ضربة جديدة الى الجهود الاميركية في اتجاه العالم الاسلامي

> واشنطن «الأيام» ا.ف.ب :

> تلقت الولايات المتحدة ضربة جديدة في جهودها لتصحيح صورتها المتدهورة في العالم الاسلامي مع اندلاع فضيحة تدنيس القرآن في قاعدة غوانتانامو الاميركية، الامر الذي اثار اضطرابات دامية في افغانستان وموجة استنكار وغضب شديدين في دول اخرى.

وظهر جليا ان حجم ردود الفعل على هذه القضية فاجأ السلطات الاميركية واربكها فضاعفت التصريحات المطمئنة والوعود بالقاء الضوء كاملا على الوقائع.

غير ان ادارة جورج بوش بدت عاجزة عن ايجاد صيغ جديدة لتهدئة المشاعر في العالم الاسلامي بعد اجتياح العراق وفضيحة تعذيب المعتقلين في سجن ابو غريب قرب بغداد، اللذين اديا الى تدهور سمعة الولايات المتحدة.

ورأى ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز دراسة في نيويورك، انه "سواء كانت المزاعم كاذبة او كانت صحيحة، فان هذه القضية كانت لها وطأة ضربة مباشرة للجهود في اتجاه العلاقات العامة الاميركية".

واكد البيت الابيض انه يواجه المسألة "بجدية كبيرة" ووعد بفتح تحقيق مبديا اسفه لوقوع 14 قتيلا ومئات الجرحى بين خلال تظاهرات في افغانستان على اثر هذه القضية.

واكدت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في اعلان رسمي الخميس الماضي ان "قلة الاحترام للمصحف هي بنظرنا جميعا امر مشين (..) ان حرية الديانة للجميع هي من المبادئ التاسيسية للولايات المتحدة".

وافادت وزارة الخارجية امس الاول الجمعة انها تعمل بجهد على نشر هذا التصريح المطمئن باوسع شكل ممكن في العالم العربي والاسلامي بدون ان تعلن عن مبادرات جديدة.

وحمل المسؤولون الاميركيون مسؤولية الاحداث الاكثر عنفا لعناصر متطرفة تسعة الى تاجيج المشاعر المعادية للاميركيين.

ومن السخرية ان الفضيحة اندلعت على ما يبدو من الولايات المتحدة وقد اثارها مقال قصير نشرته مجلة نيوزويك في مطلع ايار/مايو ولم يثر ضجة كبيرة داخل البلاد غير ان اصداءه كانت مدوية بعد ان نقلته وسائل اعلام في الدول الاسلامية.

وكتبت المجلة استنادا الى مصادر لم تحددها ان بعض المحققين في غوانتانامو "رموا مصحفا في المراحيض وسيروا معتقلا مربوطا برسن لحمل مشتبه بهم على التكلم".

وتعتقل الولايات المتحدة في قاعدة غوانتانامو في كوبا موقوفين القت القوات الاميركية القبض عليهم بصورة رئيسية في افغانستان في اطار "مكافحة الارهاب".

وتضيف هذه القضية مزيدا من التعقيدات على مهمة الادارة الاميركية التي تبذل منذ سنوات جهودا كبيرة في محاولة لتحسين صورتها في العالم العربي.

واطلقت واشنطن قبل ثلاث سنوات حملة واسعة من الاعلانات التلفزيونية لم تات بالنتيجة المطلوبة، كما انشأت اذاعة سوى وتلفزيون الحرة باللغة العربية وبتمويل اميركي.

وتسعى ادارة بوش الى استخلاص العبر من استطلاعات الرأي الكثيرة التي اظهرت ان السياسة الاميركية هي التي ليست شعبية في العالم العربي وليست الولايات المتحدة نفسها، وباتت تشدد في خطابها الجديد حول "الشرق الاوسط الكبير" على الاصلاحات الديموقراطية والاجتماعية.

كما عين بوش كارين هيوز وهي من مستشاريه المقربين للاشراف على الجهود الاعلامية الاميركية في الخارج، على ان تتولى مهامها قريبا.

غير ان الفضيحة الاخيرة حول تدنيس القرآن كشفت ان الهوة ما زالت كبيرة ورأى ستيفن كوك ان "ذلك قد يبقى مسألة اليمة بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى