات الهجمات التي شنتها على مختلف الجبهات القتالية، تركّزت معظمها في محافظة مأرب الغنية بالثروات النفطية، والتي تعدّ قاعدة انطلاق العمليات العسكرية الحكومية ضد الميليشيا، شمالي البلاد، وسط تحذيرات من المبعوث الأممي من خطر "عودة العمليات العسكرية في اليمن على نطاق واسع، يهدد المنطقة بأكملها".
ويلعب المجتمع القبلي فيما يُعرف بـ"الهضبة الشمالية" في صنعاء والمحافظات المحيطة بها، دورا بارزا في ترجيح مآلات الصراعات والسيطرة على الحكم، شمالي البلاد، قياسا على مصالح القبائل واستمالة ولاءاتها.
ويقول رئيس اللجنة التنفيذية بـ"مجلس التعبئة والإسناد الشعبي" بأمانة العاصمة صنعاء، العقيد أحمد الأشول، إن القبلية اليمنية هي أكبر مساند للقوات المسلحة والشرعية والجمهورية في مواجهة ميليشيا الحوثيين، منذ الاستنفار القبلي الذي شهدته مأرب بعد سقوط صنعاء، في سبتمبر من العام 2014، فيما يُعرف بـ"مطارح نخلا والسحيل".
وذكر الأشول، أن هذه "المطارح" القبلية المتوارثة في مأرب لمواجهة الأخطار، تكررت في أكثر من محافظة ضد الحوثيين، وهو "ما يجعل القبيلة اليمنية، مهد المقاومة ونواة تشكيل الجيش الوطني".
وفيما يتعلق بتجدد الحراك القبلي في التوقيت الحالي، يشير الأشول إلى أنه يأتي كاستجابة لدعوات مجلس القيادة الرئاسي، ويواكب تحركات القيادات العسكرية في وزارة الدفاع، بهدف شحذ الهمم وتأكيد الجاهزية نحو استعادة الدولة من الحوثيين، في ظل المتغيّرات الدولية والإقليمية "التي ينبغي استغلالها".
وبحسبه، فإن التداعي القبلي يؤثر في ميزان القوى العسكرية المحلية، من خلال توفيره الحاضنة الشعبية القوية، التي تكتسب أهمية استراتيجية لأي من جيوش العالم، باعتبارها قوة مؤثرة تعزز معنويات المقاتلين وترفع من مستوى تماسكهم في الدفاع عن قضيتهم التي يسندها المجتمع من خلفهم.
واستخدم الحوثيون على مدى 10 أعوام، أساليب مختلفة للسيطرة على القبائل في المناطق الواقعة تحت قبضتهم، تتمحور بين التطويع والإخضاع، أملا في إيجاد حاضنة شعبية وسط بيئة مختلفة أيديولوجيا في بعض الأوقات، ورغبة في التخلص من تأثير تركيبتها المعقدة وولاءاتها المتعددة، في مناسبات أخرى.
وترى الباحثة المتخصصة في مجال النزاعات، بمعهد "الشرق الأوسط" بواشنطن، ندوى الدوسري، أن القبلية تمثّل رقما صعبا في اليمن، من خلال قوتها ومشروعيتها المجتمعية؛ ما يجعلها حاجز الدفاع الأول والأكثر تأثيرا عن الجمهورية.
وقالت الدوسري، إن المجتمع القبلي في اليمن، "يحمل بطبيعته قيم التسامح والشراكة والحرية الفردية، وهذا يتعارض مع الفكر الأيديولوجي المتطرف لجماعة الحوثيين".
وبينت أن أسلوب الحوثيين في الحكم "يعتمد على تطويع المجتمع، والتبعية والولاء الأعمى لزعيمهم عبدالملك الحوثي، ومن ثم من حيث المبدأ، فإن القبلية تعدّ عائقا وتهديدا يجب التخلص منه أو إضعافه تماما من وجهة نظرهم".
وفي ظل التطورات الإقليمية الأخيرة، وتتابع انهيار "أذرع إيران" في المنطقة، لجأ الحوثيون إلى إجبار بعض القبائل في نطاق سيطرتهم، ترغيبا أو ترهيبا، على توقيع "وثيقة" تضمن اصطفاف المجتمع القبلي إلى جوارهم، وتلزم الزعماء القبليين على رفد الجبهات بالمقاتلين والأموال، والتبرؤ ممن يقف ضد الميليشيا الحوثية.
ويعتقد الكاتب همدان العليي، أن علاقة الحوثيين بالقبيلة، تقوم على الاستغلال، عبر عدة مراحل تتضمن تجويعها وتجهيلها وصناعة الخلافات بين داخل بنية القبلية الواحدة أو بين القبائل والمناطق، بهدف إضعافها، للوصول إلى الاستغلال الكامل وفرض الهيمنة، وفق استراتيجية "هادوية" قديمة ممتدة إلى يحيى الرسي وجيش الطبريين الذين قدموا معه من إيران.
وأكد العليي، أن الحوثيين ينظرون إلى القبيلي كمقاتل مستأجر؛ إذ يشيدون بالقبائل ويمتدحون دورها في حال دفعت بأبنائها إلى جبهات القتال من أجل مشروعها "السلالي" ضد إخوانهم اليمنيين، لكن سرعان ما يتغيّر ذلك إلى العكس تماما، إذا ما وقفت القبائل ضد توجهاتهم ورفضت إرسال المقاتلين، "وهذا ما تكشفه مؤلفاتهم التاريخية التي يصفون فيها بعض القبائل بأقذع الألفاظ بسبب موقفها المناهض لهم".
"إرم نيوز"
ويوم الأحد، أكدت قبائل "خولان الطيال" و"سنحان" و"بني حشيش" "وبلاد الروس"، خلال تقليد قبلي للاستنفار، أقيم "النكف" بمحافظة مأرب، جاهزيتها الكاملة للانخراط في معركة استعادة الدولة ومؤسساتها من قبضة الحوثيين المدعومين من إيران.
وسبق أن شهدت مأرب خلال الأيام الماضية، لقاءات واسعة لقبائل "حاشد" و"بكيل" و"همدان"، المهجّرة من مناطقها الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، للتشديد على موقفها المناهض للميليشيا، ودعوة قيادة الدولة إلى توحيد الصفوف لحسم المعركة عسكريا، وتأكيد استعدادها للدفع بأبنائها وأموالها لمشاركة القوات المسلحة في دحر "المشروع الإيراني في اليمن".
وأعلنت قبائل "مذحج" و "حِميَر"، المنتشرة في أكثر من 10 محافظات يمنية، الجمعة الماضي، عن "ميثاق شرف قبلي" يجرّم موالاة الحوثيين، بوصفها "خيانة كبرى للوطن والقبيلة"، ويرفض أي عمليات تفاوض أو تصالح معهم، كما يشدد على وحدة الصف القبلي وينبذ الخلافات المناطقية والسياسية "التي تشتت جهود مقاومة الميليشيا".
وتتزامن التحركات القبلية، مع توجيه رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، الجمعة الماضي، لقوات الجيش برفع جاهزيتها واستعدادها القتالي، وتعزيز قنوات التنسيق والاتصال بين الوحدات العسكرية والأمنية، للتصدي الحازم لمحاولات الحوثيين العدوانية "ومخططاتها الإرهابية".
ومنذ توقف عملياتها العسكرية على مستوى الإقليم، بدأت ميليشيا الحوثيين تصعيدها المحلي، من خلال عشرات الهجمات التي شنتها على مختلف الجبهات القتالية، تركّزت معظمها في محافظة مأرب الغنية بالثروات النفطية، والتي تعدّ قاعدة انطلاق العمليات العسكرية الحكومية ضد الميليشيا، شمالي البلاد، وسط تحذيرات من المبعوث الأممي من خطر "عودة العمليات العسكرية في اليمن على نطاق واسع، يهدد المنطقة بأكملها".
ويلعب المجتمع القبلي فيما يُعرف بـ"الهضبة الشمالية" في صنعاء والمحافظات المحيطة بها، دورا بارزا في ترجيح مآلات الصراعات والسيطرة على الحكم، شمالي البلاد، قياسا على مصالح القبائل واستمالة ولاءاتها.
ويقول رئيس اللجنة التنفيذية بـ"مجلس التعبئة والإسناد الشعبي" بأمانة العاصمة صنعاء، العقيد أحمد الأشول، إن القبلية اليمنية هي أكبر مساند للقوات المسلحة والشرعية والجمهورية في مواجهة ميليشيا الحوثيين، منذ الاستنفار القبلي الذي شهدته مأرب بعد سقوط صنعاء، في سبتمبر من العام 2014، فيما يُعرف بـ"مطارح نخلا والسحيل".
وذكر الأشول، أن هذه "المطارح" القبلية المتوارثة في مأرب لمواجهة الأخطار، تكررت في أكثر من محافظة ضد الحوثيين، وهو "ما يجعل القبيلة اليمنية، مهد المقاومة ونواة تشكيل الجيش الوطني".
وفيما يتعلق بتجدد الحراك القبلي في التوقيت الحالي، يشير الأشول إلى أنه يأتي كاستجابة لدعوات مجلس القيادة الرئاسي، ويواكب تحركات القيادات العسكرية في وزارة الدفاع، بهدف شحذ الهمم وتأكيد الجاهزية نحو استعادة الدولة من الحوثيين، في ظل المتغيّرات الدولية والإقليمية "التي ينبغي استغلالها".
وبحسبه، فإن التداعي القبلي يؤثر في ميزان القوى العسكرية المحلية، من خلال توفيره الحاضنة الشعبية القوية، التي تكتسب أهمية استراتيجية لأي من جيوش العالم، باعتبارها قوة مؤثرة تعزز معنويات المقاتلين وترفع من مستوى تماسكهم في الدفاع عن قضيتهم التي يسندها المجتمع من خلفهم.
واستخدم الحوثيون على مدى 10 أعوام، أساليب مختلفة للسيطرة على القبائل في المناطق الواقعة تحت قبضتهم، تتمحور بين التطويع والإخضاع، أملا في إيجاد حاضنة شعبية وسط بيئة مختلفة أيديولوجيا في بعض الأوقات، ورغبة في التخلص من تأثير تركيبتها المعقدة وولاءاتها المتعددة، في مناسبات أخرى.
وترى الباحثة المتخصصة في مجال النزاعات، بمعهد "الشرق الأوسط" بواشنطن، ندوى الدوسري، أن القبلية تمثّل رقما صعبا في اليمن، من خلال قوتها ومشروعيتها المجتمعية؛ ما يجعلها حاجز الدفاع الأول والأكثر تأثيرا عن الجمهورية.
وقالت الدوسري، إن المجتمع القبلي في اليمن، "يحمل بطبيعته قيم التسامح والشراكة والحرية الفردية، وهذا يتعارض مع الفكر الأيديولوجي المتطرف لجماعة الحوثيين".
وبينت أن أسلوب الحوثيين في الحكم "يعتمد على تطويع المجتمع، والتبعية والولاء الأعمى لزعيمهم عبدالملك الحوثي، ومن ثم من حيث المبدأ، فإن القبلية تعدّ عائقا وتهديدا يجب التخلص منه أو إضعافه تماما من وجهة نظرهم".
وفي ظل التطورات الإقليمية الأخيرة، وتتابع انهيار "أذرع إيران" في المنطقة، لجأ الحوثيون إلى إجبار بعض القبائل في نطاق سيطرتهم، ترغيبا أو ترهيبا، على توقيع "وثيقة" تضمن اصطفاف المجتمع القبلي إلى جوارهم، وتلزم الزعماء القبليين على رفد الجبهات بالمقاتلين والأموال، والتبرؤ ممن يقف ضد الميليشيا الحوثية.
ويعتقد الكاتب همدان العليي، أن علاقة الحوثيين بالقبيلة، تقوم على الاستغلال، عبر عدة مراحل تتضمن تجويعها وتجهيلها وصناعة الخلافات بين داخل بنية القبلية الواحدة أو بين القبائل والمناطق، بهدف إضعافها، للوصول إلى الاستغلال الكامل وفرض الهيمنة، وفق استراتيجية "هادوية" قديمة ممتدة إلى يحيى الرسي وجيش الطبريين الذين قدموا معه من إيران.
وأكد العليي، أن الحوثيين ينظرون إلى القبيلي كمقاتل مستأجر؛ إذ يشيدون بالقبائل ويمتدحون دورها في حال دفعت بأبنائها إلى جبهات القتال من أجل مشروعها "السلالي" ضد إخوانهم اليمنيين، لكن سرعان ما يتغيّر ذلك إلى العكس تماما، إذا ما وقفت القبائل ضد توجهاتهم ورفضت إرسال المقاتلين، "وهذا ما تكشفه مؤلفاتهم التاريخية التي يصفون فيها بعض القبائل بأقذع الألفاظ بسبب موقفها المناهض لهم".
"إرم نيوز"