نقاط على حروف بارزة

> «الأيام الرياضي» أحمد محسن أحمد :

> كم هي سعادتي وإعادة إحياء وتجديد عروق الحياة إلى جسدي المنهك، والذي أعيته وأتعبته ضربات الزمن الرياضي الرديء؟ تلك السعادة التي تزورني بين الحين والآخر، هي اللحظات التي تعيد بعض الصور التاريخية ونماذج ما كان في ذلك الزمن الذهبي، فعندما أسمع أن فريقاً استعاد مكانته البارزة في أي مجال من مجالات الرياضة المتعددة، وتكون هذه الصور للعودة الحميدة لجهود الشباب وأجهزة النادي الفنية وجمهوره الوفي، هنا تبلغ درجة سعادتي مداها المأمول ويؤلمني جداً أن تكون هذه الصور الجميلة قد برعت، وأحسنت جهود الشباب في تحديد معالمها الجميلة بعطاء رجال النادي الأوفياء بمعزل عن دور الجهات المسؤولة باستثناء ذلك الرافد العذب الذي يأتي بسخاء وبدون مَن أو احتساب، ويكون مصدره تلك الأيادي السخية والخالية من أشكال الاشتراطات، وكل ذلك يكلل بإصرار الشباب على تحقيق آمالهم وطموحهم المشروع دون أن يكون للجهات المسؤولة عن الرياضة أي دور.. وهذا ماحدث لفريق شباب القطن الحضرمي للكرة الطائرة، الذي لم تستطع عثرات المخصصات المحجوزة في أدراج مكاتب الوزارة، ولاحتى المطبات والعقبات التي عرفناها من سنين طويلة، والتي يتعمد البعض من الذين لايريدون للشباب أن يحققوا طموحهم المشروع، ولايحققون آمالهم في أن تكون لهم مواقعهم التي يستحقونها بين الفرق الكبيرة، لقد تمكن شباب القطن أن يحقق ما لم تستطع الفرق المدعومة، والمعززة باهتمام الجهات المسؤولة في الرياضة، فرسموا بجهودهم الذاتية لوحة الانتصار العظيم للكرة الطائرة الحضرمية، فهنيئاً للشباب وجهاز الفريق الفني الذكي والمحنك الذي استطاع في المواقف الصعبة تحويل إحدى مبارياته من هزيمة إلى نصر، وهنيئاً للجمهور الرياضي الحضرمي الوفي الذي عرفناه بطرق تشجيعية مميزة لايحسن أدائها سوى الجمهور الحضرمي الرياضي الوفي والمخلص.

شمسان ياجبل .. ضاعت تلك الآمال التي زرع بذورها اليانعة شباب النادي لفريق كرة القدم، فإن البعض ذهب بعيداً في تقدير الخلل، وربما أن ظروف القيادة الرياضية في هذه الأيام العصيبة هي الأخرى لم تعط للمشكلة حقها من الاهتمام، فسرعان ماحكموا بأن هناك ما يثبت بأن شمسان خسر التأهل، طبعاً هم وجدوا في ميكانيكية الدلائل الأولية، مخرجا لحكمهم السريع على شمسان، فلأن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الاتحاد، وكذلك الوزارة في ظل (المزاحمة والمكاردة) للسباق المحموم نحو كراسي القيادة لم تعطهم المتسع من الوقت، ولا النفوس الريضة ولا العقول الفاضية من المشاحنات لتجد مشكلة شمسان موقعاً لها للوقوف أمامها ووضع المعالجة الصحيحة لها.. فريق شمسان لكرة القدم سحق منافسيه جميعاً وبنتائج لازالت تحلق في سماء أخبار المنافسات التي خاضتها فرق التجمعات المؤهلة للصعود إلى فرق الدرجة الأولى.. فاز شمسان على كل الفرق المنافسة له ولم يصل إلى مستواه أحد من الفرق التي تجتمع معه في هذه الدرجة، بمعنى آخر أن موقع هذا الفريق هو الدرجة الثانية وربما أكثر من ذلك، ولم يسمعنا أحد عندما قلنا أنها فرصة لأن يدخل شمسان هذه الدرجة ليرفع من وتيرة المنافسة، وكرة القدم لاتتطور إلا بالمنافسة القوية والشريفة، وشمسان سيضيف لهذه المنافسة نكهتها الأجمل.. اعتقد أن الهيئة الإدارية الجديدة لنادي شمسان لن تركن قضية هذا الفريق، لكن بالحجة والمنطق وبالوثائق والحقائق الدامغة ستتمكن الإدارة من وضع العربة خلف الحصان بعد أن حاول البعض قلب هذه الحقيقة، والقاعدة المستقيمة بأن جعلوا (خطأً) العربة قبل الحصان، وياجبل مايهزك ريح.

الأستاذ القدير عبدالله بهيان رجل مالي هدومه، وصاحب خبرة وتجربة عظيمة، وله باع كبير في الحقل الرياضي عندما عرفناه مجداً ومخلصاً ومحباً لعمله الإداري والفني والتحكيمي، وقد عرفته شخصياً ومن زمن بعيد جداً أنه صاحب رأي ولايتردد في قول رأيه الصريح، حتى وإن كان من يخالفه جيش جرار من أصحاب التزلف والمواربة، هل شعر الأستاذ عبدالله بهيان بأن القيد قد أحكم قبضته على معصمه بعد قرار التعيين؟، أنا أقول هذا القول من باب الحرص في أن لايحدث ذلك، لكن مؤشرات التقييد توحي بأن اليد النظيفة لاتطول لتصل إلى المساحات المستحقة للوصول إليها؟ فلماذا ساد الصمت الذي دار حول قضية مخصصات فريق شباب القطن ومن قبله مخصصات شمسان التي حاول البعض أن يحولها إلى تجديد الطلاء لجدران النادي في ظل خوض الفريق منافسات الصعود للدرجة الثانية؟ لماذا لم نسمع من الرجل الحصيف الذي رد على اتصالنا السابق بأدبه الجم وأخلاقه العالية، ولم يصل أصحاب الحق لحقهم إلا بعد أن اجتازت الفرق محنتها بجهود الناس الذين لانعرفهم إلا في الأوقات الصعبة؟ والأمل كل الأمل في أن لايتكرر الظلم بحق من له الحق، وعندما نشعر بالسعادة تغمرنا بوصول كوادر الرياضة المستحقة بأن تكون في موقعها القيادي، فإننا لانأمل منها سوى أن تعمل على وضع الأمور في نصابها، والحفاظ على حقوق الأندية (المدحورة) والمنسية، في ظل (المزاحمة الشديدة) و(المكاردة) وشيء من (المطافحة).. أملنا أيضاً في الأستاذ عبدالله، وأمثاله الذين يقفون على رأس الهرم القيادي الرياضي أن يعطوا للفرق وشبابها حقهم في التشجيع، خاصة أولئك الشباب الذين يستحقون الاهتمام لأنهم يفرضون أنفسهم علينا لما يقدموه من عطاء يثلج الصدور.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى