مخاوف مسؤولين بحضرموت من انتقال آفة دوباس النخيل لوادي حجر الزراعي

> كتب/ سند بايعشوت

> سجلت الفرق الميدانية، المشكّلة من خبراء مكتب وزارة الزراعة والري بساحل حضرموت، نسبة الإصابة بأشجار النخيل من حشرة الدوباس في منطقة رغدون بالديس الشرقية نحو 70%، فيما سجلت الإصابة في منطقة غيل الحالكة نحو 80%. ودوباس النخيل من الآفات الحشرية التي دخلت إلى المناطق الشرقية من البلاد عام 2000م من سلطنة عمان، وفي ديسمبر 2003م سجلتً الإصابة في مناطق السوم، وداي العين، دوعن، ساه، وانتشرت عام 2004م إلى مناطق عمد، تريم، شبام، غيل بن يمين، غيل باوزير، غيل الحالكة، الريدة وقصيعر، وقد أجرى فرع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي بالساحل الشرقي في المكلا أبحاثاً علميةً عن تصنيف الحشرة، واتضح أن حشرة الدوباس تنتقل إلى مناطق جديدة بواسطة الرياح حيث تنقلها إلى مسافات تصل بين 50- 100 كم في كل جيل من جيلي الحشرة خلال العام.

غير أن مخاوف شديدة يبديها المسؤولون في السلطة المحلية بحضرموت وخبراء من مكتب وزارة الزراعة والري من انتقال آفة الدوباس إلى وادي حجر الزراعي، الذي يكتظ بغابة من النخيل يصل تعدادها إلى نحو 3 ملايين نخلة على الأقل، إذ لم يسجل الوادي أية إصابة تذكر بآفة دوباس النخيل.

وقد عبر الأخ عوض عبدالله حاتم وكيل محافظة حضرموت لشؤون الساحل في كلمته التي ألقاها أمس الأول في افتتاح الدورة التدريبية للمرشدين والفنيين الزراعيين وقيادات الحملة حول إدارة مكافحة آفة دوباس النخيل بساحل حضرموت، عبر عن مخاوفه بقوله: «إذا ظهرت هذه الحشرة في وادي حجر الزراعي ستكون النتائج وخيمة، وستكون الخسائر فادحة على المزارعين والملاك وعلى الوطن بشكل عام».. وتهدف الدورة التي ترتكز على 4 محاور للحد من سرعة وصولها لمناطق ساحل حضرموت عن طريق الحجر النباتي، والإرشاد والتوعية والتحري والمكافحة، ويبدي المسؤولون بمكتب وزارة الزراعة والري بساحل حضرموت قلقهم من دخول فسائل النخيل للبلاد من الخارج، واعتمد المكتب مبالغ مالية لإقامة الحجر النباتي لوادي حجر الزراعي من 4 منافذ ليكون سليماً من آفة دوباس النخيل، فيما اعتبر خبراء آخرون التعامل مع دوباس النخيل كآفة مستوطنة كدحر الملاريا.

يقول د. محمد علي حبيشان، من الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي بالساحل الشرقي، خلال المتابعة المستمرة للآفة منذ بداية دخولها لليمن من سلطنة عمان يتضح أن ضرر الجيل الربيعي أكبر من الخريفي، حيث يتزامن مع ازهار النخيل وتساقط المادة العسلية على الطلع، فتعيق التلقيح وبالتالي الانخفاض في الإنتاج.

وطول حشرة الدوباس أقل من 5 مليمتر، وتضع الأنثى150 بيضة في الجيل الواحد وحجم البيضة أقل من رأس الدبوس تغرسها في خوصة النخلة وتغطيها بشمع حتى يحين وقت الفقس وأخطرها عندما تتحول الحورية إلى حشرة وتبدأ بالتزاوج.

وثمة مخاوف أخرى من استخدام أطنان من المبيدات الحشرية للحد من انتشارها، فأثر المكافحة الكيماوية يضر بالتوازن البيئي والعطاء النباتي، ويمكن أن يظهر أثره بعد عدة سنوات في المناطق المنكوبة بآفة دوباس النخيل.

وثمة تساؤل يبرز على السطح: إذا كانت سلطنة عمان تكافح آفة دوباس النخيل منذ 42 عاماً، وإذا كان أول ظهور للآفة الحشرية (دوباس النخيل) في اليمن قبل 5 سنوات، فهل ستظل في بلادنا كآفة أم كوباء يأكل الأخضر واليابس من أشجار النخيل، التي تعد ثروة قومية تتطلب وضع خطة طويلة الأمد للحد من انتشارها لمناطق مختلفة في البلاد؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى