لا جدال في أن مدينة عدن الحبيبة، العاصمة السياسية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى ما قبل عام 1990، قد شهدت تحولات عميقة ومؤلمة، فبعد "الوحدة" التي وصفها المنصفون بالظالمة والغادرة بين الجنوب والشمال، أصبحت عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لما سُمّي بـ"الجمهورية اليمنية"، وما أن وضعت حرب 2015 أوزارها، تلك الحرب التي شنّها جيش صالح ومليشيات الحوثي على الجنوب والعاصمة عدن، وانتهت بدحر المحتلين وتحرير عدن وكل مناطق الجنوب على يد أبنائها، حتى تغير المشهد السياسي من جديد.
فبينما استولت مليشيات الحوثي على السلطة في الشمال وسقطت صنعاء بأيديهم، أضحت عدن هي العاصمة الفعلية لما تسمى بـ"الحكومة الشرعية"، فكانت عدن الملاذ الآمن والوحيد لكل من نزح وتشرد وطُرد من الشمال، من مسؤولين سياسيين وعسكريين وأمنيين، ومن كل الأطياف والأحزاب، ولولا عدن وأخلاق أهلها وسماحتهم، لما كان للشرعية وجود أو حضور أو مقر للرئاسة والحكومة والوزارات وكل شؤون الدولة.
فمقومات الحياة فيها تكاد تكون معدومة، لا خدمات أساسية كالكهرباء والماء، لا صحة ولا تعليم، لا رواتب لأكثر الموظفين، وغلاء فاحش في الأسعار لا يتناسب مع دخل الفرد المتدني للغاية، ناهيك عن تدني قيمة العملة المحلية مقابل الارتفاع الجنوني في صرف العملات الأجنبية، وتفشي الفساد، وغياب سلطة (الدولة)، وضياع هيبة الأمن وقوة القانون، ما أدى إلى هدر كرامة الإنسان بشكل لا يطاق.
والمحزن والمؤسف أن مناضلي الثورة الجنوبية بالأمس ومن كانوا قادتها البواسل في معارك الشرف والذود عن حياض حدود الجنوب قد أصبحوا اليوم جزءًا من الشرعية الفاسدة، بل أصبحوا سببًا في معاناة المواطنين، والعلّة في قتل قضية الجنوب، والقوة الضاربة ضد كل حر يرفض الاحتلال وسياسة التعذيب والطغيان، والتنكيل والاستهتار بكرامة الإنسان!
متى تقرع طبول التغيير لاستعادة الكرامة والأمان؟ أم أننا قبلنا لـ عدن التاريخ والمحبة والسلام أن تصبح في خبر كان؟
أو أننا ارتضينا كشعب تاريخه مسطر بالعزة والعنفوان، أن نَجُرَّ على أنفسنا لعنة المكان والزمان.
فبينما استولت مليشيات الحوثي على السلطة في الشمال وسقطت صنعاء بأيديهم، أضحت عدن هي العاصمة الفعلية لما تسمى بـ"الحكومة الشرعية"، فكانت عدن الملاذ الآمن والوحيد لكل من نزح وتشرد وطُرد من الشمال، من مسؤولين سياسيين وعسكريين وأمنيين، ومن كل الأطياف والأحزاب، ولولا عدن وأخلاق أهلها وسماحتهم، لما كان للشرعية وجود أو حضور أو مقر للرئاسة والحكومة والوزارات وكل شؤون الدولة.
- جحود يقابل الإحسان
فمقومات الحياة فيها تكاد تكون معدومة، لا خدمات أساسية كالكهرباء والماء، لا صحة ولا تعليم، لا رواتب لأكثر الموظفين، وغلاء فاحش في الأسعار لا يتناسب مع دخل الفرد المتدني للغاية، ناهيك عن تدني قيمة العملة المحلية مقابل الارتفاع الجنوني في صرف العملات الأجنبية، وتفشي الفساد، وغياب سلطة (الدولة)، وضياع هيبة الأمن وقوة القانون، ما أدى إلى هدر كرامة الإنسان بشكل لا يطاق.
- أحلام مجهضة وواقع مرير
والمحزن والمؤسف أن مناضلي الثورة الجنوبية بالأمس ومن كانوا قادتها البواسل في معارك الشرف والذود عن حياض حدود الجنوب قد أصبحوا اليوم جزءًا من الشرعية الفاسدة، بل أصبحوا سببًا في معاناة المواطنين، والعلّة في قتل قضية الجنوب، والقوة الضاربة ضد كل حر يرفض الاحتلال وسياسة التعذيب والطغيان، والتنكيل والاستهتار بكرامة الإنسان!
- فإلى متى الصمت؟
متى تقرع طبول التغيير لاستعادة الكرامة والأمان؟ أم أننا قبلنا لـ عدن التاريخ والمحبة والسلام أن تصبح في خبر كان؟
أو أننا ارتضينا كشعب تاريخه مسطر بالعزة والعنفوان، أن نَجُرَّ على أنفسنا لعنة المكان والزمان.