احتفالات المكلا.. هل تعيد للوحدة بريقها؟!

> علي محمد السليماني

>
علي محمد السليماني
علي محمد السليماني
بدأ العد التنازلي لاحتفالات الذكرى الخامسة عشرة ليوم إعلان الوحدة اليمنية ظهر يوم الأربعاء 22 مايو 1990م ، في مدينة المكلا، التي تكتسي هذه الأيام أجمل حللها، ويلفها البحر العربي بين ذراعيه بحنان.. إنها المكلا عروس البحر، وأمنا جميعاً نحن المتناثرين على سواحل البحر، فلها مكانة خاصة في قلوبنا، كما كان لذلك اليوم الأغر الذي دشنه الأخوان علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض، قبل خمس عشرة سنة مضت من أعمارنا، ونشأ من خلالها جيل كامل هم الآن على أبواب الجامعات.

لا شك أن ذلك الحلم الرائع قد كان مثار إعجاب لدينا نحن الحالمين بوطن عربي واحد، رغم الملاحظات التي كانت لنا على طريقة ذلك الإعلان، وليس على الوحدة ذاتها، العالم كله كان غير مصدق لما يجري في عدن من مهرجان حامل نبض الجماهير، توج بالإعلان الوحدوي ظهر ذلك اليوم، وفقاً لقواعد المواثيق الدولية وأحكام ومبادئ القانون الدولي، وفي هذا تتجلى الروعة.

لقد كانت بعض الملاحظات الثاقبة، تطالب بإجراء مصالحات شاملة داخل كل شطر من الوطن، تسبق الإعلان، وتهيئة المناخات السياسية الداخلية بإيجاد المعالجات والحلول لكثير من الأخطاء التي تراكمت داخل صنعاء وعدن، وقد كان نصيب عدن وافراً من تلك الأخطاء تمتد صعوداً، من التنكر لشركاء العمل السياسي، وتمر عبر قانون التأميم، ولا أقول تنتهي عند «الزمرة والطغمة»، ولكن بريق الحدث قد منح دفئاً حاراً في القلوب، وجعل الجميع يتناسون الجروح والآلام.. إنه يوم معانقة الحلم، الذي طال انتظاره على خارطة الوطن العربي، وبدأت تباشيره تظهر من عدن.

احتفالات المكلا هذا العام لها نكهة خاصة، يمكن استيعاب بعض ملامحها من خلال قراءة متأنية ومتصلة للمشهد السياسي، إقليمياً ودولياً، وقبل ذلك محلياً، من خلال عوامل التعرية، والمعوقات التي اعترضت ذلك «الوليد الحلم» إعلان وحدتنا اليمنية، ولاشك أن الكثير من الصعوبات والعراقيل مازالت قائمة، ولا أعرف لماذا أجد في نفسي ثقة كبيرة في حنكة ومقدرة فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، في أن يعيد من جديد القيم السامية للوحدة لتكون أكثر من جذابة، ولن يكون ذلك إلا بتضافر جهود المخلصين معه لتحقيق الأهداف الكبرى، في إعادة صياغة متكاملة للمشروع الجذاب، الذي يؤسس لنهوض عروبي متكامل الرؤى، وملب لطموحات أمتنا العربية في استعادة دورها الحضاري والإنساني على خريطة العالم، كأمة قادرة على الحركة والعبور إلى مساحات رحبة في مسيرة البشرية المستمرة.

وستظل الإرادة السياسية التي عهدناها في رئيسنا علي عبدالله صالح، هي الفيصل في جعل الوطن أكثر حيوية واستقراراً، وهي إرادة قد لمسناها في محطات كثيرة، تمكن اليمن من خلالها تجاوز الكثير من حقول الألغام، وإذا ما كانت قراءتي للمشهد السياسي صائبة، فإنني أخال أن هذه الإرادة قد استكملت مقومات العمل بها، ومن خلالها أجزم بأن احتفالات حضرموت الخير وأمنا المكلا - عاصمتها- ستعيد للوحدة اليمنية بريقها، الذي ينشده الخيرون في الأرض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى