حتى لا ينقطع جسر الوجدان .. بين اليمن والسودان

> أحمد المهندس

> هو من سلالة أسرة يمنية عريقة قرشية أصيلة، تعشق العلم والأدب والفن وقدمت لوطنها والعالم العربي أعمالاً جعلتها علامة مميزة للإبداع والوطنية هو من أسرة عربية أصيلة تعشق الأولوية والتفوق، ويسبق أسماء أفرادها حرف الدال عن جدارة واستحقاق.

هو من أسرة يمنية أصيلة .. تستحق التقدير والاحترام ولا ترضى بغير الإخلاص والتفوق والعطاء بديلاً.

كان الأب أول من حمل دكتوراه في اليمن وكذلك الابنة - سر أبيها - التي كانت أول من حمل درجة الدكتوراه في اليمن من الجنس العطوف.

وكرت السبحة لتصبح هذه الدرجة العلمية الراقية وساما على صدر كل أفراد الأسرة من الجنسين.

لم يجعلوا المال -زينة الحياة الدنيا -أول أهدافهم، بل العلم الذي به تتقدم الأمم وتزدهر ويتحقق المستقبل والغد المشرق.

هو صديقي الطبيب الفنان والأديب نزار محمد عبده غانم، أصغر أفراد القبيلة الغانمية، ولكنه ليس آخر المبدعين فيها.

عرفته على امتداد عشرين عاماً عبر الصحافة، إلى أن التقيت به في عيادته للمبدعين بصنعاء اليمن التي حوت كل فن.

وفي كل مرة اكتشف أشياء جديدة لم أكن أعرفها عن هذا الإنسان المبدع، لن أتحدث عن أخلاقه وصداقته وإخلاصه لأصدقائه ومحبيه، وعن الروابط التي تربطه بالعديد من المبدعين على امتداد جغرافية بلاد العرب، التي جال فيها والده الشاعر والتربوي الكبير الراحل المقيم محمد عبده غانم كتابياً عبر مقرره الدراسي في وطنه كعدني رحال حول البلاد العربية .

لن أتحدث عن إبداعه في الفن والشعر والدراسات العلمية والأدبية.

فالأمر يحتاج إلى عشرات المقالات والصفحات حتى أستطيع أن أوفيه حقه، بل سأتحدث بإيجاز وعبر هذه العجالة عن ما يمكن أن يتعرض له مبدع في قامته نتيجة إجراءات إدارية عقيمة لا يستطيع أصحابها التفريق بين عمل المبدع والموظف الميري!

كانت آخر أعمال هذا الفنان اليمني والإنسان الرائع .. العمل كمستشار ثقافي مساعد بسفارة اليمن في العاصمة السودانية الخرطوم، وكان الاختيار موفقاً، فمن أفضل منه ليكون مستشاراً، بل وسفيراً لليمن في السودان، فهو صاحب الطريقة السومانية في مد جسر الوجدان بين السودان واليمن.

وله في ذلك كتاب قيم يستحق التدريس والقراءة والدراسة، ضمنه حبه لأهل النيلين.

بل هو وبشهادة السفير السوداني الشاعر الفنان سيد أحمد الحردلو، رئيس جمهورية عشق السودان، ومع هذا وقع ككل مبدع لا يجيد التعامل مع الأضابير والأرقام والأوراق والروتين الرسمي والممل في إشكالية التعيين الوظيفي ومدته وبأسلوب عطل عمله الرسمي والهام، الذي يقوم به على أكمل وجه، مما جعله حائراً بين احتساب فترة التعيين وفتوى وزارة المالية بانتهاء خدماته والفرق أشهر معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكنها ستجنبه الكثير من المشاكل والحيرة، أهمها دراسة نجله التي لن تنقطع بسبب قرار إنهاء فترة عمل والده المبكرة، ولن تحرمه كمبدع من المشاركة الفاعلة في فعاليات ونشاطات عاصمة الثقافة العربية الحالية السودان بعد أن تسلمت رايتها من اليمن.

والأمر يحتاج لإنهاء معاناة وحيرة هذا المبدع اليمني الأصيل الذي ما كان من المفروض أن يحتاج إلى مثل هذه الكتابات والمناشدات لشرح ظروفه ومشكلته الإدارية، إلى تدخل مباشر من القائد الإنسان الرئيس علي عبدالله صالح للإيعاز لجهة الاختصاص بإتاحة الفرصة للدكتور نزار محمد عبده غانم، المستشار الثقافي بسفارة اليمن في الخرطوم، ليكمل عمله الوطني وإبداعاته وينشر طريقته السومانية في عموم الأراضي والبوادي السودانية، ليتفرغ ويمد كعادته جسر الوجدان الذي شيده بإخلاص بين اليمن والسودان، بعيداً عن أوراق ومعاملات قد لا يعرف أصحابها ماهية ومعاني مثل هذا العمل الإبداعي والإنساني الذي يقوم به.

فقد تعودنا أن لا يخيب (الرئيس) أمل المبدعين وأبنائه المخلصين الذين يساهمون بإصرار في صنع اليمن الجديد.

أديب وصحفي سعودي/ رئيس تحرير مجلة العقارية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى