المجاعة تهدد استقرار اتفاق السلام في جنوب السودان

> السودان «الأيام» عن رويترز :

>
المجاعة تهدد استقرار اتفاق السلام في جنوب السودان
المجاعة تهدد استقرار اتفاق السلام في جنوب السودان
تنم الأعين الغائرة والأطراف النحيلة لأطفال يتضورون جوعا في جنوب السودان عن أن الحكومات الغربية تخاطر بعدم الوفاء بوعودها بتقديم معونات كبيرة لوضع نهاية لحرب أهلية استمرت عقودا.

ويتقاعس المانحون الذين يواجهون دعوات منافسة لتقديم مساعدة مالية لوضع حد لحرب أخرى في منطقة دارفور بغرب السودان عن إرسال الطعام المطلوب لتجنب اسوأ أزمة في جنوب السودان منذ مجاعة 1998 التي راح ضحيتها 60 ألفا على الأقل.

ويخشى عمال المعونة أن يشعل الجوع المتزايد صراعات محلية على المياه والماشية قد تعرقل المرحلة الأكثر حساسية لمحاولات يبذلها متمردون سابقون لتنفيذ اتفاق السلام الذي توصلوا إليه مع حكومة الخرطوم في يناير كانون الثاني الماضي.

قالت لورا ميلو المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي المقيمة في العاصمة الكينية نيروبي "بعد كل الضغوط التي مورست من أجل عملية السلام يتوقع المرء أن يكون هناك قدر كبير من الدعم للسودان."

وأضافت "إننا حقا قلقون للغاية من أننا إذا لم نلب احتياجات السكان فسيكون لذلك تأثير كبير جدا على الاستقرار."

ويكشف غياب المساعدات لجنوب السودان عن فجوة متزايدة بين الأقوال والافعال فيما تستعد مجموعة الثمانية الكبار التي تضم الدول الصناعية الكبرى لقمة في جلين إيجلز باسكتلندا في يوليو تموز القادم تتصدر محاربة الفقر في أفريقيا جدول أعمالها.

ويستهدف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اقناع زملائه الاعضاء في مجموعة الثمانية لمضاعفة المعونات الممنوحة للقارة في إطار خطة إنقاذ كشف النقاب عنها هذا العام لكن الجوع في جنوب السودان يبين كيف ان التعهدات بتقديم أموال تفشل غالبا في توفير المساعدات عندما تكون هناك حاجة إليها.

ووعد المانحون في مؤتمر في أوسلو في أبريل نيسان الماضي بتقديم 4.5 مليار دولار لتعزيز اتفاق السلام لكن المخازن في بلدة لوكيتشوجيو على الحدود الكينية التي تستخدم كموقع لتمركز المساعدات التي تسقطها طائرات الشحن التابعة للأمم المتحدة خاوية تقريبا.

وتخشى وكالات المعونة من أنه قد تختفي الدعوات لتقديم مساعدات للجنوب بسبب سيل من الدعوات المطالبة بتقديم مساعدات لدارفور بسبب الحرب التي اندلعت هناك في عام 2003 عندما بدأ المتمردون محاربة الحكومة بسبب مخاوف من التهميش.

وحث كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة المانحين يوم الخميس على تقديم 466 مليون دولار طلبها الاتحاد الأفريقي لزيادة حجم قوة حفظ السلام في دارفور إلى ثلاثة أمثال القوة الحالية محذرا الدول الغنية من أنه سيتعين عليها بدلا من ذلك تمويل "مجهود كبير للإغاثة."

وتقوم النساء في منطقة بحر الغزال في جنوب السودان التي تتأرجح بين البقاء والتضور جوعا بغلي أوراق الشجر والأعشاب لإطعام اطفالهن بعدما سرق مغيرون من قبائل معادية أبقارهم لإطعام عائلاتهم البائسة.

قالت الونج موين (35 عاما) التي سارت إلى مركز إطعام أقامه عمال الإغاثة في قرية من البيوت الطينية خارج بلدة مريال "لا يملك أزواجنا طاقة كافية للقتال... لا استطيع إرضاع طفلي."

ويقول عمال المعونة القليلون في المنطقة التي تعد واحدة من أشد المناطق فقرا على وجه الأرض إنه إذا لم تبدأ شحنات الطعام في الوصول على الفور فإن أعدادا كبيرة من الناس سيلقون حتفهم بدءا بالأطفال.

قال باتريك ميرفي وهو منسق طبي في مستشفى في الأدغال في مريال تديره منظمة اطباء بلا حدود "عملت الحكومات والأفراد على مدى 22 عاما الماضية بجدية على التوصل إلى نوع ما من اتفاق السلام وحدث."

وأضاف ميرفي الذي كان يتحدث من عنبر ترقد فيه عشرات الأمهات وأطفالهن الرضع على أبسطة كي يستردون عافيتهم بعد اسابيع من البحث عن حبات الجوز وأوراق الأشجار في البرية "أحد السبل لتعزيز ذلك هو التأكد من أن الناس هنا لا يموتون جوعا."

وقرعت أجراس الإنذار في العام الماضي عندما بدأ المطر في ساعة متأخرة وانتهى مبكرا لكن برنامج الغذاء العالمي قال إنه لم يحصل سوى على 25 بالمئة من مبلغ 302 مليون دولار طالب به لجنوب السودان وشرقه لإطعام أكثر من ثلاثة ملايين شخص.

وسرعان ما ستصبح الطرق موحلة عندما يبدأ موسم الأمطار مما يثير المخاوف بين وكالات المعونة من أنه ستكون هناك صعوبة قريبا في نقل الإمدادات بسيارات النقل.
ويقول برنامج الغذاء العالمي إن نقص الأموال يتضح من خلال النقص في المعونات الغذائية هذا العام في تعارض صارخ مع التعهدات بتقديم مساعدات لضحايا موجات المد المدمرة في آسيا لكن نقص المعونات لجنوب السودان بشكل خاص يأتي في توقيت حرج.

ويأمل مئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا إلى شمال السودان أو إلى اوغندا أو كينيا في العودة الآن بعدما توصل الجيش الشعبي لتحرير السودان إلى اتفاق على إقتسام السلطة مع الخرطوم لكنهم ربما لن يجدوا سوى مساحات مزروعة بحاصلات هزيلة.

وعلى المدى البعيد لن يكون هناك أمل كبير لدى ملايين الناس في جنوب السودان في التخلص من عقود من الاعتماد على القوى الخارجية دون توفير الحبوب والغلال لزراعة محاصيلهم القادمة.

قالت الوال الواك (24 عاما) بينما كانت تنتظر تحت شجرة مساعدة لطفلها "إذا اعطتنا وكالات المعونة الطعام فسيكون بمقدورنا إطعام
أنفسنا... وإذا لم تكن هناك معونات غذائية فإن الناس ستموت."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى