روسيا تحتفل بانتصارات الحرب العالمية الثانية

> موسكو «الأيام» عن رويترز :

>
روسيا تحتفل بنتصارات الحرب العالمية الثانية
روسيا تحتفل بنتصارات الحرب العالمية الثانية
احتفلت روسيا بيوم الانتصار في الحرب العالمية الثانية امس الاثنين بعرض عسكري رائع في الميدان الاحمر امام عدد من قادة العالم تفاخرا بدورها الكبير في الحرب لكنها دارت التوترات التي تشوب علاقاتها مع جيرانها في فترة ما بعد الحرب.

وعقب انتهاء العرض العسكري انتقل قادة العالم الى نشاط دبلوماسي مكثف حيث اجروا سلسلة من الاجتماعات غير الرسمية تطرقت الى عدد من القضايا مثل الارهاب وكوريا الشمالية والشرق الاوسط.

ووقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجوار الرئيس الامريكي جورج بوش اثناء مرور طابور العرض الذي شارك فيه جنود ومحاربون قدماء في عربات عسكرية او سيرا على الاقدام بمصاحبة الموسيقى العسكرية في الميدان الذي شهد ذات يوم عروضا عسكرية للجيش السوفيتي السابق اثناء فترة الحرب الباردة.

وتعد الاحتفالات بالنسبة لبوتين لحظة عظيمة نادرة بعد فترة من الصعوبات ميزت العلاقات غير المستقرة مع واشنطن والحلفاء من دول الاتحاد السوفيتي السابق.

وقال بوتين إن العالم مدين "بشكر كبير" لنحو 27 مليون مواطن سوفيتي قتلوا في الحرب. واضاف ان "الحزن دخل كل منزل واصاب كل عائلة."

وضربت قوات الامن الروسية طوقا امنيا مشددا حول وسط المدينة واغلقت منطقة الكرملين والميدان الاحمر من اجل الاحتفالات خوفا من تكرار هجمات الانفصاليين الشيشان التي ميزت احتفالات ماضية بعيد النصر الذي يوافق التاسع من مايو ايار.

وقام زعماء العالم ومنهم المستشار الالماني جيرهارد شرودر ورئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي ممثلين عن الدول المهزومة بوضع باقات الزهور على قبر الجندي المجهول امام جدار الكرملين الشاهق.

ووقف بوش وعدد اخر من القادة على منصة امام قبر لينين الذي تم حجبه عن النظر بوضع نجمة كبيرة على لوح امامه. وفوق هذه القبر كان الدكتاتور جوزيف ستالين يوجه التحية للقوات السوفيتية المنتصرة قبل 60 عاما.

وكان يبدو في لحظة ما ان الامطار الغزيرة التي انهمرت على موسكو تهدد مراسم الاحتفالات بعد ان رحب بوتين بضيوفه داخل الكرملين.

ولكن مع استخدام اسلوب حققت روسيا خبرة في تطبيقه في مثل هذه المناسبات انطلقت طائرات تابعة للقوات الجوية الى عنان السماء وبددت الغيوم كي يقام العرض تحت سماء صافية.

وتصافح بوتين بحرارة مع بوش الذي استضافه بوتين ليل امس الاول في مقره الريفي غربي موسكو ولم تظهر اي دلالة على التوتر الذي اعقب اتهامات واشنطن بان الديمقراطية تواجه عثرات في روسيا.

العرض العسكري الروسي شمل محاربون قدماء بميدالياتهم
العرض العسكري الروسي شمل محاربون قدماء بميدالياتهم
ولوح محاربون قدماء ذوو شعر أشيب وتذخر صدور ستراتهم بميداليات ونياشين الحرب بباقات الورود اثناء مرورهم امام بوتين وبوش في شاحنات مكشوفة تعود للحرب العالمية الثانية في عرض قد يكون هو الاخير بالنسبة لكثير منهم.

ورغم ان قادة العالم عبروا عن التقدير للخسائر الجسيمة التي مني بها الاتحاد السوفيتي خلال الحرب فلم تنجح الاحتفالات في اخفاء التوترات السياسية تماما.

فقد قاطع زعيما دولتين من دول البلطيق الاحتفال وحث اخرون روسيا على مراجعة وجهة النظر الرسمية لماضيها السوفيتي.

وتقول دول البلطيق إن هزيمة النازية كانت بالنسبة لها بداية طغيان آخر في ظل الحكم الشيوعي السوفيتي ورفض بوتين مطلبها بالاعتذار علنا عن ذلك.

وقالت رئيسة لاتفيا فايرا فيكي فريبيرجا الوحيدة من بين قادة دول البلطيق التي حضرت الاحتفالات لشبكة سكاي نيوز البريطانية ان روسيا "يجب ان تواجه ماضيها وعليها ان تعبر عن الاسف لوقوع مثل هذه الاحداث في تلك الايام الغابرة للاتحاد السوفيتي السابق."

ولم تبدر عن الرئيس الروسي اي اشارة الى الخلاف لكنه قال في كلمته في الميدان الاحمر ان "روسيا مستعدة لان تقيم مع اقرب جيراننا ومع كل الدول في العالم علاقات لا تستند الى دروس الماضي فحسب بل وتنظر الى مستقبلنا المشترك."

وانتهز زعماء العالم ومن بينهم ممثلي الدول الست التي تحاول التفاوض لانهاء الازمة المتعلقة بطموحات كوريا الشمالية النووية الفرصة لعقد لقاءات منفصلة فيما يتعلق بهذه المسألة.

كما استغل مسؤولو اللجنة "الرباعية" للسلام في الشرق الاوسط التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا المناسبة للضغط على طرفي الصراع للاستفادة من قوة الدفع الناجمة عن خطط اسرائيل للانسحاب من قطاع غزة والاصلاحات التي يجريها الجانب الفلسطيني.

والتقى الرئيس الصيني هو جين تاو مع الرئيس الروسي في الكرملين بعد العرض العسكري واعلن انه سيزور روسيا مجددا في يوليو تموز.

واجتمع الرئيس الصيني مع رئيس كوريا الجنوبية رو مو هيون امس الاول الاحد ودعت دولتاهما في وقت لاحق كوريا الشمالية الى المحادثات المتوقفة التي تهدف انهاء البرامج النووية لبيونجيانج.

ومن المقرر ان يعقد بوتين اجتماعات مع كل من رئيس الوزراء الياباني والمستشار الالماني والرئيس الفرنسي جاك شيراك كل على حدة.

وتصاعدت التوترات في الفترة الأخيرة بين موسكو وواشنطن بسبب رد فعل روسيا على الاحداث التي اتت بزعيمين مواليين للغرب في الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين اوكرانيا وجورجيا واخرجت البلدين من دائرة النفوذ الروسي.

ويقاطع رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي الاحتفالات احتجاجا على عدم التوصل إلى اتفاق على اغلاق قاعدتين عسكريتين من العهد السوفيتي على أراضي جورجيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى