> "الأيام» غرفة الأخبار:

يرى الباحث أفشون أوستوفار، مؤلف كتاب "حروب الطموح: الولايات المتحدة وإيران والصراع على الشرق الأوسط"، أن طهران باتت تواجه ضغطًا غير مسبوق على مختلف الجبهات، إذ أدى انهيار شبكة وكلائها في سوريا، إلى جانب الضربات الإسرائيلية العنيفة على حزب الله وحماس، والحملة القصوى التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الحوثيين، إلى تقويض منظومة الردع الإيرانية بشكل واسع.

وبحسب التقرير المنشور أمس بصحيفة "آي 24" العبرية، فإن هذا الضغط الشامل أجبر إيران بالفعل على البحث عن سبل لتهدئة واشنطن، ضمن هذا السياق، يبدو أن إيران بدأت بمراجعة علاقاتها مع الحوثيين، خاصة في ظل الضربات الجوية المتواصلة ضد الجماعة في اليمن. ونقلت صحيفة ذا تلغراف البريطانية، استنادًا إلى مسؤول إيراني كبير، أن طهران بدأت بسحب قواتها من اليمن.

وكتب أوستوفار في موقع "أنهيرد" أن هذا الانسحاب الظاهري قد لا يعكس التوجه الاستراتيجي الحقيقي لإيران، بل ربما يكون مجرد إشارة سياسية موجهة للولايات المتحدة، في محاولة لخفض التوتر.

ويؤكد الكاتب أن طهران لن تتخلى عن الحوثيين بسهولة، بل قد تعتمد عليهم أكثر من أي وقت مضى.

وبحسب الصحيفة العبرية فمنذ تدخلهم في صراع غزة في أكتوبر 2023، أثبت الحوثيون أنهم الوكيل الأكثر فاعلية لإيران.

ومن خلال استخدامهم بشكل جريء أسلحة متطورة زودتهم بها إيران، شن الحوثيون حملة ضد الملاحة المدنية في البحر الأحمر، واستهدفوا بانتظام سفناً حربية إسرائيلية وأمريكية بهجمات صاروخية وطائرات من دون طيار.

ولم ينجح الحوثيون في تقييد الملاحة العالمية عبر قناة السويس وحسب، بل فرضوا أيضًا تكاليف باهظة على القوات الأمريكية والإسرائيلية التي اضطرت لمواجهة أسلحة رخيصة نسبيًا بأسلحة ومنصات أكثر تكلفة بكثير.

وعلى عكس وكلاء إيران في العراق، والذين لم تكن لديهم قدرة تذكر على تعطيل عمليات الأمريكيين في المنطقة، يشكل الحوثيون مشكلة مستعصية لا تجد حلًا سهلًا لها.

وتتجاوز قيمة جماعة الحوثي لإيران بشكل كبير الملايين التي ينفقها المرشد الأعلى علي خامنئي على تسليح الجماعة.

ومع انهيار شبكة وكلاء إيران في بلاد المشرق، لم يعد الحوثيون الشريك الأكثر قدرة لإيران وحسب، بل هم أيضًا الميليشيا الوحيدة المتبقية التي تسيطر على جزء مهم استراتيجيًا من العالم. وكي تستمر إيران قوة إقليمية، وتواصل تحدي إسرائيل والقوة الأمريكية، عليها أن تحافظ على موطئ قدم لها في اليمن.

مع ذلك، يعرض الارتباط بالحوثيين النظام الإيراني للخطر. وقد سبق أن هدد ترامب بمحاسبة طهران على العدوان الحوثي، وبأن الولايات المتحدة قد تضرب إيران إذا لم يوافق النظام على اتفاق ينهي برنامجه النووي.