> "الأيام" غرفة الأخبار:

​يواجه اليمن، في عامه العاشر من الصراع، أزمة حادة على صعيد الحماية والجوانب الإنسانية، تفاقمت بسبب الصدمات الاقتصادية المتكررة، وضعف الخدمات الأساسية، ومخاطر المناخ، والصراع الإقليمي، ونقص التمويل المزمن، في وقت تُضاعف فيه التضاريس الوعرة من صعوبة الوصول إلى الخدمات.

وفي ظل هذه الأوضاع، يستمر تدهور الوصول إلى الخدمات الأساسية (الرعاية الصحية والمدارس وشبكات إمدادات المياه)، ومن المتوقع أن تزداد حالات تفشي الأمراض، في حين لا يزال 3.2 مليون طفل (من 6 إلى 17 عاماً) خارج المدرسة، ويعيش ثلثاهم في مناطق من البلاد يصعب الوصول إليها بسبب الصراع أو الجغرافيا.

ومع هذه التعقيدات، أطلقت مؤسسة «جميع الفتيات للتنمية» مبادرة وُصفت بـ«الجريئة» بهدف الوصول إلى بعض أكثر المجتمعات النائية في البلاد، بدعم من صندوق اليمن الإنساني.

وقامت من خلال هذه المبادرة بإعادة تأهيل وتوسعة أربع مدارس حكومية في مديرية الجعفرية، وهي مديرية تقع في أعلى قمم محافظة ريمة غرب البلاد، ومن بين هذه المنشآت التعليمية مدرسة الصديق.

وشمل المشروع إصلاح بعض الفصول الدراسية القائمة وبناء فصول جديدة، مما حسّن وصول أكثر من ألف طالب إلى التعليم. كما حسّن المشروع دورات المياه المدرسية وخزانات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية.

وحصل الطلاب أنفسهم على الكتب المدرسية وغيرها من اللوازم، كما قُدمت حوافز للمعلمين بسبب استمرار الحوثيين في قطع رواتب الموظفين العموميين في مناطق سيطرتهم منذ نهاية عام 2016م.
  • جهد شاق
تذكر المنظمة أن جهود البناء كانت هائلة، وتستشهد بما حدث في قرية «نعمة» حيث تم إيصال مواد البناء على ثلاث مراحل؛ في الأولى تم نقل هذه المواد بالشاحنات من مدينة الحديدة المجاورة، وفي المرحلة الثانية تم توزيع مواد البناء على مركبات أصغر قادرة على الانتقال عبر التضاريس الوعرة، لكن في المرحلة الثالثة لم تكن هناك إمكانية لإيصال هذه المواد إلى القرية بأي وسيلة سوى أن تُحمل يدوياً أو على الحمير.

ونتيجة لصعوبة التضاريس في المنطقة؛ فقد أدت الأمطار الغزيرة والانهيارات الصخرية في بعض الأوقات إلى إغلاق الطرق بالكامل، مما أجبر العمال على قطع مسافة تزيد على أربعة كيلومترات سيراً على الأقدام لنقل المواد.

لكن القائمين على المشروع اعتبروه اختباراً لمدى التزام مؤسسة التمويل الدولية الراسخ بتقديم حلول عملية محلية للمجتمعات المحرومة، حيث تعمل المؤسسة منذ عام 2003 على توسيع نطاق الوصول الآمن والعادل إلى التعليم في جميع أنحاء اليمن، مع التركيز على تمكين المرأة والشباب.
  • أشد الأزمات
يعمل صندوق اليمن الإنساني الذي أُنشئ عام 2015 كآلية تمويل سريعة ومرنة تدعم المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية ووكالات الأمم المتحدة، للاستجابة لأكثر حالات الطوارئ إلحاحاً وحرجاً في بيئة سريعة التغيّر، بقيادة منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، وتُخصص موارد المانحين وتُوزع لتلبية أكثر الاحتياجات الإنسانية إلحاحاً.

ووفق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإن الأزمة الإنسانية في اليمن لا تزال من بين أشد الأزمات في العالم؛ فقد أدى النزاع المسلح المطول، والأزمة الاقتصادية المستمرة، وتعطل الخدمات العامة في البلاد، إلى انزلاقها إلى أزمة إنسانية مدمرة لا تزال تؤثر على ملايين الأشخاص.

ومثل جميع صناديق التمويل المشتركة القُطرية، صُمم صندوق التمويل الإنساني ليُكمّل مصادر التمويل الإنساني الأخرى، مثل التمويل الثنائي والصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ.