أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 03:06 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • سأكتب عن لبنان

    عبّود علي الشعبي




    كانت بعض قصائد شعراء لبنان مقررات دراسية في كتاب الأدب والنصوص في المدرسة، وحين قرأنا أن لبنان جميلة، كانت صورة الجمال واضحة في "عرائس المروج" لجبران خليل جبران و "همس الجفون" لميخائيل نعيمة و "الجداول والخمائل" لإيليا أبو ماضي، وفي قصيدتي "المساء" و "ابتسم" دفق من الحُب وفلسفة تسمو نحو الجمال.

    في اللحظة الراهنة يقول الرئيس جوزاف عون: "إن لبنان الحقيقي الأصيل قد عاد"، وعليه فإنّا نرى الحُب والتفاؤل والحنين إلى الوطن كثقافة تكرست في أعماق أهل البلد، هي نفسها التي صاغها أدباء وشعراء لبنان في قصائدهم ونصوصهم الأدبية التي قرأنا بعضها في دروس المدرسة، ثم يأتي جوتيريتش أمين عام هيئة الأمم من نيويورك التي هاجرا إليها إيليا وجبران قديماً وكتبا فيها أجمل أشعارهما، إلى بيروت، في تناغم عجيب، وتجديد لروح الوصال بين السياسة والقصيدة.

    فَرِحَ العرب كلهم للبنان الجديدة، إنهم يستعيدون ذكرى دُور النشر التي بلغ عددها 650 دار نشر وكانت بلدها الأول لبنان، أليست "دار السلام" في بيروت كانت مركز طباعة ونشر الكتب العربية في شتى مجالات المعرفة؟

    يبقى سؤال محيّر عن رؤية العالم للوضع في اليمن ولبنان، في بلاد "البُن" القرار "2216" وفي بلد "التفّاح" القرار "1701".

    ماكرون رئيس فرنسا في زيارته لبيروت قال سندعو لمؤتمر دولي لحشد التمويل لإعادة بناء لبنان، ودعا كما يدعو كل العالم من حوله أن السلاح اللبناني يجب أن يبقى بيد الجيش وحده، لا بيد غيره.

    وفي الرياض التقى رشاد العليمي بعبدة شريف سفيرة المملكة المتحدة التي قالت إن بريطانيا تحشد لدعم دولي لليمن في20 يناير القادم بنيويورك - "يوافق يوم تنصيب ترامب"، لكن دون الحديث عن سلاح اليمن.

    فرنسا للبنان وبريطانيا لليمن لفتة استعمارية مفعمة بالشَّفقة، لكن "غنِّ يا أيوب غنّ"، "نسِّم علينا الهوى"، فكما شدا لصباحات اليمن أيوب طارش، كذا فعلت فيروز لصباحات لبنان، وكلاهما أطربا وأشجيا، فكان الوادي والجبل والزهر والندى وقهوة الصباح وصوت العصافير والمطر قاسماً مشتركاً بينهما، حتى تركّب من شدوهما علاقة بين "طير الوروار" و "طائر امغرب".

    لبنان جميلة لأن إيليا أبو ماضي كتب أول قصائده في مجلة "الزهور"، والزّهَر لونٌ وجمالٌ وعِطر.. كل لبنان حُب ووجْد وشَجَن، فقد قال جبران:

    الحُب جحيمٌ يُطاق، والحياة بدون حُب نعيمٌ لا يُطاق.

    لقد قال جوزيف عون: "لبنان الحقيقي الأصيل قد عاد"، فمتى يقول رشاد العليمي "اليمن الحقيقي الأصيل قد عاد؟". أم أن طعم التفّاح فاق رائحة البُن وطير الوروار سبق طائر امغرب؟

    سأكتب عن لبنان لأنه قال للعالم ابتسم:

    هشّتْ لك الدنيا فما لكَ واجماً؟

    وتبسَّمتْ فَعلامَ لا تتبسَّمُ؟

المزيد من مقالات (عبّود علي الشعبي)

  • Phone:+967-02-255170

    صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
    كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

    Email: [email protected]

    ابق على اتصال